هل يتلقى الجنيه دعما في المحطة الثانية من القروض الدولية؟
كتب - مصطفى عيد:
استقر سعر صرف الدولار أمام الجنيه خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع توقع استلام مصر لشرائح من قروض دولية تخفف من ضغوط نقص العملة الأمريكية في السوق المحلي وتدعم الجنيه، إلى أي مدى ستنعكس أخبار القروض على الجنيه في الأيام المقبلة؟.
"أتوقع تأثيرًا إيجابيًا لاستلام هذه الشرائح على الاحتياطي من النقد الأجنبي في ظل عودة تدفقات الأجانب بسوق أذون الخزانة"، كما يقول هيثم عبد الفتاح مدير قطاع الخزانة بأحد البنوك.
وأعلنت وزارة التعاون الدولي أمس الاثنين، حصولها على مليار دولار قيمة الشريحة الثانية من قرض البنك الذي تصل إجمالي قيمته إلى ثلاثة مليارات دولار ووقعته مصر مع المؤسسة الدولية في ديسمبر الماضي.
ويتفق إبراهيم الكفراوي المسؤول عن غرفة المعاملات الدولية بأحد البنوك الإقليمية مع التوقعات السابقة، موضحًا "الإعلان عن وصول هذه الشرائح قريبًا يعطي ضمانة أن لدى مصر الاحتياطي الذي تستطيع أن توفي به احتياجاتها في حالة حدوث أي تعثر وهو ما ينعكس على سوق الصرف".
ويعتزم بنك التنمية الأفريقي صرف 500 مليون دولار لمصر خلال 10 أيام، وفقًا لتصريحات ليلى المقدم ممثل البنك في القاهرة، وهي الشريحة الثانية ضمن قرض تبلغ قيمته 1.5 مليار دولار متفق عليه في عام 2015، ومن المتوقع صرف الشريحة الثالثة من هذا القرض في يونيو المقبل.
وتنعكس تلك القروض الدولية بشكل مباشر على حجم احتياطي النقد الأجنبي الذي تجاوز مستوى 26.5 مليار دولار لأول مرة منذ يونيو 2011.
ويتوقع وزير المالية عمرو الجارحي وصول 1.25 مليار دولار إما في مايو أو يونيو المقبلين وهي قيمة الشريحة الثانية من قرض صندوق النقد البالغ 12 مليار دولار، والذي أبرمت مصر اتفاقًا بشأنه في نوفمبر الماضي وحصلت على الدفعة الأولى منه بقيمة 2.75 مليار دولار.
وبدأ سعر صرف الجنيه أمام الدولار رحلة استقرار خلال الأيام الستة الأخيرة بعد هبوط شهده الشهر الجاري من مستوى 15.75 جنيه إلى بين 18 و18.30 جنيه حاليًا، مرتدًا من موجة صعود خلال فبراير.
ويعتبر هيثم عبد الفتاح أن المستوى الحالي لسعر الجنيه أمام الدولار يؤهله للاستقرار في الأجل القصير " لقد ارتفع الدولار إلى الذروة ومن الصعب أن يزيد عن مستوياته الحالية حتى مع تزايد الطلب على الاستيراد بسبب الموسم الرمضاني".
ووفقًا لوكالة رويترز، هبط الدولارخلال الأيام الماضية مقابل سلة من العملات تستخدم لقياس قوته بعد أن بدأ التراجع مع رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة يوم الأربعاء الماضي، ولكن إبراهيم الكفراوي قلل من تأثير هذا الهبوط على سعر صرف الدولار أمام الجنيه في مصر.
"الرابط القوي مع السعر العالمي للدولار مازال غير موجودًا.. المعيار الأكثر تأثيرًا على سوق الصرف في مصر هو العرض والطلب على العملة"، كما يقول الكفراوي.
فيديو قد يعجبك: