السيسي: منطقة التجارة الحرة تتطلب جهودًا مضنية مع توافر الإرادة السياسية

شرم الشيخ - مصطفى عيد:

أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تقديره لرئيس زيمبابوي موجابي لجهوده المتميزة في قيادة التكتلات الأفريقية الثلاثة ''كوميسا، سادك، تجمع شرق أفريقيا'' خلال الفترة الماضية، منوهًا إلى أن مصر تفخر باستضافتها تدشين منطقة التجارة الحرة بين هذه التكتلات بتوقيع الاتفاقية التأسيسية خلال قمة اليوم الأربعاء.

وقال الرئيس خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية خلال القمة الرئاسية للتكتلات الثلاثة اليوم الأربعاء بمدينة شرم الشيخ إن ما نقوم به يمثل نقطة هامة وفاصلة للاتحاد الأفريقي، حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء الـ 26 نحو 1.2 تريليون دولار بنسبة 62 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي لقارة أفريقيا، وعدد سكانها 625 مليون نسمة بنسبة 57 بالمئة من عدد سكان القارة.

وأضاف أن قمة اليوم هي خطوة رئيسية لإنشاء الاتحاد الاقتصادي الأفريقيى طبقًا لخطة عمل لاجوس 1980، ومعاهدة أبوجا لعام 1991، ومن المستهدف أن تصبح أفريقيا ساحة واعدة في عام 2063، وعلى رأس الخطوات نحو ذلك إنشاؤ منطقة تجارة حرة قارية في عام 2017، وإقامة مشروعات في البنية التحتية خاصة في مجال الطرق والنقل، والطاقة، والاتصالات.

ولفت إلى أنه بالإضافة إلى توافر الإرادة السياسية نحو إنشاء منطقة التجارة الحرة بين التكتلات الثلاثة يتطلب إلى جانب ذلك بذل جهود مضنية، والعمل على القيمة المضافة للموارد الطبيعية للدول الأعضاء، بما يساهم في إقامة مشروعات وإنتاج سلع ذات جودة عالمية وبالتالي تعزيز التجارة البينية.

ونوه السيسي إلى حرص مصر على دعم كافة مبادرات الاتحاد الأفريقي وإقامة المشروعات الإقليمية لتطوير البنية التحتية في الطاقة والنقل والاتصالات وغيرها، مشيرًا إلى افتتاح مصر والسودان معبر ''قسطل - اشكيت'' الشهر الماضي، والطريق البري بين القاهرة وكيب تاون بجنوب أفريقيا والذي يأمل بافتتاحه قريبًا.

وقال إن مصر تقوم حاليًا بعدة مشروعات عملاقة لتطوير بنيتها التحتية، حيث شارفت على افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، والذي سيعود بالفائدة أيضًا على الدول الأفريقية خاصة دول شرق أفريقيا، داعيًا رؤساء الدول والحكومات إلى حضور حفل افتتاح القناة الجديدة في أغسطس المقبل.

وأضاف أن مصير الدول الأفريقية واحد، وقضاياهم مشتركة، مبديًا استعداد مصر الدائم لتقديم ما لديها من خبرات وإمكانات في هذا الإطار، ومنوهًا إلى أن مصر قامت خلال الفترة الماضية بتوفير العديد من الخبراء في المجالات الفنية، ومشددًا على ضرورة مواجهة المشكلات المشتركة ومنها البطالة من خلال التنمية الصناعية وإقامة المشروعات وعمل القيمة المضافة.

ولفت الرئيس إلى ضرورة تمكين المرأة الأفريقية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا بما يعد عاملًا حاسمًا للقضاء على الفقر، مؤكدًا أن إمكانيات دول التكتلات الثلاثة يؤهلها لتحقيق أهداف التنمية المنشودة، وأنه بدون السلم والأمن لن يتحقق الرخاء والنمو الاقتصادي والتنمية والعكس صحيح، موجهًا التحية للزعماء الذين حضروا القمة وموجهًا دعوته لهم لتفقد مدينة شرم الشيخ وما تشهده من جمال ورقي ومناظر خلابة.