"إن غِلي الفول أنا مش مسؤول".. العربات تواجه ارتفاع الأسعار بتقليل الكمية
كتبت- دينا خالد:
يقف محمد، أمام عربة الفول في منطقة إمبابة، وكأنه يقوم بحركات بهلوانية من سرعة أداءه لكي يواجه الزحام الصباحي، وأمامه العديد من الزبائن.
يشتكي محمد، من ارتفاع سعر الفول خلال الفترة الماضية، هذا الارتفاع الذي دفعه إلى رفع سعر ساندويتش الفول إلى جنيهين بعدما كان سعره جنيه ونصف، قبل شهرين.
ويقول محمد لمصراوي "طبق الفول والعيش والسلطة، بقى بـ 7 جنيه، وإللي كان بياخد ثلاث ساندويتشات بقى ياخد اتنين".
وبحسب محمد فإن سعر كيلو الفول شهد زيادات متتالية حتى وصل إلى 13 جنيها للكيلو البلدي بعدما كان يبلغ 10 جنيهات قبل 6 أشهر.
يستهلك محمد نحو 15 كيلو فول يوميا، لعمل "قدرتين فول"، حيث يقتصر عمله على الساعات الصباحية فقط.
" كل حاجة بقيت غالية الفول والزيت والأنابيب والخضار، فضلا عن أن الصنايعي إللي بيساعدني مش بيرضى بيومية أقل من 100 جنيه"، يقول محمد بينما يواصل حركاته البهلوانية لتقديم الفول لزبائنه.
وتسبب ارتفاع أسعار هذه المنتجات في تراجع أرباح محمد، حسبما يقول "ساعات بعد شغل اليوم كله وبعد دفع المصاريف بلاقي نفسي مروح بـ 50 جنيه، يعني العامل إللي معايا بيطلعله أكتر مني".
وبحسب تجار للبقوليات تحدثوا لمصراوي، شهدت أسعار الفول ارتفاعا بشكل تدريجي على مدى الشهرين الماضيين ليصل إلى ما بين 7800 و8 آلاف جنيه بدلا من 6 آلاف جنيه للفول المستورد.
وارتفع سعر الفول البلدي بقيمة تتراوح بين 500 و800 جنيه في الطن ليصل إلى حوالي 9.5 إلى 10 آلاف جنيه في سوق الجملة، بينما يصل إلى 13 ألف جنيه في القطاعي.
ونتيجة للارتفاع لجأ مصطفى سنوسي، صاحب عربة فول في منطقة الكيت كات، لحل آخر لتفادي الخسارة، عن طريق تقليل كمية الفول التي يضعها في الساندويتش بدلا من رفع سعره.
يقول سنوسي "زبون الفول عايز ياكل ويشبع ومايدفعش كتير، ولو رفعت السعر الزبون هيمشي ومش معقول الواحد هيفطر بأكتر من 10 جنيه ع الصبح".
ويبيع سنوسي، ساندويتش الفول بجنيهين والطلب المكون من "فول وعيش وسلطة" يبيعهم بـ 6 جنيهات، وترتفع القيمة إلى 10 جنيهات للطلب المكون من "فول وعيش وسلطة وبيضه وبذنجان".
وبحسب سنوسي فإن أردب الفول المستورد (144 كيلو) ارتفع خلال الـ 6 أشهر الماضية ليصل إلى 1100 جنيه مقابل 850 جنيها، وارتفع طن الفول البلدي إلى 13 ألف جنيه بعدما كان يسجل 11 ألف جنيه.
ويخلط سنوسي بين الفول البلدي والمستورد لتقليل التكلفة والمحافظة على الطعم، ويستخدم نحو 15 كيلو فول مستورد و25 كيلو فول بلدي يوميا.
ويقول نبيل سعيد، والذي يقف بعربه فول في منطقة المهندسين، إن ساندوتش الفول لا يقتصر تكلفته على ثمن الفول فقط، فبقية المكونات كالزيت والطحينة والعيش ارتفعوا أيضا.
ويضيف سعيد أنه رغم الزيادة المستمرة في الأسعار إلا أنه لم يرفع السعر، لأنه رفع السعر من قبل في أعقاب تعويم الجنيه حيث كان الساندوتش يباع بـ 1.25 جنيه وأصبح يباع بجنيهين.
ويبرر سعيد عدم زيادته للأسعار أن المصريين يعتبروا الفول هي الوجبة الرخيصة ولا يتقبلوا أي زيادة في سعره.
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك:
