إعلان

حكاية عملة بيتكوين الرقمية التي حرمها المفتي في مصر

12:00 ص الأربعاء 03 يناير 2018

(بي بي سي)

حرم مفتي مصر تداول عملة "البيتكوين" الافتراضية معتبرا إياها وسيطا غير مقبول للتبادل وتشتمل على أضرار "الغرر والجهالة والغش الخفي".

وقال الدكتور شوقي علام في بيان أصدرته دار الإفتاء إن "ضرب العملة وإصدارها حق لولي الأمر أو من يقوم مقامه من المؤسسات النقدية، وإن تداول البيتكوين يعد تطاولا على ولي الأمر ومزاحمة لاختصاصاته وصلاحياته التي خصه بها الشرع، وإن شيوع هذا النظام غير المنضبط يخل بمنظومة نقل الأموال التقليدية والتعامل فيها كالبنوك ويسهل بيع الممنوعات وغسل الأموال والتهرب من الضرائب، ويؤدي لإضعاف قدرة الدول على الحفاظ على عملتها المحلية والسيطرة على حركة تداول النقد واستقرارها."

واعتبر البيان التعامل بهذه العملة من المحظورات الشرعية التي يجبُ أن "يُضرَب على يَد مرتكبيها حتى لا تشيعَ الفوضى".

وكانت عملة البيتكوين قد استمرت في إضفاء قدر أكبر من الإثارة على تعاملات المتداولين في هذا الأصل من الأصول الافتراضية. وفقدت العملة الافتراضية، الأكبر على الإطلاق من حيث حجم التعاملات، حوالي ثلث قيمتها مع قرب نهاية عام 2017.

وأشارت تعاملات الأسبوع الأخيرر في العام إلى تراجع في قيمة العملة بحوالي 14 في المئة، مستقرة عند مستويات قريبة من 13419 دولار للوحدة، وفقا للبيانات التي توفرها منصة التداول في العملات الافتراضية كوينديسك على موقعها الإليكتروني، ما يجعل العملة عند أسوأ المستويات منذ 2013.

وقد قطعت البيتكوين رحلة طويلة حافلة بالمفاجآت على مدار 2017، إذ بدأت التعاملات في يناير/ كانون الثاني عند مستوى 1000 دولار للوحدة، لكنها تمكنت من بلوغ مستويات فاقت 19 ألف دولار للوحدة الواحدة.

فما هي حكاية عملة البيتكوين؟

البيتكوين هو عملة رقمية ( افتراضية) بدأت عام 2009 من قبل شخص غامض أطلق على نفسه اسم ساتوشي ناكاموتو. وهي ليست عملة تقليدية لأنه ليس لديها بنك مركزي أو دولة أو هيئة تنظمها وتدعمها.

ونشأت عملة بيتكوين عبر عملية حاسوبية معقدة، ثم جرت مراقبتها بعد ذلك من جانب شبكة حواسيب حول العالم.

وبإمكان الزبائن السداد باستخدام هاتف ذكي وتطبيق "كيو آر" لقراءة الشفرات. وكانت حانة "أولد فيتزروي" هي أول حانة في أستراليا تقبل التعامل بعملة البيتكوين

ويجري إصدار نحو 3600 عملة بيتكوين جديدة يوميا حول العالم، ووصل عددها حاليا إلى 16.5 مليون وحدة يجري تداولها، وذلك ضمن الحد الأقصى المسموح به وهو 21 مليون وحدة بيتكوين.

وللحصول على هذه العملية فإن على المستخدم شراءها وإجراء المعاملات بها من خلال بورصات رقمية مثل Coinbase التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها. وبدلا من أن تقر سلطة مركزية عملية التحويلات فإنها تسجل جميعها في موازنة عامة يطلق عليها اسم blockchain.

والبيتكوين ليست موجودة بالفعل ولكنها مفاتيح رقمية مسجلة في محفظة رقمية يمكنها أن تدير التحويلات. فإذا تم استخدام محفظة أونلاين فإن المستخدمين يجب أن يثقوا في مصدرها لأن القراصنة يستهدفون الخوادم بهدف سرقة البيتكوين.

ومن مميزاتها الرسوم المنخفضة، لأن العملة لم تنتقل بل كود العملة هو الذي يخرج من محفظة ودخل إلى محفظة أخرى.

وبإمكان الزبائن السداد باستخدام هاتف ذكي وتطبيق "كيو آر" لقراءة الشفرات. وكانت حانة "أولد فيتزروي" هي أول حانة في أستراليا تقبل التعامل بعملة البيتكوين.

ووضعت أول ماكينة صراف آلي للبيتكوين في مدينة فانكوفر، بمقاطعة بريتيش كولومبيا بكندا عام 2013، وتسمح للمستخدمين بشراء العملات الرقمية أو بيعها.

ويوجد من هذه العملة 21 مليون وحدة فقط ومن ثم فإنها أكثر استقرارا من العملات التي تدعمها الحكومات.

ووضعت أول ماكينة صراف آلي للبيتكوين في مدينة فانكوفر، بمقاطعة بريتيش كولومبيا بكندا عام 2013، وتسمح للمستخدمين بشراء العملات الرقمية أو بيعها

ولا يمكن تتبع عمليات البيع والشراء لأنه لا يوجد لها رقم تسلسلي مرتبط بها مما يعزز الخصوصية. ومن سلبياتها أنها تستخدم كوسيلة مجهولة لتنفيذ تحويلات كبيرة عابرة للحدود لذلك تم ربطها بتجارة المخدرات وغسيل الأموال كما تستخدم في موقع السوق السوداء Silk Road وهو منصة لبيع العقاقير غير المشروعة.

وقد تجاوزت الآن القيمة الإسمية الإجمالية لجميع البيتكوين الموجود في العالم 167 مليار دولار، علما بأن البيتكوين هو أول عملة رقمية من نوعها.

انتقادات

ويتعرض الصعود الأخير لهذه العملة لانتقادات وفي هذا الإطار يقول منتقدون إن بيتكوين تمر بمرحلة فقاعة، كما حدث مع فقاعة الإنترنت في منتصف التسعينات من القرن الماضي، حينما نمت أسواق المال في الدول الصناعية بشكل ملحوظ في قطاع الصناعات المتعلقة بالإنترنت، بينما يقول آخرون إن سعر بيتكوين يرتفع لأنها بدأت تقتحم أسواق المال التقليدية.

وتتباين رؤي الهيئات المنظمة لأسواق المال، بشأن وضع العملات الرقمية ومخاطرها.

وحذرت هيئة سوق المال البريطانية المستثمرين في سبتمبر الماضي، من أنهم قد يخسرون كل أموالهم إذا اشتروا عملات إلكترونية.

لكن هيئة سوق المال الأمريكية سمحت الأسبوع الماضي، لشركتين من الشركات التقليدية العاملة في أنشطة الأوراق المالية ، وهما مجموعة سي إم إي وسي بي أو إي غلوبال ماركت، بالبدء في إتمام عقود مالية بعملة بيتكوين.

وأعلنت لجنة تداول السلع الآجلة أنها ستسمح للمستثمرين بشراء وبيع العقود "الآجلة" بعملة بيتكوين.

ويقول كارل شاموتا، مدير استراتيجيات السوق في شركة كامبريدج غلوبال بايمنتس، إن هذه الخطوة هي السبب في الصعود الأخير لعملة بيتكوين. ويضيف: "التصور الشائع بين الناس حول العالم، أن شركتي سي إم إي وسي بي أو إي تعطيان شرعية لعملة بيتكوين، هو السبب الحقيقي وراء هذا الصعود الكبير".

ويقول ليونارد ويس، رئيس جمعية بيتكوين في هونغ كونغ، إن صعود قيمة تلك العملة "يرجع غالبا إلى الجشع، والخوف من فقدان الفرصة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان