إعلان

"وجع قلب وشكوك وخراب ديار".. تجار العتبة "المحروقة" يبكون على الأطلال (صور)

05:59 م الثلاثاء 10 مايو 2016

تقرير - إيمان منصور:

"حرق بضائع وحرق قلوب وموت وخراب ديار" هكذا علق تجار منطقة الرويعي المتصررين من فاجعة حريق العتبة - "حريق القاهرة الثاني" كما أطلقوا عليه - والذي اشتعل في ساعة مبكرة من صباح الأمس وظل ساعات طويلة مستعصيًا على رجال الدفاع المدني ليلتهم كل ما يقابله من بضائع ومباني في المنطقة التجارية الأشهر في وسط القاهرة.

آنات الألم والحسرة تخيم على أطلال العمارات والمحلات المصابة التي كبدت أصحابها خسائر بالملايين بما فيهم صغار التجار الذين ليس لهم مصدر دخل يعولون به أسرهم البسيطة سوى هذه المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والتي أصبحت سرابًا في حلم تحول إلى كابوس بعد ساعات مشتعلة لم يعرف سبب حدوثها واستمرارها حتى الآن.

وزاد من وجع قلوب أصحاب هذه المتاجر ما وصفوه بغياب الحكومة عن مساندة المتضررين من الكارثة، بل رأوا أن ما خرج من تصريحات حكومية بتقديم تعويض ٥ آلاف جنيه لكل متضرر استهزاءً بهم، ولسان حالهم يقول "غاب اهتمامها دهرًا ونطقت كفرًا".

بل ما زاد من حيرة هؤلاء إلى حيرتهم وعمق جراحهم ما أثير عن دوافع الحريق وهو ما أثار صدورهم المجروحة بالشكوك وهي تحاول لملمة جراحها والإفاقة من الصدمة: "أكثر من ٥ آلاف أسرة هيقعدو في بيوتهم، هيشحتو، والحكومة لم يتحرك لها ساعد، وهدف الحريق سببه الرئيسي هو إخلاء هذه المنطقة منا" هكذا علقوا بحزن عميق على ما جرى.

ونشب الحريق أمس الاثنين بشارع الرويعي بمنطقة العتبة ملتهمًا أكثر من ٥ مبانٍ سكنية تحتوي على أكثر من 100 محل تجاري تمتلئ ببضائع تصل قيمتها إلى ملايين الجنيهات، وتسبب الحريق التي ظلت المطافئ تحاول إخماده على مدار ١٢ ساعة متواصلة، في حرق جميع البضائع دون استثناء، وأصيب أكثر من ٩٠ فردًا، كما تفحم ٣ أشخاص حاولوا إنقاذ بصائعهم.

الحاج طه أحد أصحاب هذه المحلات احترق له محل أحذية، لديه أسرة من ٥ أبناء قال لمصراوي: "يوجد بالمحل بضاعة تتعدى المليون جنيه وعليَّ أقساط بثلاثة أرباع الثمن، والحكومة تقول خمسة آلاف جنيه دول ميجبوش ثمن باب المحل، هنعمل إيه ودا كان مصدر رزقنا الوحيد بالإضافة إلى ٧ عمال بالمحل".

وأضاف خلال حديثه مع مصراوي بإصرار مختلط بالحسرة والألم واليأس: "إحنا مش هنتحرك من مكان أكل عيشنا مهما حصل ولو الحكومة عملت كدا بفعل فاعل يعملوا لنا مقابر جماعية هنا".

بينما استنكر خالد صاحب محل ملابس من المحلات المتضررة، ما صدر عن الحكومة من تصريحات بشأن حجم التعويض قائلًا: "الحكومة بتقول هتدينا تعويض خمسة آلاف جنيه إحنا نديهم ٣٠ ألف جنيه ويرجعولنا بضاعتنا التي تصل إلى ـكثر من مليون جنيه في كل محل".

وتابع: "أنا بدفع إيجار مائة ألف جنيه في السنة ومعايا ٨ عمال بالمحل ولدي ٣ أولاد هنعمل إيه وهنعيش إزاي بالتعويض الذي تتحدث عنه الحكومة".

ولفت إلى أن ما حدث بالعتبة والتي تعد قلب مصر في مجال النشاط التجاري للباعة الجائلين هو وقف هذا النشاط في المنطقة، وهو أيضًا وراء سبب نشوب حريق في مبنى صيدناوي بنفس المنطقة الأحد الماضي يوم أجازة التجار - بحسب وصفه.

وقال محمد تاجر محل أحذية: "٢٠٠ ألف جنيه لا تكفي لتعويض الخسائر التي تعرضنا لها.. إحنا بيوتنا اتخربت وعلينا وصولات أمانة تصل إلى ٨٠٠ ألف جنيه"

وعبر بألم عن مدى صدمته خلال حديثه مع مصراوي قائلًا: "إحنا داخلين على موسم رمضان وكنا بنخزن بضاعة وكل حاجة راحت حسبي الله ونعم الوكيل".

وألمح أيضًا إلى أن هذه الحادثة حدثت بـ"فعل فاعل" والهدف منها إخلاء هذه المنطقة من نشاط التجارة.

واتخذ أحد التجار موقفًا رافضًا لتصريحات الحكومة بقوله: "لدينا ديون داخل وخارج مصر مع الدول التي نستورد منها، ولو الحكومة اديتنا التعويضات دي هنرفضها".. وتابع "الممر يحتوي على أكثر من ١٠٠ محل كل محل يحتوي على بضائع بملايين".

وقال الحاج إبراهيم إن الفندق المحترق عبارة عن دورين فقط وباقي أدوار العمارة التي يوجد بها الفندق مليئة بالبضائع راحت فيها السيولة المالية لأصحاب المحلات والتي احترقت بالكامل.

وأضاف متحسرًا: "ربنا يعوض علينا إحنا عارفين إن الحكومة مش هتعملنا حاجة".

ولفت إلى أن التجار جميعا هنا هذا هو مصدر رزقهم الوحيد منذ أن كان أجدادهم يعملون بالمنطقة ولا يعرف مصدرًا آخر للدخل، منوهًا إلى أن هذا الحريق وراءه لغز حيث أن المباني المحترقة بعيدة عن بعضها فكيف وصل الماس الكهربائي لهذه الأماكن المتفرقة، وإذا كان الهدف إخلاء التجار من المنطقة "فلن نتحرك إلا ونحن أموات".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان