من الملاكي للأجرة.. "انتهي زمن التفويل" بعد ارتفاع البنزين
كتبت- دينا خالد:
بعد ارتفاع أسعار البنزين أصبح كل من يمتلك سيارة، يحسب تأثير الزيادة على "تفويلة البنزين"، وكيف يمكن أن يأقلم دخله الشهري بعد هذه الزيادات.
ورفعت الحكومة يوم السبت الماضي، أسعار المواد البترولية بنسب تتراوح ما بين 17.4% و66.5%، حسب نوع المنتج البترولي.
ويقول عدد من أصحاب السيارات الخاصة والملاكي، الذين تحدثوا مع مصراوي، إنهم تخلوا عن "تفويل" سياراتهم، وأنهم يضعون الوقود على قدر "المشاوير" التي يقومون بها، بسبب ارتفاع تكلفة "التفويلة".
حسن عياد، صاحب سيارة ملاكي، يقول إنه بعد ارتفاع سعر البنزين، لم يعد يطلب "تفويل" سيارته، من عامل البنزينه، وإنما يضع الوقود بقيمة محددة، بحسب المشاوير التي سيقوم بها، وعلى قدر ما لديه من أموال.
"بروح البنزينة أقول للعامل حط لي بـ 50 جنيه بنزين، أو أطلب عدد معين من اللترات، 10 لتر مثلا، حسب المشاوير اللي عايز أعملها، مقدرش أفول العربية في الظروف الحالية بشكل مستمر"، بحسب ما قاله عياد.
ويقول سامح محمد، لمصراوي، إن تكلفة ملء "تانك" سيارته 50 لترا، قبل عامين كانت تصل إلى 180 جنيهًا، ثم ارتفعت إلى 250 جنيهًا بعد زيادة يونيو الماضي، وأصبحت نحو 340 جنيهًا، بعد الزيادة الجديدة بارتفاع 90 جنيهًا.
ويملأ محمد خزان سيارته الخاصة شهريًا 5 مرات، وهو ما يعني أن قرار رفع أسعار الوقود سيكلف أحمد نحو 450 جنيهًا إضافية، بحسب قوله.
"الأسعار زادت والمرتب ثابت، أنا مش مشغلها أجره علشان ألم فرق الزيادة من الركاب، الزيادة دي هتيجي على جزء كان مخصص لالتزامات أخرى"، بحسب محمد.
وأمام هذه الزيادات المتتالية، قرر محمد الاستغناء عن أغلب "المشاوير" غير الضرورية توفيرًا للبنزين، واستبدال سيارته بالمواصلات في "المشاوير" القريبة، وعدم "تفويل التانك" بالكامل، حسبما يخطط.
ورغم أن محمد السيد، سائق ميكروباص، ارتفعت أجرته بعد الزيادة الأخيرة إلا أن مكسبه تراجع.
ويقول السيد لمصراوي "الأجرة زادت ومكسبي قل، خايف أكمل بقية الوردية أحط فلوس من جيبي".
منذ زيادة أسعار البنزين، لا يخرج السيد من موقف الميكروباص، إلا بحمولته كاملة، "لو في عجز في راكب واحد هيبقى كأني خدت حق البنزين بس من غير مكسب"، بحسب قوله.
ورغم أن السيد رفع أجرة خط مطرية/ مساكن الشمس إلى 3.5 جنيه مقابل 3 جنيهات قبل الزيادة، إلا أن هذه الزيادة لم تكن مرضية له، مشيرا أن تكلفة "تفويلة البنزين" زادت نحو 100 جنيه.
لا يملأ السيد "تانك" البنزين(65 لترًا) بالكامل، ويكتفي بملأ 30 لترًا فقط يوميًا، ليدفع 165 جنيهًا مقابل 100 جنيه قبل الزيادة، بزيادة 65 جنيهًا.
"لما زودت نص جنيه بقى حصيلة اليوم 450 جنيه بدل 400، بدفع 200 جنيه إيجار الميكروباص، و165 جنيه بنزين يتبقى 90 جنيه لبيتي، بدل من 110 جنيه قبل الزيادة"، بحسب السيد.
ويقدر السيد قيمة الزيادة الإجمالية في "التفويلة" خلال الشهر بأكثر من 1500 جنيه بزيادة تقريبيه 65 جنيهًا يوميًا.
أما مصطفى إبراهيم، سائق ميكروباص 7 راكب "فان"، فإنه رفع قيمة الأجرة إلى 2.5 جنيه، مقابل جنيهين قبل زيادة البنزين، لتعويض ارتفاع سعر "تفويلة التانك".
بعد زيادة البنزين، ارتفع سعر التفوليه، 35 لترًا، نحو 60 جنيهًا، حيث أصبحت قيمة ملء تانك البنزين 180 جنيهًا مقابل 120 جنيهًا قبل الزيادة.
ويملأ إبراهيم "تانك البنزين" كل يومين، لتكون الزيادة الشهرية في التفويلة نحو 900 جنيه.
ويدفع إبراهيم نحو 1250 جنيه قسطًا شهريًا فضلًا عن مصاريف أسرته، مما يجعله يشعر أن الزيادة في الأجرة قليلة، ولا تحقق له عائدا مناسبا.
أما بدري مصطفى، سائق تاكسي، فتعود منذ زيادة البنزين الأخيرة، أن يضع 10 لترات في "التانك" فقط، يجمع ثمنهم ويضع غيرهم.
"ببقى طالع على باب الله كنت بحط 10 لتر بـ 35 جنيه، بدل ما أدفع 135 جنيه على الصبح"، بحسب مصطفى.
وأضاف مصطفى أن سعر "التفويله" 30 لترًا، ارتفع 65 جنيهًا بعد الزيادة الجديدة للبنزين.
"العداد بقى بيتفتح على 6 جنيه بدل 5، بالإضافة لسعر اللتر إللي زاد إلى 5.5 بدل 3.5، يعني البونديرة زادت على الزبون واللي زاد في مكسبي هو جنيه"، بحسب مصطفى.
يحسب مصطفى الزيادة الإجمالية في نفقاته على البنزين خلال الشهر، نحو 1950 جنيهًا، بزيادة 65 جنيهاً في اليوم.
أما محمد ظاظا، صاحب "توكتوك"، وضع حد أدنى للتوصيلة 5 جنيهات مقابل 3 جنيهات قبل زيادة أسعار السولار، مشيرا إلى أن دخله ثابت لم يزداد، وأن زيادة التعريفة من أجل تعويض ارتفاع ثمن السولار.
يضع ظاظا 15 لتر سولار خلال 5 ساعات عمل في اليوم، بمبلغ 85 جنيهًا، مقابل 50 جنيها قبل الزيادة ليظل محافظًا على قيمة ربحه اليومية بين 50 و60 جنيهًا خلال ساعات عمله.
فيديو قد يعجبك: