دخول وخروج مفاجئ للشركات.. ماذا يحدث في سوق طلب وتوصيل الطعام بمصر؟
كتب- محمد علاء الدين:
شهد سوق طلب وتوصيل الطعام في مصر تغيرات مفاجئة خلال الأشهر القليلة الماضية، تضمنت هذه التغيرات دخول مفاجئ لشركات وتخارج لأخرى.
وأبلغت شركة كاريدج، الوافد الجديد في سوق خدمات طلب وتوصيل الطعام بمصر، موظفيها أمس الأول بوقف نشاطها في مصر دون إبداء أي أسباب، بعد نحو 3 شهور تقريبًا من إعلانها دخول السوق المصري.
وخلال الشهور القليلة الماضية، شهد سوق طلب وتوصيل الطعام تغيرات مفاجئة يحاول مصراوي رصدها في السطور الماضية.
دخول وخروج مفاجئ
وفي 30 أبريل الماضي أعلنت شركة جلوفو للتوصيل، الخروج من السوق المصري بشكل مفاجئ، قبل أن تعلن عودتها بعد نحو شهر، بعد تدخل جهاز حماية المنافسة ومكافحة الاحتكار في مصر.
وفي أعقاب الإعلان عن الخروج قال مصدر مسؤول بالشركة لمصراوي وقتها إن الخروج جاء بناءً على توجيهات من الشركة الأم "جلوفو" في إسبانيا دون إبداء أي أسباب لذلك.
وبحسب المصدر فإن سبب تخارج الشركة المفاجئ من مصر، هو التمويل الجديد الذي حصلت عليه الشركة من صندوق استثمار Lakestar and Drake، بقيمة 150 مليون يورو، والذي تم الإعلان عنه في يوم إعلانها الخروج من مصر.
وكان حصول الشركة الأم على التمويل، مرهونًا بتخارجها من السوقين المصري والتشيلي.
وتمتلك شركة ديليفري هيرو الألمانية 16% من جلوفو العالمية، وهي في نفس الوقت المالكة لشركة "اطلب" في مصر، وكذلك شركة PedidosYa المنافسة لجلوفو في تشيلي".
ورفضت شركة ديليفري هيرو الموافقة على صفقة التمويل إلا بعد تخارج جلوفو من مصر وتشيلي حتى لا تنافس نفسها في السوقين المصري والتشيلي.
في 28 مايو الماضي أي بعد شهر تقريبا من تخارج جلوفو من مصر أصدر جهاز حماية المنافسة بيانا رسميا يلزم فيه شركتي ديليفري هيرو، وجلوفو بإيقاف العمل فورًا بالاتفاقات المبرمة بينهما، وإعادة الوضع كما كان عليه قبل إبرام تلك الاتفاقات، وذلك برجوع شركة جلوفو للعمل في السوق المصري، وعدم قيام الشركة بأي عمل من أعمال التصفية.
وقال حماية المنافسة " إن التحريات أثبتت قيام الشركتين بممارسات من شأنها مخالفة المادة 6 من قانون حماية المنافسة، حيث اتفقت الشركتان على تقسيم الأسواق على النحو الذي يضمن عدم منافسة شركة جلوفو للعلامات التجارية المملوكة لشركة ديليفري هيرو في مصر.
في 19 يونيو الماضي وبعد بيان حماية المنافسة بنحو أسبوعين، أعلنت شركة جلوفو عودتها للعمل من جديد بالسوق المصري، وأخطرت مندوبي التوصيل السابقين لديها باستئناف العمل في مصر بعد توقف دام حوالي شهرين.
وفي 25 يونيو أعلن جهاز حماية المنافسة عن تلقيه إخطارا من شركتي ديلفري هيرو وجلوفو، يؤكدان فيه حرصهما على التوافق مع أحكام قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية المصري.
وأوضح البيان، أن الإخطار تضمن استئناف شركة جلوفو نشاطها التجاري مجددًا في السوق المصري وإعادة تشغيل التطبيق الخاص بها.
رحلة قصيرة لكاريدج
وعقب إعلان جلوفو خروجها من مصر دخلت شركة كاريدج السوق المصري بشكل مفاجئ وأطلقت حملتها الإعلانية وهي شركة شقيقة لشركة أطلب ومملوكة لشركة ديليفري هيرو العالمية.
لكن رحلة كاريدج في السوق المصرية كانت قصيرة جدًا حيث أعلنت في أول أغسطس الجاري خروجها من مصر دون أن تبدي أسباب للتخارج.
لكن مسؤول بالشركة برر لمصراوي أنهم تلقوا تعليمات من الشركة الأم "ديليفري هيرو" بالخروج من السوق.
ويبدو أن شركة ديلفري هيرو المالكة لشركتي اطلب وكاريدج قررت التركيز على دعم شركة اطلب في السوق المصري ولم تجد جدوى من الإبقاء على كاريدج في مصر بعد استئناف شركة جلوفو نشاطها بالسوق المصري وخاصة أنها تمتلك نحو 16% من شركة جلوفو العالمية.
سوق متنامي
ورغم أن سوق خدمات توصيل الطعام في مصر يبدو مضطربًا خلال الشهور الماضية، إلا أنه سوق واعد.
وبدأت خدمات طلب وتوصيل الطعام من خلال منصات متخصصة، في الانتشار بمصر منذ بداية الألفينات من خلال شركة "اطلب" الناشئة، والتي كانت مقتصرة في بداية الأمر على طلب الطعام باستخدام الأرقام المختصرة وتطورت فيما بعد للطلب من خلال الموقع الإلكتروني إلى أن وصلت إلى الطلب من خلال تطبيقات الهواتف الذكية.
نمو السوق وانتشار ثقافة توصيل الطعام في مصر ساهم في جذب أنظار العديد من الشركات الكبرى عالميًا حتى أن مجموعة ديلفري هيرو العالمية استحوذت على شركة اطلب المصرية في عام 2017.
وتلى ذلك دخول شركات أجنبية للسوق المصري مثل جلوفو الإسبانية والتي ظهرت في عام 2018 وإطلاق شركة أوبر خدمة أوبر ايتس في مصر، فضلا عن ظهور شركات محلية مثل المنيوز وحالا.
اقرأ أيضا:
بعد 3 أشهر فقط.. شركة كاريدج لتوصيل الطعام تخرج من مصر بشكل مفاجئ
"من أجل 150 مليون يورو".. مصراوي يكشف أسباب خروج "جلوفو" من مصر
تأكيدا لمصراوي.. "جلوفو" لخدمات التوصيل تعود للعمل في مصر
لماذا قرر "جهاز حماية المنافسة" منع خروج "جلوفو" من مصر؟
فيديو قد يعجبك: