إعلان

كيف تستثمر مدخراتك في عام 2021؟.. نصائح من خبراء استثمار

12:57 م الإثنين 28 ديسمبر 2020

كيف تستثمر مدخراتك

كتب- مصطفى عيد:

يهل علينا بعد أيام قليلة عام جديد وسط أجواء صحية ونفسية واجتماعية غير مسبوقة قد تدعو للتفكير بشكل مختلف في المجالات التي يمكن من خلالها استثمار الأموال أو المدخرات بما يحقق أفضل عائد لأصحابها.

ويرصد مصراوي في السطور التالية نصائح بعض خبراء الاستثمار التي ربما تساعد المدخرين الصغار (من حيث المبلغ) إلى الطريق نحو الاستثمار الآمن لهذه الأموال خلال العام الجديد.

الشهادات وصناديق الدخل الثابت

ينصح هاني توفيق، خبير الاستثمار، المدخر الذي يعتمد على العائد من استثمار أمواله في حياته اليومية، بأن يستثمر هذه الأموال في الجنيه المصري لأنه يعد من العملات التي تقدم أعلى سعر فائدة حقيقي في العالم.

وقال هاني توفيق، لمصراوي، إن الاستثمار في الجنيه المصري يكون من خلال شراء شهادات ادخار في البنوك مع عدم الاحتفاظ بها لفترات طويلة بأن تكون ذات أجل عام أو عام ونصف على الأكثر.

وأضاف أنه يمكن استثمار هذه الأموال أيضا عبر شراء وثائق في صناديق دخل ثابت ومنها صناديق "يوم بيوم" بحيث تولد دخلا بشكل يومي، ويمكن تسييل الأموال بشكل سريع في أي وقت إذا ظهرت فرصة استثمار أخرى.

وأشار توفيق إلى أن من مميزات السوق المصري أن سعر الدولار شبه ثابت فكأن المدخر المستثمر في الجنيه يحصل على عائد يصل إلى 10% أو أكثر على الدولار.

ويتفق أيمن أبو هند خبير الاستثمار، والمؤسس ومدير الاستثمار بشركة "أدفايزبول هولدينج"، مع هاني توفيق، أنه يمكن لفئة مدخري المبالغ الصغيرة والمعتمدين على عائدها في معيشتهم، استثمار أموالهم في شهادات الادخار في البنوك أو في شهادات صناديق الدخل الثابت التي تمنح عائدا أعلى من عائد الأوعية الادخارية الأساسية في البنوك.

وفقط يوم الخميس الماضي، خفض بنكا الأهلي ومصر العائد على شهادات الادخار أجل 3 سنوات بنسبة 1% إلى 11% بدلا من 12% قبل ذلك، وهي الخطوة التي قام بها البنك الزراعي المصري أيضا.

ولكن تعد هذه المستويات من الفائدة أعلى من مستوى تضخم الأسعار الحالي عند حدود 6.3%، بحسب آخر بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في شهر نوفمبر، وبالتالي هناك سعر فائدة حقيقي يصل إلى 4 و5%.

وكان البنك المركزي المصري خفض أسعار الفائدة بمجموع 4% خلال العام الجاري، ومن المتوقع أن يخفض أسعار الفائدة بين 1 و2% خلال 2021 بحسب تقديرات محللين.

ماذا لو هناك مبلغ إضافي لا يعتمد المدخر على عائده في المعيشة؟

قال هاني توفيق، إنه إذا تبقى جزء من المدخرات لا يعتمد صاحبها على عائده بشكل أساسي في حياته اليومية يمكن استثمارها في عدة وسائل وفق مبدأ "لا تضع البيض كله في سلة واحدة"، فمن الممكن أن تتنوع هذه الوسائل بين سلة عملات أساسية تضم الدولار واليورو والجنيه الإسترليني، إلى جانب استثمار نحو 25% منه في الذهب.

وأضاف توفيق أن الذهب يظل ملاذا آمنا في ضوء حالة اللايقين التي لا تزال تسود العالم وتداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي وتباطؤه، وبالتالي لابد من الاحتفاظ بجزء من هذه الأموال المدخرة في صورة ذهب، خاصة أن اللقاحات المعلن عنها ضد فيروس كورونا ستستغرق وقتا من أجل تجربته ووضوح الأمر بشأنه.

بينما ينصح أبو هند المدخرين بالابتعاد عن الاستثمار في الذهب، ففي حين أنه عرضة للارتفاع لمدة تصل إلى شهر أو شهرين قادمين مع الموجة الثانية لجائحة كورونا واكتشاف سلالات جديدة منه فمن المتوقع بعد ذلك انخفاض أسعاره مرة أخرى وبالتالي لا يعد وسيلة مناسبة للاستثمار على مدار العام الجديد ككل، بحسب قوله.

وربح سعر جرام الذهب عيار 21 في مصر نحو 138 جنيها حتى الآن خلال عام 2020 بنسبة 20.3% مقارنة بنهاية 2019، ليصل إلى نحو 817 جنيها خلال تعاملات اليوم الأحد.

ولكن هذا السعر يعد منخفضا بأكثر من 100 جنيه عن المستوى الذي وصل إليه سعر الجرام في أغسطس الماضي، وذلك بعد أن قفز سعر الأوقية عالميا فوق 2000 دولار.

كما يرى أبو هند أن الاستثمار في الدولار يعد غير مجدٍ خلال الفترة الحالية، "فالدولار ضعيف عالميا، حتى لو كان يتم اللجوء إليه حاليا كملاذ آمن، ولكن لم تر العملة الأمريكية ضعيفة عالميا مثلما يحدث الآن، بالإضافة إلى أن الجنيه يرتفع حاليا مقابل الدولار، ومؤشر الدولار DXY (الذي يقيس قوة الدولار أمام سلة عملات) منخفض بنحو 6% منذ بداية العام".

وخسر سعر الدولار نحو 34 قرشا مقابل الجنيه منذ بداية 2020 وحتى نهاية تعاملات اليوم الأحد 27 ديسمبر، حيث وصل سعر العملة الأمريكية إلى 15.66 جنيه للشراء، و15.76 جنيه للبيع، بحسب متوسط الأسعار على موقع البنك المركزي.

وينصح أبو هند في حالة تبقي أموال فائضة، بعد الاستثمار في البنوك وصناديق الدخل الثابت، بأن يتم استثمارها في البورصة ولكن من خلال الاكتتاب في أي طرح قوي قد يحدث خلال العام مثل بعض الطروحات المتوقعة لبنك القاهرة أو شركة إي فاينانس أو أمان، على أن يتم الاحتفاظ بها لفترة من 3 إلى 6 أشهر ثم بيعها مرة أخرى.

واشترط هاني توفيق لاستثمار جزء من هذا المبلغ الفائض في الأسهم بأن يكون صاحب المال لديه خبرة في البورصة وألا يتعدى هذا الجزء المستثمر 25% من المبلغ ويتم توزيع الباقي بين سلة العملات والذهب.

وشدد على ضرورة أن يتم في هذه الحالة انتقاء الأسهم بعناية خاصة أن البورصة تعكس المناخ العام، وهو في الوقت الحالي لا يعد مشجعا بالقدر الكافي على جذب الاستثمار المباشر، وبالتالي من الصعب الجزم بحدوث انتعاشة كبيرة لها خلال العام الجديد، على حد قوله.

"ابعد عن العقارات"

اتفق أيمن أبو هند وهاني توفيق أن العقارات لا تعد الاستثمار ذا الأولوية أو الخيار الأمثل لاستثمار أموال المدخرين الصغار في الفترة الحالية.

ويرى أبو هند أن الاستثمار في العقارات طويل الأجل، ومن الصعب تسييلها بشكل سريع حال الحاجة إلى الأموال، إلى جانب أنه عند مقارنة عائدها بالعائد من البنوك فإن الأخير يعد أكثر ارتفاعا.

وينصح هاني توفيق المدخرين بالابتعاد عن استثمار أموالهم في العقارات "ابعد خالص عن العقارات"، حيث تشهد حاليا تباطؤا شديدا نتيجة انخفاض القوة الشرائية والزيادة الكبيرة في العرض وهو المتوقع استمراره في العام المقبل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان