تطبيق "الشورت سيلينج".. هل تحلق الآلية الجديدة بالبورصة نحو الانتعاش؟
كتب- أحمد عبدالمنعم:
بدأت إدارة البورصة أمس، تفعيل آلية اقتراض الأوراق المالية بغرض البيع "شورت سيلينج"، والتي تعتمد على اقتراض المستثمر الأسهم وبيعها فيما بعد بالسوق من خلال عقد بينه وبين شركة السمسرة وأمين الحفظ.
واختلف محللان بسوق المال، تحدث إليهما مصراوي، حول مدى ملائمة الوقت الحالي لبدء تطبيق آلية الشورت سيلنج، لكنهما اتفقا على أن أثرها لن يظهر الآن على السوق، كما استبعد كليهما أن يكون القرار سببا في تراجع مؤشرات البورصة حاليا.
وهوت مؤشرات البورصة بشكل جماعي، مع نهاية تعاملات اليوم الاثنين، ليواصل سوق المال تراجعه للجلسة الثانية على التوالي، حيث هبط المؤشر الرئيسي EGX30 بنسبة 1.7%.
وقال أحمد زكريا، مدير الاستثمار بشركة عكاظ لإدارة المحافظ المالية، لمصراوي، إنه لا يمكن اعتبار الإعلان عن تطبيق الشورت سيلنج، سببا في تراجع مؤشرات البورصة، لأنه لم يطبق بشكل كامل، لكن إذا تحدثنا عن موعد إعلان التطبيق فإنه لم يكن الوقت الأمثل.
وأضاف "في الوقت الحالي وفي ظل الظروف التي يمر بها السوق، نحن بحاجة إلى إصلاحات هيكلية تساعد البورصة على التحسن، وأعتقد أن هذه الإجراءات كانت ذات أولوية مقارنة ببحث تطبيق الشورت سيلينج".
ويرى زكريا أن المكسب الحالي لتطبيق الآلية الجديدة هو أن البورصة المصرية طبقت هذه الآلية قبل بورصات أخرى بالمنطقة، لكن هذا التطبيق سيحتاج لوقت طويل، كما أن الشركات المرخص لها بمزاولته غير مؤهلة بعد.
وشرح زكريا، بأن شركات السمسرة التي تعد حلقة وصل رئيسية بين المقرض والمقترض، والمنوط بها تنفيذ عملية الشورت سيلينج، تعاني الآن من ضعف السيولة لديها، نتيجة انخفاض قيم التداول في سوق المال بشكل عام.
وتظهر عدم وجود سيولة كبيرة لدى شركات السمسرة، في أنها لا يمكنها شراء "السيستم" أو البرنامج الذي تتم به عملية "الشورت سيلينج"، بحسب زكريا.
"السوق يعاني من ضغوط بيعية كبيرة خلال الفترة الحالية، وتطبيق الشورت سيلينج سيزيد من هذه الضغوط، لأنه يشجع هذه العملية" بحسب ما قاله زكريا.
لكن سامح غريب، رئيس قسم التحليل الفني بشركة جذور للسمسرة، يرى أن فترة البيع الحالية في الأسهم، هي الوقت الأنسب لتطبيق آلية الشورت سيلينج، بحسب ما قاله لمصراوي.
وقال إنه لا يمكن الربط بين تراجع السوق اليوم وأمس بتطبيق آلية الشورت سيلينج لأن من بين كل الشركات المرخص لها بمزاولة النشاط، شركتين فقط، بدأت التطبيق فعليا.
وبحسب غريب فإن آلية الشورت سيلينج آلية مهمة في سوق المال، وتم تأجيل تنفيذها لفترة، والحديث عنه ليس جديدا.
وشرح غريب، أنه في ظل موجة الهبوط في أسعار الأسهم حاليا، فإن هذا يعد الوقت الأنسب لتطبيق الشورت سيلينج.
وأوضح "في الشورت سيلينج، يحتفظ المقترض بالأسهم حتى تهبط أسعارها ليحتفظ بالفرق، فهي عملية عكس عملية الشراء، لو السوق نزل بنسب كبيرة والشورت سيلينج مفعل، فإن المتعاملين سيكون لديهم أمل في مزيد من التراجع لأسعار الأسهم لتحقق ربحا من الفرق".
وقال إن "عملية البيع ستخلق عمليات شراء وبالتالي ترتد أسعار الأسهم مرة أخرى عند نقطة معينة، في طبيعة الشورت سيلينج فإن الوقت الأمثل للاستفادة منه في اتجاه نزول، حيث أنه لا يكون مفيدا في حال كان اتجاه المؤشر والأسهم صاعدا".
فيديو قد يعجبك: