الشاشة مغرية.. حكاية أمينة مع 35 عامًا من "إدمان" البورصة والخسائر
كتبت- أحمد عبدالمنعم وشيماء حفظي:
نحو 35 عامًا مرّت منذ قررت "الحاجة أمينة" استثمار أموالها في البورصة المصرية، ورغم أنها تتعرض لخسائر كبيرة نتيجة تراجع أسعار الأسهم على مدار السنوات الماضية، لم تتمكن يومًا من الانسحاب ومقاومة "إدمان" البورصة.
تقول أمينة مصطفى، صاحبة الـ 64 عامًا، لمصراوي، إن علاقتها بالبورصة بدأت بالصدفة من خلال توصية من أحد المقربين بأن تستثمر ما ورثته عن والدها ومن بعده زوجها في البورصة "كوسيلة استثمار مربحة" فدخلت عالم سوق المال دون خبرة.
"بدأت الاستثمار في البورصة منذ الثمانينيات، حينها كان سهم الشركة عبارة عن (ورقة) يتم إيدعها في شركة السمسرة، وهي شركة وسيطة تنفذ عمليات البيع والشراء للمستثمر مقابل عمولة تحصل عليها" بحسب أمينة.
وتضيف لمصراوي :"وضعت أموالًا كثيرة.. ما ورثته عن أبي وبعده زوجي.. بدأت استثماري بالدولار.. كان أي سهم تشتريه يحقق مكاسب حتى لو بسيطة، لكن عام 2008 كان عامًا فارقًا في البورصة والمستثمرين الأفراد كذلك".
وتعد الأزمة الاقتصادية في 2007 – 2008 أشهر أزمة مر بها الاقتصاد العالمي وبدأت في الولايات المتحدة الأمريكية وامتدت إلى أوروبا والدول النامية، وأدت إلى تدهور البورصات العالمية.
تتذكر أمينة، يوم الثلاثاء الأسود وهو اليوم الذي هوت فيه أسعار الأسهم في البورصات "بعد 2008 ضاع كل شيئ.. أتذكر جيدًا ذلك اليوم.. كنت مبيتة أوامر شراء لأسهم بسعرها العالي ودخلت هذه الأسهم محفظتي المالية، وبعدها تدهورت أسعار الأسهم وبدأت الخسائر".
وتضيف "أول سهم اشتريته كان سهم شركة الكابلات الكهربائية المصرية 180 جنيهًا، لكنه سعره حاليًا جنيه واحد، لدي أسهم من شركة الزيوت المستخلصة ومنتجاتها اشتريتها في اكتتاب من الشركة بسعر 45 جنيهًا للسهم، وحاليًا يتداول عند 1.30 جنيه".
وعلى الرغم من استمرار خسائر الأسهم منذ تلك الفترة، فإن المستثمرين الأفراد يفضلون الإبقاء على هذه الأسهم على أمل أن تعوض جزءا من خسائرها "لكن ما يحدث للأسف أن الخسائر تزيد والأسعار تتراجع أكثر" بحسب أمينة.
تعتقد أمينة، أنه على الرغم من تلك الخسائر، لا يقرر أحد المستثمرين الأفراد التخارج من البورصة "يتحول الأمر مع مرور الوقت إلى "إدمان" على حد وصفها.
تخرجت أمينة، من كلية التجارة قبل أن تعمل في وظيفة إدارية، وبعد سنوات من العمل أحيلت إلى المعاش قبل نحو 3 سنوات، لتحصل على مبلغ مالي كبير، يقترب من 100 ألف جنيه، نصحها أحد المقربين بإيداعها أحد البنوك والحصول على نسبة فائدة مرتفعة حين كانت أسعار الفائدة تصل لـ 20 % لكنها "اتبعت الهوى" ووضعتها أيضًا في السوق.
وتضيف ".. كل يوم أكلم نفسي وأقول لن أشتري مرة أخرى أبدًا، ومع ذلك أشتري، عندما أجلس أمام الشاشة الخضراء أشعر بأن بعض الأسهم تشدني .. الأمر يكون مغريًا".
لا تعد أمينة، السيدة الوحيدة التي تستثمر في البورصة، فهي واحدة من أكثر من ألف سيدة، وكثير من المستثمرين الأفراد الذين يضعون "تحويشة العمر" في البورصة، ويعتمدون في تنفيذ عمليات الشراء والبيع على توصيات ونصائح محللين ماليين.
تقول أمينة "يتم اتهام المستثمرين الأفراد بأنهم سبب تراجع أداء البورصة والمؤشر، على الرغم من أن الأفراد أنفسهم يخسرون بسبب وضع البورصة.. بل أحيانًا نكون عرضة للنصب وعمليات المضاربة على الأسهم".
ينصح المحللون الماليون أحيانًا المستثمرين بالشراء في حين أن سعر السهم يتراجع ما يتسبب لهم في خسائر كبيرة وربما يتعرضون للنصب بحسب وصفها.
"كثير من المستثمرين الأفراد يخسرون منذ الألفينات وحتى الآن.. في حين من يكتسب خبرة في البورصة تكون باجتهاد شخصي من خلال المؤتمرات.. إدارة البورصة لا تنظم مؤتمرات أو دورات للأفراد".
تتحدث أمينة، بينما تتابع أسعار أسهمها في البورصة، ينتابها حزن وغضب متزامنين "نفذت عملية بيع خسرت في سعر السهم 90 قرشًا" هذا هو الحال، ثم تضيف لو عاد بي الزمن ربما وضعت أموالي في استثمار عقاري.. لكني لن أضع أموالي في البورصة".
فيديو قد يعجبك: