بعد الموسكي.. حرائق الأسواق الشعبية "عرض لن يتوقف"
كتبت- شيرين صلاح وشاهندة أبو العز:
لم يكن حريق الموسكي، الذي اندلع في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين، هو الأول من نوعه الذي ضرب عددًا من الأسواق الشعبية الشهيرة في القاهرة، كما يبدو أنه لن يكون الأخير.
إذا أن جولة أجراها مصراوي، الأسبوع الماضي، في عدد من الأسواق الشعبية، من بينها الموسكي، تشير إلى أن "احتمالات" تكرار الحرائق، قائمة بشكل واضح، في ظل غياب الرقابة على معايير الآمان والسلامة، إلى جانب تكدس البائعين والبضائع في المحلات، والشوارع الضيقة.
ففي منطقة العتبة، التي تعتبر من أبرز الأسواق الشعبية وأشهرها في القاهرة، قال الحاج عبده –تاجر- إن المنطقة تفتقر للحد الأدنى من معايير التأمين على البضائع والعاملين والزبائن.
"طفايات الحريق في المحلات قليلة جدًا، ولا تكفي لإخماد أي حريق قد يحدث، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، وسرعة اشتعال البضائع، التي في أغلبها عبارة عن أقمشة وملابس ومواد بلاستيكية"، بحسب ما قاله الحاج عبده، لمصراوي.
وشهدت منطقة العتبة عدد من الحرائق، كان أشهرها وأبرزها في عام 2016 والذي أسفر عن عدد كبير من المصابين وخسائر بالملايين للتجار.
"لا نحصل على أي تعويضات عن الخسائر التي تسببها هذه الحرائق، ومن يحصل على تعويض يكون بسيطًا ولا يغطي ما تكبدته المحلات من خسائر"، بحسب ما قاله الحاج عبده.
وقال أبوحمزة، صاحب محل ملابس وأحذية، في العتبة، إن الحريق الكبير، الذي ضرب منطقة الرويعي في 2016، كبده خسائر بقيمة تصل إلى مليون ونصف جنيه، بخلاف تكلفة تجديد المحل الذي احترق بكامله قبل عامين.
وأضاف أبوحمزة، إن "المشكلة الأساسية في الباعة الجائلين، بالشوارع، لأنهم بيعملوا تكدس مروري وزحام، ووعربات الإطفاء لا تتمكن من الدخول بسببهم، في حالة حدوث أي حريق".
وقال شريف، صاحب محل أحذية بالغورية، إن المبنى الذي يوجد به محله، احترق بالكامل قبل نحو سنتين، "خسرت 750 ألف جنيه ثمن البضاعة إللي كانت في المحل".
"مفيش طبعا أي تفتيش على وجود طفايات حريق أو نظام إطفاء في المحلات والمخازن.. وكمان الدوريات اللي بيعملها الحي لإزالة المخالفات أو البياعين إاللي في الشارع، بنشوفها كل كذا شهر، وكل حاجة بترجع بعد ما الدورية تمشي".
الحال لم يختلف كثيرًا، في منطقة الغورية، خاصة مع الشوارع الضيقة، التي تشهد تكدسًا بسبب الباعة والزبائن.
وقال عبدالرحمن حسين، صاحب محل ملابس في الغورية، إن الحكومة لم تكتفٍ بعدم تعويض أصحاب المحلات، بل إنها "غرمتنا 80 ألف جنيه لكل محل، لأننا أعدنا فتح محلاتنا، قبل موافقة الحي، الذي رفض فتحها أكثر من 3 شهور".
"بعض المحلات حصلت على تعويضات بسيطة، أنا مثلا أخدت 10 آلاف جنيه رغم إني خسرت حوالي 20 ألف جنيه في أحد الحرائق" بحسب ما قاله سعد عمارة، أحد البائعين في منطقة الغورية.
وقال نصر السيد، أحد العاملين في محل للعدد اليدوية، إن المحل خسر بضائع بقيمة تصل إلى 300 ألف جنيه، ولم يحصل على أي تعويض من الحكومة.
وفي الموسكي، قال رجب ناصح، صاحب محل ملابس، إنه خسر أكثر من 800 ألف جنيه، بسبب احتراق بضاعته، قبل عامين، تقريبًا، "مقدرناش نلحق المحل من نيران الحريق، وكمان وصلت للمحلات اللي جنبنا".
"طفايات الحريق مش كفاية، لازم يكون في طريقة تساعدنا فيها الحكومة إننا نوفر نظم سريعة لمواجهة الحرائق، وتوفير عربات إطفاء قريبة لأي طوارئ".
وقال متولي الشربيني، صاحب محل إكسسوارات، في الموسكي، إن "التحميل الزائد على أسلاك الكهرباء، بسبب سرقة البائعين الجائلين للتيار، يؤدي إلى حدوث ماس كهربائي، ويشعل الحرائق، ولابد للحكومة أن تقوم بدوريات مستمرة لإزالة هذه المخالفات".
سوق حارة اليهود، الذي يتميز بشوارعه الضيقة، هو أحد الأسواق التي تتعرض كثيرا للحرائق.
وقال عماد أحمد، أحد أصحاب المحلات في حارة اليهود، إن "المحل تعرض لحريق منذ فترة بسبب ماس كهربائي، ولولا بعض طفايات الحريق عند المحلات المجاورة ومساعدة أبناء الحي لكان الحريق وصل لمنطقة درب الحمصاني كلها".
"إحنا بنحاول نأمن نفسنا بنفسنا من الحرائق.. لأن مفيش أي جهة حكومية بتيجي تشرف أو تساعدنا على توفير أي وسيلة لمواجهة الحرائق لو حصلت"، بحسب ما قاله أحمد.
محافظة القاهرة تسعى لنقل الأسواق
قال اللواء محمد أيمن نائب محافظ القاهرة، للمنطقتين الغربية والشمالية، إن المحافظة تدرس حاليًا، مقترحًا، لإعادة هيكلة الأسواق الشعبية، ونقلها إلى أماكن أكثر آمانًا، لتلافي تكرار هذه الحرائق التي تحدث نتيجة تكدس الباعة الجائلين على الأرصفة.
وأشار إلى أن أصحاب المحلات أنفسهم جزء من المشكلة لأنهم لا يتلزمون بمعايير الأمان والسلامة.
وقال إن المحافظة تفرض ضوابط صارمة على الأسواق وتغرم من لا يلتزم بمعايير الأمان، إلى جانب التنسيق مع إدارة الحماية المدنية، لمواجهة أي مشكلة قد تحدث في الأسواق الشعبية.
"جشع التجار لا يجعلهم يلتزمن بمعايير الأمان، لكننا نعمل طوال الوقت على إزالة المخالفات وإلزام المحلات والتجار بالضوابط التي تضعها المحافظة".
وأضاف أن "الباعة الجائلين هم السبب الرئيسي في مثل هذه المشكلات التي تحدث في الأسواق، بسبب عدم التزامهم بالانتقال إلى الأماكن التي تم تخصيصها لهم مثل سوق الترجمان وأحمد حلمي".
اقرأ أيضًا:
أحدهم أشعل النار وعاد ليُطفئها.. 5 سنوات من خراب البيوت في "حرائق الموسكي"
فيديو قد يعجبك: