خلافات حادة تؤجل اجتماع أوبك+ لبحث مصير إنتاجها العام المقبل.. وأسعار النفط تتراجع
كتبت- ياسمين سليم:
أجلت مجموعة الدول المصدرة للنفط وحلفاؤها، أو ما يعرف بمجموعة (أوبك+) اجتماعًا حاسمًا كان مقرر له اليوم إلى الخميس المقبل، لبحث مصير إنتاج المجموعة العام المقبل، وسط خلافات بين كبار منتجي المجموعة.
ودخلت المجموعة في اجتماع أمس، لكنها فشلت في التوصل للاتفاق حول شكل إنتاجها في العام الجديد، وكان مقرر لها تكملة الاجتماعات اليوم الثلاثاء، لكنها قررت تأجيل الاجتماع إلى الخميس المقبل، بحسب ما ذكرته وكالاتا رويترز وبلومبرج.
وكان من المقرر أن يدرس أعضاء المجموعة ما إذا كانوا سيمددون تخفيضات قائمة لإنتاج النفط لمدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر أو زيادة تدريجية للإنتاج اعتبارا من يناير المقبل.
ودخلت المجموعة الاجتماع لتدرس تمديد التخفيضات القائمة بواقع 7.7 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل نحو 8% من الطلب العالمي، إلى الأشهر الأولى من 2021، وهو موقف تدعمه السعودية أكبر منتجي أوبك وأعضاء كبار آخرون في المجموعة، بحسب ما ذكرته رويترز.
وكان من المقرر أن تخفف المجموعة تخفيضات الإنتاج الحالية بمقدار مليوني برميل يوميا من يناير.
خلافات حادة
لكن اجتماع أمس أسفر عن خلافات حادة بين دولتين حليفتين هما السعودية والإمارات.
ففي حين توافق السعودية على مد خفض إنتاج البترول بما يدعم أسعاره، خصوصًا في ظل انتشار الموجة الثانية من كورونا، تطلب الإمارات العودة التدريجية للإنتاج، حيث أن تمديد الخفض يتعارض مع استراتيجيتها الوطنية طويلة المدى.
وقالت رويترز إن الإمارات العربية المتحدة، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، كانت تشير أيضًا إلى أنها ستكون على استعداد لدعم التمديد فقط إذا قام الأعضاء بتحسين التزامهم بالتخفيضات.
وتحاول دولة الإمارات العربية المتحدة إرفاق شروط بأي تمديد يكاد يكون من المستحيل الوفاء بها، مما يعوق بشكل فعال أيَّ اتفاق، وفقاً لمندوبين بالمنظمة نقلت عنهم بلومبرج.
وقالت إن الإمارات رفضت عرضًا بتولي دور الرئيس المشارك في بادرة على التوتر، بعدما قال وزير الطاقة السعودي الأمير، عبد العزيز بن سلمان، إنه قد يتخلى عن الرئيس المشارك للجنة الرئيسية لأوبك+.
ونقلت الوكالة عن أمريتا سين، الشريك المؤسس لشركة استشارات إنرجي أسبكتس ليمتد: قولها إن "الصفقة لا تزال في متناول اليد، لكن هناك مخاطر، وربما لا يقدِّر السوق حجم المخاطر، ومن الواضح أنَّ المملكة العربية السعودية غير راضية عن المفاوضات".
وتشير الوكالة إلى أن الخلاف بين السعودية والإمارات ظهر لأول مرة هذا العام بين الشريكين المتناصرين تقليدياً، بعدما بدأ صبر أبوظبي ينفد على نحو متزايد حيال استخدام طاقتها الإنتاجية الجديدة، في وقت تخطط لإطلاق عقد له صيغةٌ، تحدد سعراً مرجعياً للنفط الإقليمي، الذي سيساعده تمتع السوق بحالة سيولة كبيرة.
وتخلت الإمارات عن طاعتها المعتادة لضوابط المنظمة في الصيف، وبدأت في ضخ مزيد من الخام أكثر مما تسمح به حصتها المتَّفق عليها، الأمر الذي أغضب السعوديين، واستدعوا وزير الطاقة "سهيل المزروعي" إلى الرياض، لكن سرعان ما عادت الإمارات للالتزام بالاتفاقات، لكن شعورها بالامتعاض ظل قائماً، وفقًا لبلومبرج.
وتعتقد الإمارات أنَّ حصتها غير عادلة، وهي حريصة على تحقيق أقصى استفادة من الاستثمارات الضخمة في القدرات الإنتاجية، لكن قواعد المنظمة تعوق هذه الطموحات.
خلافات روسيا
وقالت مصادر لرويترز إن روسيا اقترحت إمكانية أن تبدأ أوبك+ زيادة الإنتاج 0.5 مليون برميل يوميا كل شهر اعتبارا من يناير.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الخلافات بين روسيا وأوبك لم تكن حادة كما كانت في أوائل 2020 عندما أدت الخلافات إلى انهيار المحادثات وزيادة الإنتاج.
وأدت حرب أسعار بين روسيا والسعودية في مطلع العام الجاري في انهيار أسعار النفط بسبب زيادة الإنتاج عن حاجة السوق، ولم تتوقف هذه الحرب إلا بعد أن اتفقت روسيا وأوبك على خفض الإنتاج لمواجهة تداعيات كورونا.
وتشير رويترز إلى أنه يتعين على أوبك+ أن تحقق توازنًا دقيقًا في رفع الأسعار بما يكفي لمساعدة ميزانياتها، لكن ليس بقدر ما يؤدي إلى ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة المنافسة لها، والذي يميل إنتاجها من الخام إلى الارتفاع مع ارتفاع أسعار خام برنت فوق 50 دولارًا للبرميل.
كما أن مالية روسيا يمكنها أن تتحمل أسعار نفط أقل، لكن هذا الأمر يصبح معاكسًا لمالية السعودية التي تتأثر سريعًا بانخفاض أسعار النفط.
وقال دويتشه بنك في مذكرة إن خام برنت القياسي العالمي، الذي أغلق منخفضًا 1.2٪ عند 47.59 دولارًا للبرميل أمس، قد ينخفض بما يصل إلى 10٪ إذا فشلت أوبك في تمديد التخفيضات.
وخلال تعاملات اليوم انخفض خام برنت إلى 47.84 دولار للبرميل بعدما كان قد صعد في بداية جلسة التداولات، كما تراجع الخام الأمريكي إلى 45.30 دولار للبرميل.
فيديو قد يعجبك: