الحرب التجارية مع "التنين الصيني" .. أمريكا تطلق النار على نفسها
كتب- محمود علي
سجلت البورصة الأمريكية أكبر هبوط يومي، منذ ستة أسابيعٍ متأثرةً بقرارِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن فرض عقوبات اقتصادية ضد الصين، لتكون أول رد فعل من رؤوس الأموال في الحرب التي ستخسر فيها جميع الأطراف.
وشهدت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في بورصة وول ستريت، انخفاضًا في النسبة المئوية، حيث أنهي المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول منخفضاً بنسبة 2.93%، أما مؤشر ستاندرد فهبط بنسبة 2.52%، وسجل المؤشر ناسداك انخفاضاً بنسبة 2.43%، بحسب وكالة "رويترز".
ويتوقّع الخبراء حرباً عظمي علي المستوي التجاري، قد تتحول لعسكري لاحقاً، بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم: الأولي الولايات المتحدة الأمريكية، والتنين الصيني القوة الثانية، والتي جهزت جيداً للحرب الإقتصادية، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، موضحةً بأن المواجهة بين البلدين لن تكون سهلة، وستكون كارثية علي بعض الدول.
أمريكا تطلق النار علي قدميها
تزايدَ القلقُ من القرارِ الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض عقوبات ضد الصين تصل إلي 60 مليار دولار، بتهمة سرقة تكنولوجيا الشركات الأمريكية، لكن القلق لم ينته عند تراجع البورصة الأمريكية، فاعتبر كبير المفاوضين التجاريين الأمريكيين روبرت إيتزر القرار بمثابة "إطلاق النار علي أقدام أمريكا" وشلها عن الحركة، بحسب ما نقلته شبكة "بي بي سي".
وحذر إيتزر من انتقام التنين الصيني، ما يعرض الاقتصاد الأمريكي للخطر في قطاعات مثل الزراعة، فثلث انتاجهم من فول الصويا يذهب للصين، بقيمة 13 مليار دولار، إلي جانب 25% من طائرات البوينج، تقوم في الأساس علي ما تشتريه الصين.
وارتفع سعر الذهب الأمريكي صباح اليوم الجمعة، بسبب مخاوف المستثمرين ليسجل 0.7 بالمئة، حسبما أكدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
انتقام التنين يهدد رئاسة ترامب
وأكدت "ديلي ميل" تأثير ردود الفعل الأولية التي اتخذها الجانب الصيني علي مستقبل الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة، موضحةً أن المناطق الأمريكية التي تعاني من عقوبات الصين كانت من الكتلة الثابتة في دعمه الانتخابات الماضية، وتحولها للجانب الأخر هو أسوأ ما يمكن أن يحدث للكتل التصويتية.
ومن ناحيته، ناشد "مجلس الأعمال الامريكي الصيني" حكومة البلدين لتوصل إلي تسوية عبر المفاوضات، مطالباً برؤية وليس فقط عرض عقوبات قد تضر أكثر مما تنفع.
الصين تنتقم
وأعلنت وزارة التجارة الصينية في أول رد فعل لها للرد علي قرار دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية علي وارداتٍ أمريكية، تشمل 128 منتجٍ، بإجمالي 19 مليار دولار، لكن الصين أعلنت أن زياداتها في الرسوم الجمركية مؤقتة، وليست سارية المفعول بشكل فوري، بحسب وكالة الانباء الفرنسية.
وقال البيان: "إن الصين والولايات المتحدة هما أكبر اقتصادين في العالم، والتعاون هو الاختيار الصحيح الوحيد للبلدين، فيما أكدت الصين في بيان سابق لها أنها لن تصمت تجاه القرارات الأمريكية وستحارب للنهاية ، وانها اعدت جيداً للحرب التجارية .
تحد رمزي
تستعدُ الولايات المتحدة الأمريكية لازعاج الصين، بنشر قواتها في أهم الأماكن التي تسعي الصين للسيطرة عليها، من خلال ارسال 1587 من مشاة البحرية الأمريكية سوف يقضون ستة أشهر في التدريب في شمال أستراليا، حول بحر الصين الجنوبي، لمواجهة ما تصفه بالعدوان الصيني في المنطقة، بحسب ما نقلته صحيفة ديلي ميل.
بحر الصين الجنوبي هو منطقة تشهد توترات دولية، وتطالب الصين بمعظمه، وهو طريق تجاري مهم يحتوي على كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، وتبني الصين جزر اصطناعية على الشعاب.
ويشمل التدريب مشاركة دول لها ادعاءات بالاحقية في المنطقة المتنازع عليها، إندونيسيا واليابان وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند.
الملاذ الآمن
وأدي تصعيد التوتر إلي خسائر في الأسواق المالية العالمية، فتراجعت البورصات في آسيا، وانخفض الدولار إلي 104.85 ين، واعتبر المستثمرون أن التدوال بالعملة اليابانية هو الملاذ الآمن حالياً بعيداً عن الصين أو الدولار الأمريكي، وانخفض مؤشر شانغهاي في صباح اليوم الجمعة بنسبة 3.37 في المئة، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
يذكر أن إجمالي الميزان التجاري بين البلدين يميل إلي الصين، والتي صدرت إلي أمريكا بقيمة 480 مليار دولار، وخلقت في الأسواق الامريكية 911 ألف وظيفة للعمالة الصينية المدربة، ورفعت حجم الودائع بالبنوك الأمريكية إلي 1.2 تريليون دولار، مما يوضح الخلل الكبير في ميزان التبادل التجاري، والذي يضع الولايات المتحدة في مأزق كبير.
فيديو قد يعجبك: