رئيس تيسن كروب: مناخ الاستثمار في مصر جاذب ونقص الدولار كان أكبر تحدي
كتب- مصطفى عيد:
قال ثور لومان الرئيس التنفيذي لمجموعة تيسين كروب الألمانية في مصر، إن الشركة تدرس عدد كبير من الفرص الاستثمارية في مصر خلال الفترة الحالية، خاصة في مجالات تطوير معامل تكرير البترول وبناء مصانع البتروكيماويات.
ويرى لومان أن مناخ الاستثمار في مصر حاليا أصبح جاذبا جدا للاستثمار، خاصة بعدما انتهت أزمة نقص العملة الصعبة التي كانت أكبر تحديات الشركة في مصر.
وإلى نص الحوار:
* بداية ما هي طبيعة نشاط الشركة والمجالات التي تعمل بها في مصر وخارجها؟
تيسين كروب هي شركة ألمانية نتجت عن اندماج شركتي تيسين وكروب، وهما شركتين قديمتين متخصصتين في إنتاج الحديد، حيث يعود عمر كروب إلى 200 عام، وحدث اندماج بين الشركتين منذ نحو 160 عاما وكونتا شركات كثيرة تعمل في مجالات عديدة.
فالشركة مازالت تعمل في مجال الحديد وهي من أكبر منتجيه في العالم، وأيضا هناك إنتاج المصاعد وتعمل الشركة بهذا المجال في مصر ودول العالم، بالإضافة إلى إنتاج سلع مغذية مثل صناعة السيارات، إلى جانب إنشاء خطوط إنتاج للسيارات الألمانية والأوروبية والأمريكية.
كما تعمل الشركة في نشاط بناء مصانع الكيماويات والبتروكيماويات، وتملك رخصة لإنتاج الأمونيا واليوريا والكلور وغيرها من المنتجات، كما يندرج تحت نشاط الحلول الصناعية ما يختص بالتعدين للمناجم الجديدة لاستخراج المعدن وتنقيته واستخدامه للوصول إلى عمل قيمة مضافة لهذا المعدن.
كما تعمل الشركة أيضا في مجال بناء الغواصات ومعدات التسليح.
والشركة لها فروع في نحو 70 دولة حول العالم، وتعمل في مصر منذ أكثر من 100 عام، وهناك فرع دائم لها في القاهرة، ولكن اسم تيسين كروب ليس معروفا في مصر لأنها كانت دائما تتواجد باسم التكنولوجيا الخاصة بها.
ففي قطاع الأسمنت اسم بوليسيوس متواجد جدا وهناك نحو 15 مصنعا للأسمنت تم بناؤها وفقا للتكنولوجيا الخاصة بالشركة وهو ما يمثل نصف قوة مصر في هذا القطاع، وكذلك اسم أودا معروف جدا في كل مصانع الأمونيا واليوريا في مصر والتي بنتها المجموعة فيما عدا مصنع واحد فقط.
وبدأت المجموعة في استبدال هذه العلامات التجارية باسم الشركة الأم لأن المجالات التي تعمل فيها في مصر أصبحت أوسع.
* ما هو حجم الاستثمارات الحالية للشركة في مصر ومن هم أهم شركائها؟
تم افتتاح المكتب الخاص بالشركة في مصر خلال عام 2004، والمجموعة لديها في مصر أكثر من 700 موظفا مصريا تستثمر فيهم، حيث استمرت الشركة في مصر في ظل ظروف الثورة ولم تغير من استراتيجيتها، ومازالت الشركة تكبر في مصر وعدد موظفيها سيزيد.
عملنا في مصر يقوم على بناء المصانع للعملاء عبر إنشاء التصميمات الخاصة بهذه المصانع وتوريد معداتها، والإشراف على التركيبات.
وشركاءنا من أقوى شركات المقاولات المصرية، مثل بتروجيت التي تم بناء أغلب مصانع الأسمدة في مصر بالتعاون معها، ومنها خطي إنتاج اليوريا والأمونيا الذين افتتحهما الرئيس عبدالفتاح السيسي العام الماضي في دمياط.
وهناك أيضا شركاء آخرون في مصر مثل شركة أوراسكوم للإنشاءات، إلى جانب شركات مصرية متوسطة وصغيرة يتم الاستعانة بها في بعض الأعمال.
* ما هو حجم الأعمال الحالية للشركة في مصر؟
من الصعب تحديد حجم أعمال الشركة حاليا في مصر لأنها تعمل في مجالات كثيرة، ولكن يمكن أن نضرب مثالا، ففي العام الماضي سلمنا مصنع إيه إم بي سي المصرية النيتروجينية لإنتاج الأمونيا واليوريا في دمياط والذي افتتحه الرئيس في أبريل 2016 بتكلفة استثمارية 970 مليون يورو تقريبا.
*ما هي أهم التحديات التي واجهتها الشركة في مصر؟
التحدي الكبير الذي واجه المجموعة كان خلال فترة نقص العملات الأجنبية في مصر، وهو ما تسبب في أزمة، لأن أغلب المصانع التي نبنيها بها مكون أجنبي، وهو ما كان يحتاج لعملات أجنبية لاستيراده، إلى جانب أن عملاء المجموعة واجهوا صعوبة في توفير جزء النقد الأجنبي في التعاقد.
ولكن حاليا المشكلة تم حلها تماما ونرى توافر العملات الأجنبية بشكل كبير وليس هناك مشكلات لدى العملاء بل أبدى بعضهم استعداده لدفع كل مستحقات التعاقد بالعملة الأجنبية.
* هل واجه عملاء الشركة مشكلات تتعلق بتكلفة المشروعات بعد التعويم وانخفاض سعر الجنيه؟
مع بداية تحرير سعر الصرف في نوفمبر كان هناك بعض المشكلات التي تواجه الشركات من العملاء، فكانت هناك مشكلات تتعلق بمطالبات بعض المقاولين برفع الأسعار بسبب زيادة الالتزامات.
ولكن بدأ المستثمرون في تفهم هذا الموقف وغيروا من الأسعار، كما تم اللجوء إلى تثبيت الأسعار بعملة معينة ليس فيها تأرجح كبير مثل اليورو أو الدولار، بما في ذلك الخدمات التي كان يتم دفع مقابلها بالجنيه المصري، وغطى ذلك عدم تعرض أطراف العملية الثلاثة للتضرر العميل والمقاول والمجموعة، وتم تدارك المشكلة.
بشكل عام كل إجراء له إيجابيات وسلبيات، وما نراه بعد مرور نحو عام على التعويم أن تأثيراته الإيجابية بدأت في الظهور، فمصر حاليا في ترتيب أفضل من ناحية جذب الاستثمار، إلى جانب توفر العملات الأجنبية للمستثمرين.
*كيف ترى مناخ الاستثمار في مصر خلال الوقت الحالي؟
مناخ الاستثمار في مصر مناسب جدا حاليا للاستثمار، ومصر من أفضل الدول في أفريقيا جذبا للاستثمار خلال الفترة الحالية، ومن أهم الدول التي تتواجد فيها المجموعة.
وشركتنا تبحث حاليا مجموعة من الفرص الاستثمارية في مصر، فهناك فرص عديدة في قطاع البترول، ومنها فرص لتطوير معامل تكرير البترول.
كما نعمل حاليا في تطوير منجم فوسفات أبو طرطور، نيابة عن عميلنا شركة الوادي التابعة لفوسفات مصر بالتعاون مع مجموعة شركاء آخرين لاستخراج الفوسفات وتصنيع حامض فوسفوريك من أجل تصديره، حيث ستقوم المجموعة بكل خطوات المشروع.
* ما هو أبرز مشروع تشاركون في تنفيذه حاليا بمصر؟
نجهز عقد مشروع حاليا لتنفيذ مصنع لإنتاج حامض النيتريك بطاقة إنتاجية 500 طن وإنتاج أمونيوم النيتريد بطاقة إنتاجية 600 طن، باستثمارات 133 مليون يورو وذلك بعد ترسية من شركة أبو قير للأسمدة.
ونحن الآن في المفاوضات النهائية لتجهيز العقد وتوقيعه ونتوقع أن يبدأ العمل في المصنع مع نهاية العام الجاري أو بداية العام الجديد بمدة تنفيذ 31 شهرا.
* ماذا عن تعاون المجموعة مع القوات المسلحة المصرية؟
المجموعة لديها تعاون طوال الوقت مع الجيش المصري، فهناك مجالان أساسيان في هذا التعاون، الأول بناء المجموعة لكل مصانع شركة النصر للكيماويات الوسيطة التابعة للقوات المسلحة والتي تنتج الكلور السائل أو الغازي الذي يستخدم في تنقية مياه الشرب.
والمجال الثاني هو بناء الغواصات الحربية التي تعد شركاتنا من أكبر الشركات العاملة فيه، وتم تسليم غواصتين لمصر منذ فترة قريبة، وهناك غواصة ثالثة ستصل قريبا إلى مصر.
* هل وجود الشركة في عدد معين من الدول العربية يرتبط باستراتيجية معينة؟
العالم كله يعتبر هدف بالنسبة لنا، ومكتبنا في مصر هو أهم وأقدم وأكبر مكتب من حيث العدد في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، وهو يساعد في العمل في مصر والدول المجاورة.
هناك دول مجاورة لا نستطيع العمل بها بسبب الأحداث التي تمر بها مثل سوريا وليبيا حاليا، ولكننا نعمل في الأردن وتونس من خلال مكتبنا في مصر.
كما لدينا مكاتب في الخليج مثل السعودية ودبي وقطر، وهي مكاتب صغيرة نوعا ما تحتاج أحيانا للمساعدة والتي يتم تقديمها من خلال مكتب مصر أيضا، إلى جانب أن هناك مكتبا في جنوب أفريقيا نتعاون من خلاله.
* هل تأثرت أعمال الشركة في قطر بعد الأزمة الدبلوماسية مع الدول العربية؟
البيزنس ليس له علاقة بالسياسة، كما أنه لم يكن هناك مشروعات في الفترة الأخيرة في قطر، حيث تركز قطر في الفترة الأخيرة أكثر مع مشروعات استضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022، وأوقفت أغلب مشروعات البتروكيماويات هناك.
كما لم يتأثر عملنا في الدول العربية الأخرى المرتبطة بهذه الأزمة مثل الإمارات والسعودية التي لنا مكاتب فيهما.
فيديو قد يعجبك: