العضو المنتدب للشرقية للدخان: ندرس تصنيع منتجات جديدة وزيادة التصدير (حوار)
كتبت- شيماء حفظي:
تصوير- مصطفى الشيمي:
قال هاني أمان، العضو المنتدب للشركة الشرقية للدخان (إيسترن كومباني)، إن الشركة تدرس حاليًا تصنيع منتجات جديدة لتلبية احتياجات السوق المحلي والخارجي، مثل "السجائر الحريمي" ومعسل بالنكهات.
وأضاف أمان، في حوار لمصراوي، أن الشركة لديها حجم أصول غير مستغلة "ضخم جدًا" يصل إلى 200 ألف متر أو ما يعادل 50 فدانا، وأنها تبحث استغلال هذه الأصول بالشكل الأمثل.
وقال إن الشركة تحقق أرباحا كبيرة، لكنها يمكن أن تحقق مزيدا من الأرباح بما تمتلكه من أصول وإمكانيات كبيرة.
وتأسست الشرقية للدخان عام 1920، ويعمل بها حوالي 14 ألف عامل، وهي إحدى الشركات المدرجة بالبورصة، والتي تحقق مستويات ربحية عالية في قطاع الأعمال العام، كما أنها واحدة من الشركات التي تنوي الحكومة طرح حصة إضافية منها في البورصة ضمن برنامج الطروحات الحكومية.
وإلى نص الحوار..
بعد تأجيل طرح 4.5% من أسهم الشرقية للدخان في البورصة والذي كان مقررا الشهر الماضي.. هل ترى موعدا قريبا لتنفيذ الطرح الذي يعتبر الأول ضمن برنامج الطروحات الحكومية؟
الشركة القابضة للصناعات الكيماوية هي صاحبة الحق الأصيل في عملية بيع جزء من الأسهم، ويعود إليها حق تحديد موعد الطرح بالتشاور مع مدير الطرح "هيرميس"، لذلك ليس لدي موعد للطرح، لكني أرى أن هذه العملية يجب أن تتم في الوقت الأمثل، فالشركة الشرقية هي جوهرة القطاع، ولذلك لابد من إتمام عملية البيع بطريقة تحقق أقصى استفادة لجميع أطراف العملية (الشركة القابضة، والدولة، ووزارة المالية، وسمعة الشركة)، حيث أنه من الظلم أن يتم بيع حصة من الشركة بسعر غير مناسب لحجمها بسبب ظروف خارجة عن إرادتها.
بعد تنفيذ طرح الحصة الإضافية من الشرقية للدخان.. ستخرج الشركة من عباءة قانون قطاع الأعمال العام.. كيف ترى هذا الأمر؟
صحيح أن الشركة ستخرج من مظلة قطاع الأعمالة العام، لكننا سنظل على اتصال وتعاون مع الشركة القابضة للصناعات الكيماوية التي ستكون حصتها حوالي 50.5%، لكن الجديد أن الشركة ستكون لديها مرونة أكبر في الإدارة على طريقة القطاع الخاص، من أجل تطويرها وزيادة أرباحها.
ما حجم الأصول غير المستغلة لدى الشركة؟
لدينا محفظة أراضي عقارية كبير جدًا، في أماكن جيدة، وفي الفترة المقبلة أحد أهدافنا هو مناقشة كيفية الاستغلال الأمثل لهذه الأراضي، التي تصل مساحتها إلى 200 ألف متر مربع أو مايعادل 50 فدانًا في مناطق متعددة، وسنبحث مع الشركة القابضة للصناعات الكيماوية استغلال هذه الأصول.
هل هناك خطط لتصنيع أصناف جديدة؟
نفكر حاليًا في تطوير منتجاتنا، واستهداف الفئات المدخنة التي تستخدم أنواعًا لا تنتجها الشركة، حيث ندرس تصنيع "سجائر حريمي" تستهدف فئة النساء المدخنات، كما ندرس تصنيع السجائر ذات النكهات، لنلبي احتياجات الفئات المستخدمة لهذه الأنواع، فنحن نسعى لأن نكون في يد وجيب وحقيبة كل مدخن في مصر.
كما أن الشركة رغم أنها تتمتع بحصة سوقية منفردة في المعسل الأسود "السلوم" لكننا لسنا موجودين في سوق المعسل ذو النكهات، ولذلك فنحن نستهدف المنافسة في هذا السوق، لمواكبة التطورات.
هل هناك شراكة مقبلة مع القطاع الخاص لتطوير الشركة؟
التقيت مع عدد من المستثمرين، آخرهم مستثمر أجنبي، وناقشنا تنفيذ فكر مختلف في إدارة العملية الإنتاجية في الشركة، بمعدات جديدة، ومنتجات جديدة، وشكل تصديري جديد، وأتوقع الوصول إلى اتفاق جيد معه، باعتبار ذلك أحد الحلول لتحسين أداء الشركة.. وحتى الآن لم يتبلور شكل الاتفاق، لكننا وضعنا خطوطًا عريضة للتعاون، وأتوقع أن نصل لاتفاق نهائي قريبًا.. كما أن هناك اتفاق آخر بشأن المعسل، حيث ندرس الدخول في شراكة مع مستثمر أجنبي لديه خبرة يعطينا Know how في معسل النكهات، لتصنيع منتج فاخر قادر على المنافسة في الأسواق الخارجية "منتج يصنع أساسًا للتصدير".
هل هناك زيادة في أسعار السجائر قريبًا؟
بالمعطيات الحالية لتكلفة الإنتاج، وأسعار الطاقة والكهرباء، لا يوجد نية لزيادة أسعار السجائر، فزيادة أسعار المنتجات يتوقف على مدخلات الإنتاج، وفي حال تغيرت هذه المدخلات يتوجب على الشركة زيادة الأسعار لمواجهة زيادة التكلفة، لتحقيق هامش ربح، لكن في الظروف الحالية كل المعطيات تقول إنه لا زيادة مقبلة في الأسعار.
هل توصلتم لاتفاق مع الجمارك بشأن عملية تخزين التبغ؟
التبغ نبات يزرع ويتأثر محصوله بالأمطار والفيضانات والتغيرات الجوية في بلاد المنشأ، ولذلك يتغير الإنتاج من عام لعام، وتم التعارف على تخزين كميات من التبغ لعامين أو أكثر، لتأمين إنتاج الشركة في حال عدم توفر التبغ، كنا نخزن في المنطقة الحرة لمدة 3 سنوات وندفع جمارك على الكميات المسحوبة فقط.
لكن تغير هذا النظام، وبدأت مطالبة الشركة بدفع جمارك على الكميات المخزنة، وهذه الجمارك قيمتها كبيرة على مدخل إنتاج لن أستخدمه في العام الذي استوردته فيه، وبالتالي يحمل هذا الأمر ميزانية الشركة مصروفات كبيرة، وهذا كان ظالمًا للشركة، أخيرًا تم الاتفاق على تخزين التبغ عامين دون جمارك، وهذا يعد اتفاقًا مرضيًا للطرفين.
الشركة تحقق أرباحًا جيدة هل ترى هذا كافيًا؟
إمكانيات الشركة الشرقية كبيرة جدًا، ولأنها كانت تحقق أرباحًا جيدة فلم يكن هناك تفكير في أنه من الممكن مضاعفة هذه الأرباح، يمكن القول أننا قبلنا أن نكون جيدين ولكن لم نفكر كيف نكون ممتازين، فالشركة لا ينقصها الإمكانيات لكن ينقصها إدارة الموارد بفكر اقتصادي وتطويع هذه الإمكانيات لتحقيق أقصى استفادة ممكنة.
ما هي الفرص الجديدة التي يمكن أن توسع نشاط الشركة؟
هناك فرص جيدة في عدة محاور، ومنها التصدير، خاصة وأن القيمة التصديرية لا تتناسب على الإطلاق مع شركة بحجم الشرقية للدخان، وإمكانياتها، هناك شركات أخرى أصغر منا تصدر بقيمة كبيرة جدًا، ففي العام المالي السابق كانت موازنة الشركة تستهدف صادرات بقيمة 10 ملايين دولار، لم يتحقق منها سوى 5 ملايين دولار، مقارنة بشركة محلية أخرى تصدر بـ 120 مليون دولار.. أنا لا ينقصني الإمكانيات لأصل لهذا الحجم من التصدير، والشركة يمكنها أن تشتري معدات إضافية، ولديها أفضل الخبراء، لكن كان هناك عدم اهتمام بتعظيم أعمال الشركة التي تحتكر الإنتاج في السوق المحلي وعلى الرغم من ذلك لديها خلل في تغطيته.
لماذا تجد أن الشركة لديها خلل في تغطية السوق المحلي؟
الشركة لديها حجم أعمال قوي في السجائر، لكنها لا تتمتع بنفس التواجد في سوق المعسلات، الشركة على مدار السنوات الماضية لم تستغل العلامة التجارية للمعسل ولم تخترق سوق "النكهات".. فهناك بعض المحددات التي لم يتم التطرق لها سابقًا، حيث تم تجاهل المعسل لصالح مبيعات السجائر المختلفة، سنغير هذا المنهج، فالشركة لديها علامة تجارية في المعسل وهي "معسل السلوم" وهو منتج صاحب ميزة تنافسية ويسوق نفسه، لكن لم يستخدم لتعظيم وجود الشركة في سوق المعسل في مصر.. وبالإضافة إلى ذلك، الشركة غير متواجدة في سوق النكهات، وبالتالي الشركة ليست متواجدة في السوق المحلي بشكل صحيح.
كيف ستتغلب الشركة على انخفاض قيمة صادراتها؟
نحن نصدر إلى 10 دول وهذه تعد أسواقًا متذبذبة، وقيمة الصادرات لا تعد "مقبولة" لحجم الشركة.. ما ينقصنا في الشركة لزيادة الصادرات، هو تطبيق فكر القطاع الخاص، سواء فيما يتعلق بالإدارة الاقتصادية لتعظيم الاستفادة من الأصول، أو الشراكة مع القطاع الخاص، وفتح أسواق جديدة، واستهداف زيادة الحصة السوقية، فسوق التصدير يعتمد على منتج قابل للتصدير، وسوق قابل للاستيراد، وأفراد قادرين على إدارة العملية التصديرية.
سنبدأ من الأفراد، فإدارة العملية التصديرية كان بها قصور، ونحاول حاليًا تكوين إدارة قادرة على التفاوض والسفر لاستكشاف أسواق جديدة، وتبحث عن فرص تصديرية كبيرة.
بالنسبة للمنتجات من الممكن أن نبدأ بمنتج السيجار، حيث أنه لدينا عدة أنواع فاخرة الإنتاج تغطي احتياجات مختلفة بنكهات متعددة، كما أنه لم يحظ بتسويق متميز، وهو أحد الأبواب التي تمكنني من دخول الأسواق الخارجية.. ونحن نستهدف وجود السيجار، في السوق الحرة الداخلية، والسوق الحرة الخارجية، والمطارات.
كما أنه من الممكن أن تدخل الشركة في شراكة خارجية لإنشاء مصنع في دولة أخرى، كل الخيارات متاحة وتحت الدراسة.
هل ترى أن الشركة تواجه تحديًا في سوق السجائر؟
أنا محتكر صناعة السجائر في الدولة، سواء كانت مصنعة باسم الشرقية للدخان، أو سجائر أجنبية مصنعة للغير في مصانع الشركة، ووصلت حصتنا السوقية في الربع الأول من العام المالي الجاري أكثر من 72% من سوق السجائر في مصر، لكن هذا لا ينفي وجود بعض التفاصيل التي يجب الاهتمام بها.
أحد التحديات هو التصنيع للغير، فجزء من إيرادات الشركة من هذا النشاط، لكن ذلك يتم من خلال تعاقد، لذلك نسعى لتطوير منتجاتنا لنكون مستعدين لأي تطور في هذا الأمر.
نواجه أيضًا تحديًا من السجائر المهربة، التي لا يتم تحصيل جمارك وضرائب عليها، وبالتالي هي لا تعطي حق الدولة، وتنافس أسعار منتجات الشركة وهذا يؤثر سلبًا علينا لأن سعرها أرخص، كما أنها قد لا تكون صحية، لذلك فنحن نطالب الدولة بمواجهة تهريب السجائر.
أيضًا لدينا تحديًا في نوع المنتجات التي تقدمها الشركة، هناك فئات من المدخنين لا تلبي منتجات الشركة احتياجاتهم.
ما هي خطة التسويق التي تعملون عليها؟
نعمل على تخصيص إدارة تسويق لكل منتج على حدة، إدارة لتسويق السجائر، وأخرى لتسويق المعسل، والسيجار، وأخرى للتصدير.
هذه الخطة ستجعل كل منتج يحظى بفرصته في التسويق على حدة، وبالتالي تعظيم يراد جميع المنتجات.
فيديو قد يعجبك: