مؤشرات تلوح في الأفق.. هل يواجه العالم خطر الركود الاقتصادي؟
كتب- مصطفى عيد:
قالت وكالة بلومبرج، إن العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عاما تراجع لأقل من 2% لأول مرة، كما تجاوزت قيمة الديون ذات العائد السالب في العالم 16 تريليون دولار.
وأضافت الوكالة في تقرير لها اليوم الخميس، أن العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات انخفض عن العائد على السندات لأجل عامين، وهو ما يعتبر نذير ركود اقتصادي في الولايات المتحدة خلال الـ 18 شهرا المقبلة.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا التوقع الذي نما في الأسابيع الأخيرة بسبب تدهور العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وإشارات إلى أن النمو العالمي يتباطأ، عززته البيانات الاقتصادية الصينية والألمانية الضعيفة.
وأوضحت أن ما يسمى بانقلاب منحنى العائد على السندات أثار غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصف رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأنه "جاهل" عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وقال نادر النعيمي رئيس الأسواق الديناميكية في إيه إم بي كابيتال إنفستورز في سيدني، للوكالة "نحن نتجه نحو ركود عالمي والبنوك المركزية ليس لديها الكثير من الذخيرة لمواجهته".
وأضاف: "الصدمة الكبيرة الناجمة عن الحرب التجارية أزاحت أساسا ما تفعله البنوك المركزية، وهذه بعض الإشارات من انعكاس منحنى العائد".
وانخفض عائد سندات الخزانة لأجل 30 عاما بمقدار ست نقاط أساس، ليصل إلى 1.9623% في التعاملات الآسيوية اليوم الخميس، بعد انخفاضه بمقدار 15 نقطة أساس في اليوم السابق.
وفي الوقت نفسه، كان عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات أقل بمقدار 1.3 نقطة أساس من سعر العائد على السندات لأجل عامين اليوم الخميس.
وقال برافين كوراباتي كبير استراتيجي المعدلات العالمية لدى مجموعة جولدمان ساكس، إن البيانات الأوروبية والصينية السيئة كانت السبب وراء ارتفاع السندات العالمية".
وأشارت بلومبرج إلى أن هناك مؤشرا آخر على الركود، وهو أن الفرق بين العائد على سندات الخزانة لمدة 3 أشهر، و10 أعوام انقلب في مارس الماضي، وكان سلبيا معظم الوقت منذ ذلك الحين، مما أثار قلق المستثمرين الذين توقعوا أن المنحنى سوف يزداد مع بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.
ووفقا للوكالة، ألقى الرئيس الأمريكي ترامب باللوم بشأن "منحنى العائد المقلوب المجنون" بشكل مباشر على البنك المركزي الأمريكي، الذي يعتقد أنه رفع أسعار الفائدة بسرعة كبيرة.
ووفقا لوكالة رويترز، تعثر أداء الاقتصاد الصيني بوتيرة تفوق التوقعات كثيرا في يوليو، مع تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي إلى أدنى مستوى في أكثر من 17 عاما، في ظل زيادة تأثير الحرب التجارية المتصاعدة بين بكين وواشنطن على الشركات والمستهلكين.
وكشفت بيانات من مصلحة الدولة للإحصاء أن نمو الإنتاج الصناعي تباطأ على نحو ملحوظ إلى 4.8% في يوليو على أساس سنوي، وهو ما يقل عن أكثر التوقعات تشاؤما في استطلاع أجرته رويترز ويمثل أقل وتيرة للنمو منذ فبراير عام 2002.
وتوقع محللون تباطؤ نمو الإنتاج الصناعي إلى 5.8% مقارنة مع يونيو الماصي عندما سجل معدل نمو 6.3%.
ووفقا لرويترز أيضا، أظهرت بيانات أن تراجع الصادرات أدى لانكماش الاقتصاد الألماني في الربع الثاني من العام، حيث تضررت شركات الصناعات الأولية جراء تباطؤ عالمي أججته النزاعات بشأن الرسوم الجمركية، والضبابية المتعلقة بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.
وانخفض الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا 0.1% على أساس فصلي وهو ما يتماشى مع استطلاع أجرته رويترز لآراء محللين، حيث أثار عدة مراقبين احتمالات حدوث انكماش آخر في الربع الثالث من العام، بينما يقترح القطاع الصناعي أنه على الحكومة أن تتخلى عن ميزانيتها المتوازنة وأن تبدأ تحقيق نمو عبر تحفيز مالي.
وكشفت بيانات من مكتب الإحصاءات الاتحادي الألماني، أمس الأربعاء، أنه بعد التعديل في ضوء عوامل التقويم، تباطأ معدل النمو السنوي في أكبر اقتصاد أوروبي إلى 0.4% في الربع الثاني من العام مقارنة مع 0.9% في الربع الأول.
وبالنسبة لعام 2019 بأكمله، تتوقع برلين تسجيل نمو لا تتجاوز نسبته 0.5%، بحسب وكالة رويترز.
ووفقا لبيانات من مكتب الإحصاءات الوطنية البريطانية يوم الجمعة الماضي، انكمش اقتصاد بريطانيا بمعدل فصلي بلغ 0.2% وهو أول انكماش منذ 2012. وعلى أساس سنوي تراجع النمو الاقتصادي إلى 1.2% من 1.8% في الربع الأول، وهو أضعف أداء منذ بداية 2018 .
فيديو قد يعجبك: