إعلان

"زيارة عبد الشكور والرد الذي لم يعجبه".. عامر يحكي كواليس قرار التعويم

03:13 م الإثنين 15 أكتوبر 2018

طارق عامر محافظ البنك المركزي

القاهرة- مصراوي:

كشف محافظ البنك المركزي، طارق عامر، عن بعض الكواليس التي سبقت اتخاذ قرار تعويم الجنيه في نوفمبر 2016.

وقال عامر خلال استضافته في جلسة نقاشية على هامش اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدوليين، التي انعقدت في مدينة بالي الإندونيسية على مدار الأيام الماضية إن اتخاذ القرار كان أمرًا صعبًا.

ففي صباح يوم الخميس 3 نوفمبر عام 2016، قررت مصر تعويم الجنيه، أي جعل سعره يتحدد بناء على العرض والطلب، بعدما كان مرتبط بسعر ثابت، وذلك بعدما واجهت أزمة كبيرة في نقص العملة الأجنبية.

"أتذكر أن آخر شخص أخذت رأيه قبل أن أخذ قراراي النهائي، كان الدكتور عبد الشكور شعلان، أقدم خبير في صندوق النقد الدولي"، يقول عامر خلال الجلسة النقاشية.

وحكى عامر تفاصيل الزيارة قائلًا "في مكتبه بالقاهرة زرت عبد الشكور في عام 2016، كان معي وقتها نائب المحافظ وشرحت له الوضع الحالي وقولت: ماذا تعتقد؟".

واستكمل عامر "عبد الشكور رجل كبير في السن، قضى معظم حياته في صندوق النقد الدولي، ويعرف جيدًا الصندوق ويعرف الوضع في مصر جيدًا".

"هذه مهمة مستحيلة"، كان هذا رد عبد الشكور الأول على محافظ البنك المركزي، يقول عامر "لم أحب هذا، لأني كنت أريد المضي قدمًا في القرار".

لكن عبد الشكور تبع هذه الكلمات بجملة "لكن يجب عليك أن تفعلها"، بحسب عامر.

لم يكن عبد الشكور هو الوحيد الذي استشاره عامر، قبل اتخاذ قرار التعويم ويقول "استشرت كل الأشخاص الذين استطيع استشاراتهم، تحدثنا مع محمد العريان، الخبير العالمي، لقد كان معنا طوال الوقت، تحدثت مع محافظين البنك السابقين ومع وزراء مالية في أوروبا وحكومات أوروبية ومحافظين بنوك في الشرق الأوسط وزملائي ومع صندوق النقد الدولي تحدثنا كثيرًا".

"في نهاية الأمر كان القرار في يد الرئيس وهو من اتخذه"، وفقًا لعامر.

وبحسب عامر فإنه عمل على كسب ثقة ومصداقية السلطات السياسية قبل اتخاذ القرار وقال "أنت هتاخدهم في مكان ما يعرفهوش وهما مش عارفين رؤيتك فكان لازم تشرح أو توضح وجهة نظرك".

وأضاف أحد قادة الأحزاب قال لي فيما بعد "طارق أنت كنت شايف حاجة أحنا مش شايفنها ودي كانت مشكلتنا وعلشان كده كنا خايفين".

لا يمكنك اتخاذ مثل هذه القرارات في أي دولة، لأن وبحسب عامر "الأمر لا يتوقف على محافظ البنك المركزي ولكن يتوقف على مقومات المجتمع وتكوينه، وفي مصر مجتمعنا متماسك جدًا".

ويضيف "يمكن أن تسمع لغط أو حديث منهم، لكن في نهاية اليوم هم يثقون بك وبالقيادة السياسية".

"أنا سعيد أن الوضع في مصر الآن تحسن لشيء جميل"، بحسب عامر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان