خبراء: حكومة محلب فشلت في الخروج من أزمات مصر الاقتصادية
تقرير- إيمان منصور:
أكد خبراء الاقتصاد أن حكومة المهندس إبراهيم محلب فشلت في الخروج من الأزمات الاقتصادية التي واجهت مصر خلال الفترة الماضية رغم الجهود التي قامت بها، وبرغم قصر الفترة الحكومة لكنها أيضًا لم تستطع السير وفقًا لسرعة خطوات وأداء عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
وكانت حكومة محلب قدمت استقالتها للسيسي يوم السبت الماضي حيث قبل الرئيس الاستقالة وكلف الحكومة بتسيير الأعمال لحين تشكيل الحكومة الجديدة التي كلف بتشكيلها وزير البترول في الحكومة المستقيلة المهندس شريف إسماعيل.
فشل وتخبط
وقال الدكتور عبد الخالق فاروق الخبير الاقتصادي إنه يجب تقييم الحكومة وفقاً لعدة اعتبارات أهمها معرفة طبيعة حجم المشكلات التي يواجهها المجتمع والتي حددتها الحكومة، والمدى الزمني لتنفيذ برنامج الحكومة لمواجهة هذه المشكلات، كما يجب تحديد مدى "انتشار عناصر الفساد" داخل الحكومة.
وأضاف فاروق خلال اتصال هاتفي مع مصراوي أنه عند النظر إلى هذه العوامل نجد أن الحكومة فشلت في تحقيق الأهداف المرجوة للخروج من الأزمات التي يواجهها المجتمع، ومنها ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم، وارتفاع معدلات الفقر.
ولفت إلى أن "تخبط الحكومة في إصدار القوانين التي تخص فئات المجتمع البسيطة مثل القوانين الخاصة بالقطاع العام، والخدمة المدنية الجديد، أدت إلى زيادة غضب المواطنين".
وأوضح فاروق أنه برغم أن مدة تولي الحكومة عملها ليست كافية للخروج من كل الأزمات إلا أن المسار الذي انتهجته الحكومة لم يستطع أن ينجز نتائج كبيرة حيث أنها سارت على نفس مسار نظام مبارك القديم ونفس التوجهات السياسية، والتحيزات، ونفس طريقة اختيار الشخصيات القيادية بناءً على العلاقات الشخصية - على حد وصفه.
ونوه إلى أنه على المستوى الفردي كان يوجد في الحكومة بعض الأشخاص الذي يعملون بجدية ومنهم رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب ولكنه كان يعمل كمحافظ ولم يعِ أن مهمته كرئيس وزراء أكبر من ذلك في اختياراته للشخصيات القيادية ووضع السياسيات العامة.
وأكد فاروق أن من أكبر السلبيات التي تؤخذ على الحكومة السابقة عدم التنسيق فيما بين القيادات، حيث سار وزير المالية على نفس مسار بطرس غالي بدون وجود رؤية جديدة لدية في تغيير السياسة المالية بجانب عدم التنسيق بين الوزارة والبنك المركزي.
وقال إن وزير الصناعة والتجارة عمل بطريقة رجال الأعمال وكان أهم ما يشغله إتمام الصفقات التجارية، بجانب تخبط وزير الاستثمار في تصريحاته، وقضية وزير الزراعة كل هذه الملاحظات أدت إلى فشل الحكومة في الوصول إلى أي نتائج إيجابية خلال فترة عملها، وعدم وجود إنجاز كبير نشيد به للحكومة، بما أدى إلى استمرار الأزمات الاقتصادية، وزيادة عجز الميزان التجاري، وارتفاع معدلات التضخم، وغيرها - بحسب فاروق.
وبالنسبة لإنجاز مشروع قناة السويس الجديدة في نحو عام فقط والتي تم افتتاحها في أغسطس الماضي، قال فاروق إن القوات المسلحة هي من تولت إنجاز هذا المشروع وليس الحكومة، كما أن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي كان مؤتمرًا ترويجيًا ليس أكثر وكانت فوائده سياسية أكثر منها اقتصادية باستثناء التعاقد مع شركة سيمنس العالمية في مجال الطاقة.
المجموعة الاقتصادية والحكومة
ومن ناحيته، قال الدكتور فخري الفقي الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن حكومة محلب أبلت بلاءً حسنًا خلال أول 9 أشهر من تشكيلها خاصة في ظل الاضطرابات التي كانت تواجه مصر وكان لوجود محلب في الشارع دائمًا حل لكثير من المشاكل التي تواجه البسطاء.
وأوضح الفقي خلال اتصال هاتفي مع مصراوي أنه برغم ذلك وقعت الحكومة في العديد من الأخطاء وعدم التنسيق في اتخاذ القرارات الهامة، والارتباك الذي حدث في الفترة الأخيرة، كما أنها كانت ليست على سرعة خطوات الرئيس السيسي.
وأشار إلى أن المجموعة الاقتصادية كانت من أهم أسباب فشل الحكومة في أداءها بسبب عدم التنسيق فيما بين وزراء هذه المجموعة، وإصدار قوانين خاطئة مثل منع استيراد القطن والأرز، والإعلان الأخير لوزير الاستثمار عن السياسة النقدية والتدخل في اختصاصات البنك المركزي، وإقرار ضريبة الأرباح الرأسمالية على البورصة حتى تم الإعلان عن تأجيل العمل بها لمدة عامين.
ونوه إلى أن من ضمن الأحداث السلبية التي أثرت في أداء الحكومة القبض على وزير الزراعة في تهمة فساد، وعملية سرقة الذهب الأخيرة من صك العملة، وتأخير تطبيق العمل بمنظومة الكروت الذكية للبنزين والتي كان يجب العمل بها نذ يوليو الماضي ولم تتم حتى الآن، وعدم إنجاز أي جديد في المشروعات التي تم الإعلان عنها مثل مشروع المليون ونصف فدان، والعاصمة الجديدة.
وقال الفقي إن الموقف الأخير الذي تعرض له رئيس الوزراء محلب في تونس وعدم قدرته على الرد على المواجهة أعطى صورة سيئة له كرئيس وزراء ولمصر - بحسبه.
وكان محلب تعرض الأسبوع الماضي للإحراج عندما سأله صحفي تونسي عن قضايا الفساد المتعلقة بوزير الزراعة، فأجاب محلب أنه شأن مصري داخلي، ثم أعاد الصحفي السؤال ولكن تلك المرة ربط بين فساد وزير الزراعة واتهام سابق لمحلب بضلوعه في قضية فساد قصور الرئاسة أيام مبارك ما دفع رئيس الوزراء للانسحاب من المؤتمر الصحفي دون تعليق.
ولفت الفقي إلى أن السيسي اختار أكفأ من في الحكومة لتشكيل الحكومة الجديدة حيث يعد شريف إسماعيل من أكفأ الوزراء في الحكومة السابقة خاصة بعد اكتشاف حقل الغاز الجديد، كما تم اختيار محلب لتشكيل الحكومة من قبل من حكومة الببلاوي.
سلبيات أكثر
وفي سياق متصل، قال الدكتور إيهاب الدسوقي رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات إن سلبيات حكومة محلب كانت أكثر من إيجابيتها حيث أنها لم تحقق العديد من طموحات الشعب المصري.
وأضاف الدسوقي خلال اتصال هاتفي مع مصراوي أنه في عهد هذه الحكومة ارتفعت الأسعار بصورة كبيرة، وانهارت البنية التحتية للاقتصاد حيث ارتفعت معدلات الفقر وزادت نسبة التضخم وأصبحت وسائل المواصلات متهالكة وغير آدمية.
وأشار إلى أن السياسة التي انتهحتها المجموعة الاقتصادية كانت من أهم أسباب فشل الحكومة، حتى أنها لم تتم الإنجازات الناجمة عن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي.
فيديو قد يعجبك: