عضو غرفة "CIT": مبادرة لتحويل مصر إلى منصة لتكنولوجيا الروبوت (حوار)
كتب- محمد علاء الدين:
قال محمد خليف عضو مجلس إدارة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات "CIT"، ورئيس محور الابتكار والإبداع بالغرفة، إن حجم سوق الرقمنة عالميا سيصل إلى 305 مليارات دولار بحلول عام 2025.
وأضاف خليف خلال حوار مع مصراوي، أن الغرفة تعمل على وضع مبادرة لصناعة "الروبوتات" من أجل تحويل مصر إلى منصة لهذه التكنولوجيا بمنطقة الشرق الأوسط.
إلى نص الحوار:
الذكاء الاصطناعي من التكنولوجيات الحديثة.. كيف يمكن أن تستفيد منها مصر؟
أي تكنولوجيا جديدة يتوقف حجم الاستفادة منها على حسب القيمة المضافة التي من الممكن أن تقدمها الشركات المصرية في هذا الشأن، فالذكاء الاصطناعي هو واحد من التكنولوجيات التي يمكن أن تستخدمها الدولة في عملية الرقمنة، فكل دولار استثمار مع تقديم قيمة مضافة عليه قائمة على التكنولوجيا يحقق عائدا 100 دولار.
وبحسب الإحصاءات، فإن حجم سوق الرقمنة في العالم سيصل إلى 305 مليارات دولار بحلول عام 2025، وللوصول إلى الرقمنة يتم الاعتماد على تكنولوجيات متنوعة منها الذكاء الاصطناعي، والبلوك تشين، وإنترنت الأشياء، والواقع المعزز، وغيرها من التكنولوجيا الحديثة.
وتقنية الذكاء الاصطناعي واحدة من التقنيات التى يمكن أن تساعدنا في تطوير عدد من الخدمات المختلفة بالدولة، ونحن في غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات نتبنى هذه التكنولوجيا تحديدا، ولدينا عدد من المبادرات في هذا الشق.
ما خططكم كغرفة لصناعة تكنولوجيا المعلومات في هذا المجال؟
لدينا مشروعات مبادرات مع أكاديمية البحث العلمي، منها مبادرة لصناعة الروبوت، وهي مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
ونعمل اعتمادا على هذه التكنولوجيا الحديثة على تطوير مختلف قطاعات الدولة، ونركز في خططنا لتطبيق الرقمنة باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على قطاع السياحة، وذلك من خلال تقنية "الشات بوت ChatBot".
و"الشات بوت" هو تطبيق يقوم بالرد على استفسارات المستخدم بدلا من الاتصال بـ "الكول سنتر"، وذلك اعتمادا على ملايين من البيانات يتم تغذيته بها، ليتمكن التطبيق من الرد على الأسئلة اعتمادا على الذكاء الاصطناعي.
كذلك نعمل على توظيف تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز مع تكاملها بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وترسيخها بقطاع السياحة، ما يتيح للسائحين زيارة المتاحف ومشاهدة الآثار بهذه التقنيات كأنهم يزورونها في أرض الواقع.
ولكن ما المميز في خدمة "الشات بوت" عن الطريقة التقليدية للرد على استفسارات المستخدمين؟
يقوم الشات بوت "ChatBot" بسؤال السائح عدة أسئلة يعرف منها اهتمامته ومزاجه وغيرها من الأمور الخاصة بنمط السائح، ليقوم بترشيح له أماكن للخروج إليها أو فنادق للإقامة بها.
كذلك تساعد هذه التكنولوجيات السائح في التواصل بالبلد الموجود بها، فهناك تطبيقات تقوم بترجمة صوتية فورية، بحيث تساعد السائح في التواصل مع الأشخاص المتواجدون بالمكان مهما كانت اللغة المستخدمة.
تعملون في الغرفة على إعداد استراتيجية لصناعة الروبوتات.. ما الهدف من هذه الاستراتيجية؟
بالفعل نعمل على وضع استراتيجية بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي حول صناعة الروبوتات، بهدف تحويل مصر إلى منصة لتكنولوجيات الروبوت والذكاء الاصطناعي لمنطقة الشرق الأوسط.
وسيتيح ذلك للشركات المصرية العاملة بمجال الذكاء الاصطناعي فرصة لتلعب دورا في تطوير هذه التكنولوجيا خاصة مع زيادة الإنفاق العالمي على حلول الرقمنة، ما يزيد من صادرات مصر الرقمية.
ما ملامح هذه الاستراتيجية؟
لدينا اتفاقية مع أكاديمية البحث العلمي لإطلاق حاضنة أعمال سترعى الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوت وذلك قبل نهاية العام الجاري، كما سنرعى مشاريع التخرج بالكليات العلمية المتعلقة بهذه التكنولوجيا.
وخلال استضافة الشركات بالحاضنة سيتم توفير متخصصين في هذه التكنولوجيا لمساعدتهم في تطوير مشروعاتهم، وكذلك سيتم توفير تمويل لهم بقيمة 180 ألف جنيه تقريبا لكل شركة.
كذلك نعمل على عقد ورش عمل مع مختلف المصنعين والشركات لتوعيتهم بأهمية الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وذلك للعمل على تجهيز السوق لتقبل التكنولوجيا الجديدة، ما يساعد في فتح أسواق للشركات المصرية العاملة في هذا المجال، وكذلك الناشئة.
ما فرص توطين تكنولوجيا الروبوت في الصناعة المصرية؟
تكنولوجيا الروبوت لديها فرصتان واحدة للتوطين في الصناعة المحلية، والأخرى في التصدير.
بالنسبة للصناعة المحلية، مصر لديها ميزة تنافسية نسبية بعد تحرير سعر الصرف، وسعي الدولة لتشجيع الصناعة المحلية لاستبدال المنتج المحلي بالمستورد، وهو ما يستدعي تطوير الصناعة المصرية باستخدام التكنولوجيا، الأمر الذي يفتح الفرصة أمام تكنولوجيا الروبوت.
على مستوى التصدير، هناك فرص لتصدير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والروبوت لدول أفريقيا خاصة مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، الأمر الذي يفتح الفرصة للشركات المصرية للتوسع خارجيا.
كذلك مصر لديها خبرة في تصدير التكنولوجيا للمنطقة العربية، ما يخلق فرصة لتصدير كوادر بشرية مدربة وحلول في مجال التكنولوجيات الحديثة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والروبوت.
الروبوت مرتبط في ذهن أغلب الناس بالإنسان الآلي الذي يعمل بالمصانع بدلا من الإنسان الطبيعي .. هل هذا صحيح؟
بالفعل هذه الصورة الذهنية لدى أغلب الناس، بل يعتقدون أنه بالاعتماد على الإنسان الآلي ستقل فرص العمل، وهذا غير صحيح، فهناك صناعات عملاقة تحتاج لتكنولوجيا الروبوت حتى تحمي الإنسان من مخاطر هذه الصناعة مثل تجميع السيارات، كما أن استخدام الروبوتات في هذه الصناعة يزيد من إنتاجية المصانع.
وكذلك سيسمح توطين الروبوت في الصناعة بتوجيه جهد العمالة البشرية للقطاعات التي بها قيمة مضافة لهذه الصناعة، الأمر الذي يسمح بزيادة الإنتاجية وتطورها.
فيديو قد يعجبك: