هل يتراجع عدد المدخنين في مصر بعد زيادة أسعار السجائر؟ (انفوجراف)
إعداد - إيمان منصور:
تصميم - مايكل عادل:
"أنا ممكن مشتريش لحمة بس مقدرش أبطل سجاير"، و"مبطلنهاش علشان الصحة هنبطلها علشان السعر" عبارات رددها عدد من مدخني السجائر عقب الإعلان عن ارتفاع أسعارها في الأيام القليلة الماضية.
وكانت الشركات المنتجة للسجائر الأجنبية أعلنت ارتفاع أسعار الأصناف التي تنتجها بنحو ما بين 1 و2 جنيه مرجعة ذلك لزيادة أسعار مدخلات الإنتاج المستوردة.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ارتفعت فيها أسعار السجائر خلال الفترة الماضية، زادت أيضًا في سبتمبر الماضي إثر قرار من وزارة المالية بعد تطبيق قانون الضريبة على القيمة المضافة.
واستطلع مصراوي، رأي عدد من المدخنين، بشأن تأثير ارتفاع الأسعار على تغيير سلوكهم الاستهلاكي سواء بالإقلاع نهائيًا عن التدخين، أو اللجوء لصنف آخر أقل سعرًا، أو تخفيف الاستهلاك.
ويرى عدد كبير منهم إلى أنهم لن يلجأوا إلى الإقلاع عن السجائر بسبب الزيادة الأخيرة في أسعارها رغم تراجع مستوى المعيشة وارتفاع التضخم، بينما أوضح قلة منهم أنهم قد يضطرون للإقلاع عن التدخين في حالة عدم القدرة على شراءها.
وينقسم مدخنو السجائر إلى شرائح طبقًا لأنواع السجائر، فمنهم من يدخن السجائر الأجنبية عالية السعر، وآخرون يدخنون سجائر أجنبية ومحلية متوسطة السعر ومنخفضة السعر.
"هو التبطيل اللي هيصلح الكون، ما هي كل حاجة غالية يعني هنبطل كل حاجة" قالها أحمد 37 عامًا، وتابع: "أنا بدخن من 16 سنة، ومقدرش أبطل غير بالغصب، إذا تعرضت لأزمة صحية شديدة تجبرني على الإقلاع".
واتفق معه سعيد 27 عامًا حيث قال إن ارتفاع سعرالسجائر 3 أو 4 جنيه، لا يمثل أكثر من 100 جنيه في الشهر "يعني مبلغ ملوش لزمة مش هيخليني أبطل".
وقال إبراهيم: "أنا بشرب علبة ونصف في اليوم.. أقصى حاجة اقدر أعملها بعد ارتفاع الأسعار أقلل الكمية، لكن مقدرش أغير النوع أو أبطل خالص"، بينما كان لمحمد 43 عامًا رأي آخر قائلًا: "أنا ممكن أحاول أبطل، لو احتياجات أسرتي زادت في ظل الظروف الصعبة دي.. هاجي على نفسي وأقوي عزيمتي مضطرًا".
وقال محمود، "السجائر مكتوب عليها تؤدي للوفاة وكلنا عارفين إنها مضرة وبنشربها، مش معقول هنبطلها علشان السعر"، مضيفًا "أنا ممكن أبطل أكل وشرب ومبطلش السجائر".
وأضاف العم أحمد 65 سنة، "الدخان بقى عيل من عيالنا منقدرش نبطله"، وأخرج علبة السجائر من جيبه "أنا كنت بجبها بـ 8 قروش، والنهاردة بقت بـ 12 جنيهًا خساره فيا 12 جنيهًا بعد العمر دا".
"أنا كل يوم بتخانق مع مراتي بسبب السجائر والفلوس اللي بتتصرف عليها بس عمري هبطلها" قالها إسلام 35 عام، وتابع: "أنا ممكن أطلق المدام بس السجائر لا حتى لو بقت بـ 50 جنيهًا".
والتقى مصراوي مع بعض بائعي السجائر، حيث قال أحمد حسني صاحب كشك "كل ما الأسعار بترتفع نسبة البيع بتزيد أكتر والناس اللى كانت بتشتري علبة بقت بتشتري علبتين".
وأضاف محمود صاحب كشك "الشركة بتورد لنا علبة السجائر المالبورو بـ29 جنيه، ولكننا لم نحصل على الحصة الكاملة، ولذلك نضطر إلى توفيرها من قبل كبار التجار بنحو 32 جنيه، ويتم بيعها بنحو 33 جنيه وذلك لزيادة الطلب عليها حتى بعد الزيادة.. ولما الناس مش بتلاقيها بيقولولنا لو 35 جنيه بس هاتها".
ومن جانبه، يرى إبراهيم إمبابي رئيس الشعبة العامة لتجار الدخان والسجائر، أن زيادة أسعار السجائر ليس لها تأثير واقعي على المدخن أو تكون سببًا في إقناعه بالإقلاع عن التدخين.
وقال إمبابي خلال اتصال مع مصراوي، إن المدخن لا يستطيع الإقلاع عن التدخين لمجرد ارتفاع الأسعار حتى وإن وصلت العلبة سعر 29 الواحدة لـ 35 جنيه.
وأضاف أن في حالة عجز المدخن عن الشراء بأسعار عالية من الممكن أن يتجه لتدخين صنف آخر أقل سعرًا، ولكنه لن يقلع عن التدخين.
فيديو قد يعجبك: