هل يوقف العام الجديد سنوات التعثر في شركة الحديد والصلب؟
كتبت- شيماء حفظي:
تسعى الحكومة لتحديد مصير شركة الحديد والصلب، بعد سنوات من التعثر والخسائر المتواصلة، خاصة وأن العام الماضي كان "دراماتيكيا" وحمل توقعات متشائمة حول مستقبل الشركة، ومن المنتظر أن يحسم العام الجديد القرار بشأن الشركة.
وقال مصدر بقطاع الأعمال العام، لمصراوي، إن مجلس الوزراء، يدرس حاليا تقرير اللجنة التي تم تكوينها لبحث موقف الشركة، بعد عدة مقترحات للتطوير "توقفت جميعها في المنتصف".
وأوضح المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن هناك جهود حاليا لإيصال مقترحات "إفاقة الشركة من عثرتها" للقيادة السياسية، في ظل تأكيد الرئيس السيسي على الاهتمام بتطوير الشركات التابعة لقطاع الأعمال.
"من بين هذه المقترحات، تمكين الشركة من الحصول على الفحم من شركة فحم الكوك، بما يسهل تشغيل الطاقات المعطلة في الشركة" بحسب المصدر.
وتحاول الوزارة تعويم شركة الحديد والصلب- أي تغطية مصروفاتها- وتحويلها إلى الربحية، في وقت تتزايد فيه خسائر الشركة، حتى لا تواجه الشركة نفس مصير التصفية والذي آلت إليه شركة القومية للأسمنت نتيجة تراكم ديونها وخسائرها.
اقتراحات تطوير "لم تر النور"
وتواجه الوزارة تحديات كبيرة في تطوير شركة الحديد والصلب، بعدما طرحت خلال الثلاثة أعوام الماضية، عددا من مقترحات التطوير، لكن هذه المقترحات لم تر النور، وتم وقفها في منتصف الطريق.
في نوفمبر 2017، طرحت الشركة مناقصة للتطوير تتضمن تطوير المصنع القديم لرفع طاقته الإنتاجية إلى 1.2 مليون طن سنويا، وإنشاء مصنع حديد تسليح جديد بطاقة إنتاجية 750 ألف طن سنويا لاستغلال الخردة.
لكن هذه المناقصة ألغيت في عهد الوزير السابق خالد بدوي، في عام 2018، ثم اتجهت الشركة لدراسة تعظيم استغلال الخام المستخرج من المناجم الأربعة التي تمتلكها الشركة، من خلال التعاقد مع شركة أوكرانية لتنقية خام الحديد من الشوائب، لكن هذا المقترح أيضًا توقف.
وفي يناير 2019، دعت شركة الحديد والصلب، الشركات العالمية لتقديم عروض لتأهيل وتطوير وإدارة خطوط إنتاجها، مع ضخ استثمارات مناسبة، من خلال اتفاقية مشاركة إيراد تمتد لمدة عشرين عامًا، لضمان ألا يقل حجم الإنتاج من البليت عن 1.2 مليون طن سنويًا، وأن تتم الإدارة بالكامل من خلال الشريك المستهدف، وتعظيم استغلال موارد الشركة ومناجمها وعمالتها بشكل مناسب، وأن يلتزم الشريك بسداد حد أدنى من الإيراد المقبول سنويًا.
لكن في مايو 2019، أعلنت الشركة رفض العرض الوحيد الذي تلقته من شركة ميت بروم الروسية "بإجماع الأراء" لأنه غير مناسب لتطوير شركة الحديد والصلب وغير مطابق مع دعوة الشراكة.
وفي أكتوبر الماضي، قال مدحت نافع، رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية، لمصراوي، إن شركة الحديد والصلب ستستأنف دراسة تركيز الخام بالتعاون مع شركة أوكرانية، ضمن محاولات الشركة للتطوير وإنقاذها من الخسائر المتفاقمة.
وأضاف نافع: "تركيز الخام ما زال قيد الدراسة مع الشركة الأوكرانية وجارٍ تشكيل فرق عمل من الطرفين للمضي قدما في دراسات تركيز الخام وتصنيع المكورات في الواحات".
فرصة للإنقاذ
وقال خالد الفقي، رئيس النقابة العامة للصناعات المعدنية، لمصراوي، إن شركة الحديد والصلب تواجه تحديات خلال هذا العام، لكنها أيضًا تمتلك فرصة للعودة.
"تعمل الشركة بطاقة إنتاجية 20% فقط، لكنها تتمكن من توفير رواتب العمال، إذا كان لدى الحكومة إرادة لإعادة الشركة ستتمكن من ذلك، ولدينا العديد من المقترحات التي نسعى لإيصالها لصانعي القرار" بحسب الفقي.
وتعاني الشركة من تقص توريدات الفحم، نتيجة اتجاه شركة فحم الكوك لتصدير منتجاتها، في ظل عدم توافر سيولة لدى الحديد والصلب لسداد مستحقات شركة النصر للكوك، أو استيراد الفحم، كما تتكبد الشركة مديوينات تاريخية لصالح وزارتي الكهرباء والبترول.
وبحسب تقرير الإفصاح السنوي للشركة عن العام المالي الماضي، تراجع صافي حقوق المساهمين في الحديد والصلب المصرية عن 90% من رأس المال.
وارتفعت خسائر الشركة خلال العام المالي الماضي بنحو 20% لتصل إلى 1.4 مليار جنيه مقابل 1.2 مليار جنيه في 2017-2018.
وتراجعت إيرادات النشاط في الشركة خلال العام المالي الماضي، بنسبة 23.2% نتيجة انخفاض كمية المبيعات، بحسب التقرير
وعلى الرغم من الخسائر وافقت الجمعية العامة غير العادية لشركة الحديد والصلب في نوفمبر على استمرارية الشركة، وهو الأمل الذي يتعلق به العمال لإمكانية وقف "سنوات التعثر".
اقرأ أيضًا:
خاص- الحديد والصلب تستأنف دراسة تركيز الخام مع شركة أوكرانية
الجمعية العمومية للحديد والصلب توافق على استمرار الشركة رغم الخسائر
"الحديد والصلب" ترفض عرض التطوير من شركة "ميت بروم" الروسية
وزير قطاع الأعمال يكشف لمصراوي سبب البحث عن شريك لإدارة "الحديد والصلب"
حوار- رئيس الحديد والصلب: تأجيل إنشاء مصنع "حديد التسليح" الجديد.. وتعظيم الاستفادة من الخام المحلي
رئيس الحديد والصلب: بدأنا طريق العودة لريادة صناعة الحديد في الشرق الأوسط (حوار)
فيديو قد يعجبك: