خسائر بمليارات الدولارات.. كورونا يثير ذعر الأسواق العالمية
كتبت- شيماء حفظي:
يواجه العالم، على مستوى الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، خسائر فادحة وسط توقعات بتراجع معدل نمو الاقتصاد العالمي، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد وظهور بؤر جديدة للمرض خارج الصين.
وحذرت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة، من أن أزمة فيروس "كوفيد 19" تنطوي على إمكانية للتطور إلى ما وصفته بـ "الجائحة" وهو وباء ينتشر بين البشر في مساحة كبيرة مثل قارة مثلا أو قد تتسع لتضم كافة أرجاء العالم.
وارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا (كوفيد- 19) إلى 83 ألفا والوفيات إلى 2858 شخصا، بينها 4351 مصابا بالفيروس و67 وفاة في 49 بلدا خارج الصين.
الأسواق العالمية تتهاوى
وتشير التوقعات بشأن الاقتصاد إلى حالة ركود عالمي، حيث يتأهب العالم لتحول المرض إلى وباء وسط عزوف المستثمرين عن الإقبال على الأسهم.
وخلال تعاملات اليوم الجمعة، هوت الأسهم اليابانية في معاملات كثيفة الحجم، لأدنى مستوياتها في نحو ستة أشهر في الوقت الذي شهدت فيه الأسواق العالمية ضغط من عمليات بيعية للأسهم.
ونزل المؤشر نيكي القياسي في بورصة طوكيو للأوراق المالية 3.7% إلى 21142.96 نقطة وهو أدنى مستوى إغلاق منذ الخامس من سبتمبر الماضي،
وفي مؤشر على موجة بيع عامة، انخفضت جميع مؤشرات القطاعات الفرعية في بورصة طوكيو البالغ عددها 33، مع تصدر قطاعات العقارات، والمعلومات والاتصالات، والأسماك والغابات لقائمة أسوأ القطاعات أداء، كما تضررت الأسهم المرتبطة بأشباه الموصلات وأخرى مرتبطة بالدورة الاقتصادية بشدة.
وفي القارة العجوز، واصلت الأسهم خسائرها، مع انتشار المرض في أوروبا،حيث نزلت الأسهم الأوروبية 3% اليوم، ويتجه المؤشر ستوكس 600 الأوروبي صوب تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في 2008.
وهبط المؤشر "داو جونز الصناعي" الأمريكي أمس، ما يعادل 1.60% إلى 26526 نقطة، فيما هوت المؤشرات الثلاثة الأمريكية بما يزيد على 10% دون المستوى المرتفع القياسي الذي بلغته خلال جلسة في وقت سابق من الشهر الجاري.
وتهاوي الأسهم يحمل مؤشرات أكبر باندثار أرباح الشركات، فخلال جلسة أمس الخميس، فقدت الأسواق العالمية أكثر من 3 تريليونات دولار.
وتشير التوقعات التي يمكن وصفها بـ "غاية التشاؤم" إلى معدل نمو "صفر" لأرباح الشركات الأميركية هذا العام مع تفاقم فيروس "كورونا"
ونزلت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت إلى منطقة تصحيح بعد دقائق من الفتح، أمس (الخميس)، في الوقت الذي يؤجج فيه الانتشار السريع لفيروس "كورونا" خارج الصين المخاوف بشأن النمو وأرباح الشركات.
تباطؤ النمو العالمي
تشير التوقعات إلى تباطؤ معدل نمو الاقتصاد العالمي، والذي يلعب نمو الاقتصاد الصيني دورا رئيسيا فيه، بسبب تفشي كورونا.
وقالت كريستالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولي إن تفشي الفيروس سيقلص على الأرجح نمو اقتصاد الصين هذا العام إلى 5.6%، بانخفاض 0.4 نقطة مئوية عن توقعاتها في يناير ، وسيخصم 0.1 نقطة مئوية من النمو العالمي.
وخفض "بنك أوف أميركا" توقعاته للنمو العالمي، أمس، إلى أدنى مستوى منذ ذروة الأزمة المالية العالمية في 2009، ويتوقع البنك متوسط نمو عالمي بنسبة 2.8%، انخفاضا من توقعات سابقة تبلغ 3.1%.
التجارة الدولية
يهدد كورونا المتسجد، حركة التجارة العالمية، والتي تعني توقعات نقص الإمدادات والبضائع التي تعتمد الدول على استيراداه، في وقت يلعب السوق الصيني بدور البطولة في الواردات العالمية، بالإضافة إلى تأثير المرض على الموانئ وحركة النقل.
ويقول مارك كارني محافظ بنك إنجلترا المركزي، إنه يتعين على بلاده الاستعداد لضربة اقتصادية مع تزايد تداعيات تفشي فيروس كورونا، مشيرا إلى البنك رصد بالفعل شحا في سلاسل الإمدادات لكن من المبكر للغاية تحديد مدى تأثر بريطانيا سلبا.
وتؤدي تأثرات حركة التجارة الدولية، إلى نقص محتمل في بعض السلع، ما يعني زيادة متوقعة في أسعار هذه السلع.
إيرادات السياحة
قالت رئيسة المجلس العالمي للسفر والسياحة غلوريا غيفارا في مقابلة أمس الخميس أن وباء كوفيد-19 سيؤدي إلى خسائر بقيمة 22 مليار دولار لقطاع السياحة العالمي مع تراجع نفقات السياح الصينيين.
وأوضحت في مقابلة مع صحيفة الموندو الإسبانية "أجرينا حسبة أولية قدرت أن هذه الأزمة ستكلف القطاع على الأقل 22 مليار" دولار.
وتابعت أن "الحسبة بنيت على خبرة أزمات سابقة، مثل سارس أو انفلونزا الخنازير، ومرجعها الخسائر الناجمة عن إلغاء الصينيين سفرهم في هذه الآونة"، وفقا لوكالة "فرانس برس".
ويوافق مبلغ 22 مليار دولار السيناريو الاشد تفاؤلا في دراسة نشرت في 11 فبراير من قبل معهد أوكسفورد للاقتصاد وبنيت على فرضية تراجع بنسبة 7% في سفرات الصينيين للخارج.
لكن الفاقد يمكن أن يصل إلى 49 مليار دولار اذا امتدت الأزمة الحالية مثلما حصل مع أزمة سارس في 2003 و73 مليار دولار إذا طالت أكثر.
وأكثر اقتصادات ستتضرر هي الأكثر ارتهانا للسياح الصينيين مثل هونغ كونغ والمغرب وتايلاند وكمبوديا والفليبين، بحسب معهد أوكسفورد.
انخفاض أسعار النفط
تؤثر أسعار النفط في الاقتصاد العالمي وتتأثر به أيضًا، ومع توقعات الركود العالمي، ومع زيادة التخوف من انتشار كورونا، بشكل أكبر، انخفضت أسعار النفط للجلسة الخامسة أمس الخميس مسجلة أدنى مستوياتها في أكثر من عام.
وتسبب التخوفات من تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد خارج الصين في تأجيج المخاوف من أن وباء قد يبطئ الاقتصاد العالمي ويقلص الطلب على الخام.
وتراجع خام برنت 1.25 دولار أو ما يعادل 2.3% عند التسوية ليبلغ 52.18 دولار للبرميل، وهو أقل مستوى منذ ديسمبر 2018.
وتشير التداولات في أسواق النفط إلى أن المستثمرين يتوقعون فترة ممتدة من فائض الإمدادات، مع تضرر الطلب في ظل انتشار الفيروس إلى اقتصادات كبيرة مثل كوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا.
ويتوقع إدوارد مويا محلل السوق لدى أوندا في نيويورك، أن يشهد الطلب على النفط خلال الربعين القادمين "دمارا شاملا" وسط حالة من السقوط الحر.
فيديو قد يعجبك: