تحليل- أسعار الطعام والشراب ترتفع في مايو بأقل وتيرة منذ تعويم الجنيه
كتب: عبدالقادر رمضان:
واصلت أسعار الطعام والشراب ارتفاعها في شهر مايو الماضي، ولكن بوتيرة هي الأقل منذ تعويم الجنيه في نوفمبر الماضي.
وسجل معدل التضخم في مجموعة الطعام والشراب 1.9% في إجمالي الجمهورية، مقارنة بشهر أبريل، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
"أسعار الطعام والشراب شهدت في مايو أقل معدل في زيادة الأسعار منذ التعويم" بحسب ما قاله محمد أبوباشا محلل الاقتصاد الكلي في بنك استثمار هيرمس.
وتظل أسعار الطعام والشراب في مايو على أساس سنوي أعلى بنحو 41.6% عن نفس الشهر من العام الماضي.
وكان جهاز الإحصاء أعلن اليوم الخميس عن تباطؤ معدل الزيادة في الأسعار، حيث تراجع التضخم الشهري في إجمالي الجمهورية إلى 1.6% مقابل 1.8% في أبريل، وذلك للشهر الرابع على التوالي، ليسجل أدنى مستوى له منذ تعوم الجنيه في نوفمبر.
ومنذ تحرير سعر الصرف في نوفمبر الماضي شهدت أسعار السلع والخدمات، خاصة الغذائية، قفزات كبيرة، وسجل معدل التضخم السنوي مستويات لم يسبق لها مثيل منذ نحو ثلاث عقود.
ووصل معدل التضخم السنوي في الأسعار إلى 32.9% في أبريل الماضي، لكنه تراجع لأول مرة منذ التعويم في مايو الماضي إلى 30.9% في إجمالي الجمهورية.
ولم تشهد أسعار السلع الأخرى غير الغذائية زيادات تذكر خلال مايو مقارنة مع أبريل، فيما عدا أسعار رحلات العمرة والحج التي شهدت قفزة كبيرة، بحسب بيانات جهاز الإحصاء.
وسجل معدل التضخم في مجموعة الثقافة والترفيه التي تشمل الرحلات السياحية والحج والعمرة 25.3% على أساس شهري، ونحو 47% على أساس سنوي، بحسب جهاز الإحصاء.
وقال أبوباشا إنه "لولا الزيادة الكبيرة في أسعار العمرة والحج والتي جاءت نتيجة تعويم الجنيه، كان معدل الزيادة الشهرية في الأسعار سيكون أقل من 1% في مايو".
وأضاف أن "استمرار تراجع معدل التضخم الشهري تأكيد على أن الصدمة السعرية التي شهدتها السلع والخدمات بسبب تعويم الجنيه وحزمة الإجراءات الاقتصادية تم استيعابها بالكامل".
وقال أبوباشا "رجعنا للزيادات الطبيعية في الأسعار بعيدا عن الارتفاعات التي كانت بسبب تعويم الجنيه وحزمة الإصلاحات الحكومية التي شملت زيادة أسعار الوقود وتطبيق ضريبة القيمة المضافة".
وكانت أبرز السلع الغذائية التي شهدت ارتفاعا في مايو الماضي مقارنة مع أبريل اللحوم الطازجة والمجمدة بنسبة 3.5%، والدواجن 4%، والبسلة 30.2%، والثوم البلدي 15.2%، والخيار 3.8%، والليمون 14.4%، والموز 13.5%، والأسماك الطازجة 2.5%، والكركدية 16.9%، والطحينة 6.6%، والعسل الأسود 11.5%، والخل 25.2%.
وقال أبوباشا إن معدل التضخم سيشهد حالة من التذبذب خلال الشهور المقبلة حتى نوفمبر وديسمبر المقبلين، متوقعا أن ينخفض معدل التضخم السنوي خلالهما بنسبة واضحة لمستويات تقترب من الـ 20%.
"المحرك الأساسي للتضخم خلال الشهور القليلة المقبلة سيكون الأثار الموسمية مثل رمضان والعيد، بالإضافة إلى حزمة الإجراءات الحكومية الثانية المتوقعة في النصف الثاني من 2017، لكن بعد نوفمبر ومع كل الزيادات المتوقعة في أسعار الطاقة فإن التضخم السنوي سيهبط لمستويات قرب الـ 20%، لأن سنة الأساس التي نقارن بها شهدت معدلات تضخم مرتفعة جدا بسبب التعويم وحزمة الإجراءات الأولى"، بحسب ما قاله أبوباشا.
ويرى أبوباشا أن معدل التضخم السنوي سيشهد تراجعا واضحا خلال عام 2018 لينزل دون مستوى الـ 20% ويقترب من مستهدف البنك المركزي الذي توقع معدلا للتضخم في حدود 13% مع نهاية العام المقبل.
ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة 2% الشهر الماضي وهو ما عزاه إلى محاولة السيطرة على التضخم.
وكان المركزي رفع الفائدة بنسبة 3% في نوفمبر الماضي بالتزامن مع تحرير سعر الصرف لدعم الجنيه والحد من الدولرة.
فيديو قد يعجبك: