لماذا اشترت روسيا 30% من حقل غاز "ظهر" العملاق؟
كتب- مصطفى عيد:
أنهت شركة روسنفت الروسية، أول أمس الإثنين، صفقة الاستحواذ على 30% من حقوق امتياز تطوير حقل ظهر أكبر حقل للغاز الطبيعي في البحر المتوسط من شركة إيني الإيطالية.
وتقدر قيمة الصفقة بنحو 1.125 مليار دولار بالإضافة إلى منحة تنازل للحكومة المصرية بقيمة حوالى 114 مليون دولار والتي تعتبر أكبر منحة تنازل يحصل عليها قطاع البترول المصري، بحسب بيان من وزارة البترول.
كما ستقوم الشركة الروسية بسداد حصتها في الاستثمارات التي تم إنفاقها من قبل في المشروع.
وقال أسامة كمال وزير البترول الأسبق، إن غرض شركة روسنفت الروسية من الصفقة هو "تجاري بحت"، وليس له أبعاد سياسية، وذلك في إطار تنويع محفظتها من الأعمال حول العالم.
وأضاف كمال لمصراوي، أن روسنفت اشترت حصة في حقل به احتياطيات مؤكدة وسيعود عليها بعائدات جيدة على المدى البعيد، فدخلت فيه كنوع من الاستثمار.
واستبعد كمال أن يكون وراء هذه الصفقة أي بواعث أو أهداف سياسية سواء من روسيا ضمن علاقتها مع مصر، أو حتى قطر التي اشترت حصة في شركة روسنفت الروسية تزامنا مع الاتفاق على صفقة حقل ظهر في ديسمبر الماضي.
ومن ناحية "إيني" الإيطالية فإن بيع 30% من حقل ظهر للشركة الروسية، بعد بيعها 10% أخرى لشركة بريتش بتروليم (بي بي) البريطانية، يأتي بهدف توزيع المخاطر، خاصة مع سعر البترول المنخفض، وتوفير سيولة توظفها في استثمارات أخرى.
وبيع حصص في حقول النفط والغاز التي تديرها إيني هو جزء من استراتيجيتها لجمع السيولة من أجل تمويل أعمال التطوير ودعم توزيعات الأرباح النقدية. وفي السنوات الأربع الأخيرة جمعت إيني حوالي 6.3 مليار دولار بهذه الطريقة، بحسب تقرير لوكالة رويترز نشر في ديسمبر الماضي.
وتعود صفقة بيع 30% من حقل ظهر للشركة الروسية إلى شهر ديسمبر من العام الماضي، حيث اتفقت الشركتان على الصفقة، وذلك بعد مرور أقل من شهر على بيع 10% لشركة بي بي البريطانية.
وقال كمال إن شركة إيني تحتاج إلى سيولة ولا تستطيع أن تنفق على الاستثمار في الحقل من مواردها الذاتية وحدها.
وأضاف أن إيني تسعى لتحقيق أرباح حالية عبر بيع جزء من حصتها بمبلغ يزيد على ما أنفقته من استثمارات في الحقل حتى الآن، من أجل توظيف هذه المبالغ في استثمارات جديدة وإدارة محفظتها بشكل يدر عليها عائدات.
وكان أوزوالد كلينت محلل النفط لدى برنشتاين، قال في تقرير سابق لوكالة رويترز، تعليقا على صفقة بيع حصة لروسنفت إن "هذا نجاح عظيم لإيني أن تتلقى 2.1 مليار يورو من جهد عام واحد وأن يصبح لديها شركاء كبار لتقاسم المخاطر والتمويل الرأسمالي".
وتعتبر الصفقة بين الشركتين الروسية والإيطالية خطوة مهمة لكلا الجانبين والتي تستمد أهميتها من قيمة حقل الغاز الأضخم في المنطقة والمتوقع أن يضيف نحو 30 تريليون قدم مكعبة إلى احتياطيات مصر من الغاز الطبيعي، حيث من المنتظر أن يبدأ الإنتاج قبل نهاية العام الجاري.
واشترى جهاز قطر للاستثمار وشركة جلينكور لتجارة السلع الأولية ومقرها سويسرا، 19.5% في روسنفت مقابل أكثر من عشرة مليارات يورو (11.22 مليار دولار) في ديسمبر الماضي، بحسب وكالة رويترز.
وتشهد العلاقات المصرية القطرية توترات واضحة منذ منتصف 2013 بلغت ذروتها خلال الشهور الأخيرة مع إعلان مصر والسعودية والإمارات والبحرين مقاطعة دبلوماسية لدولة قطر متهمة إياها بدعم الإرهاب، وهو الاتهام الذي تنفيه الدوحة.
وقالت روسنفت في بيان لها أول أمس، إن صفقة شراء حصة من حقل ظهر للغاز سيمكنها من تبادل الخبرات الكبيرة في مجال تطوير الحقول البحرية.
كما تستهدف الشركة الروسية من وراء الصفقة تعزيز مواقفها في الأسواق الاستراتيجية في أوروبا والشرق الأوسط، بحسب البيان، إلى جانب إتاحة الفرصة لتعزيز مواقعها في المنطقة الواعدة والاستراتيجية وتوسيع إمكانات قسم التجارة بها، وتعزيز تبادل المنفعة مع مصر.
وتشهد الفترة الحالية نشاطا ملحوظا لتعزيز التعاون بين مصر وروسيا، ومن أبرز مظاهر هذا النشاط اقتراب توقيع اتفاق إنشاء المفاعل النووي بمدينة الضبعة لتوليد الطاقة والذي ستنفذه شركة روسية، إلى جانب الاتفاق على إنشاء منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس.
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك: