إعلان

لأول مرة في التاريخ أسعار البترول الأمريكية بالسالب.. فما الأسباب؟

09:44 م الإثنين 20 أبريل 2020

أسعار البترول الأمريكية

كتب- مصطفى عيد:

انهارت عقود خام النفط الأمريكية غرب تكساس وسجلت أسعار أقل من صفر لأول مرة في تاريخها، ووصل سعره إلى حدود -40 دولار للبرميل بانخفاض 300%.

ويعني السعر بالسالب أن من يريد أن يبيع النفط سيدفع أموالا للتخلص منه بسبب عبء التخزين مع تخمة المعروض بالسوق العالمي.

ويأتي ذلك بعد أن قام مضاربون بشراء عقود آجلة لخام النفط الأمريكي ولم يغلقوا هذه العقود ولم يشتر أحد منهم مع قلة الطلب حيث ستنتهي عقود شهر مايو غدا، وبالتالي اضطروا لعرضها للبيع بالسالب من أجل عدم تحملهم عبء التخزين.

ويأتي انهيار سعر البترول الأمريكي وسط وفرة كبيرة من المعروض في السوق من خام البترول، وتراجع حاد في الطلب بسبب تداعيات فيروس كورونا الذي أدى إلى وقف حركة الطيران وتوقف عدد كبير من المصانع حول العالم وإجراءات حظر التجوال وهو ما أضعف الطلب على المواد البترولية لمستويات متدنية للغاية.

كما أن مستودعات تخزين البترول امتلأت مع شراء أمريكا كميات كبيرة من الخام للاستفادة من انخفاض الأسعار، وهو ما ضاعف من حدة تراجع الرغبة على الشراء في الفترة المقبلة في ضوء ضبابية الرؤية حول تعافي الطلب المرتبط بالسيطرة على فيروس كورونا.

وكانت أوبك وحلفائها بقيادة روسيا، فيما يعرف بـ "أوبك+"، اتفقوا يوم الأحد قبل الماضي على خفض غير مسبوق لإنتاج النفط، يعادل نحو 10% من المعروض العالمي، لدعم أسعار الخام في ظل جائحة فيروس كورونا.

وجاء هذا الاتفاق بعد ضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السعودية وروسيا للعودة للتفاوض وإنقاذ سوق النفط بعد حرب أسعار بينهما أدت لانهيارها.

ولكن رغم ذلك الاتفاق فإن الأسعار تراجعت مجددا بعد الإعلان عن الاتفاق، بعد ارتفاع عقب إعلان المفاوضات بشأنه وكان الخام الأمريكي الأكثر تأثرا بهذا التراجع الذي انخفض بحدة خلال تعاملات اليوم.

وأرجع مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول سابقا، الانخفاض الحاد في أسعار البترول إلى الوفرة الضخمة الموجودة من النفط في ظل زيادة الإنتاج خلال فترة ما قبل اتفاق خفض الإنتاج مع تصاعد حرب الأسعار، وهو ما تزامن مع حالة ضعف الطلب العالمي بسبب تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد.

وقال يوسف لمصراوي، إنه تم تخزين كميات ضخمة من النفط خلال الفترة الماضية مع زيادة الإنتاج بالسعودية ودول أوبك، وذلك في إطار حرب الأسعار وأيضا لمواجهة صناعة النفط الصخري، وهو ما سيؤخر ظهور تأثير اتفاق خفض إنتاج النفط لفترة من الزمن والتي ربما تطول بسبب حالة الكساد الاقتصادي العالمية.

تراجع الطلب كان له دور كبير أيضا بسبب تداعيات كورونا، حيث قال شامل حمدي وكيل أول بوزارة البترول سابقا، لمصراوي، إن الاتفاق على خفض الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل لن يكون له تأثير كبير وحده على الأسعار دون حدوث خفض إضافي بنفس الكمية، وذلك بسبب الانخفاض الحاد في الطلب.

وبحسب مدحت يوسف، يعود تأثر أسعار الخام الأمريكي بشكل أكبر كثيرا من خام برنت إلى وجود وفرة كبيرة في المخزونات بالولايات المتحدة مع توقف اقتصادها والتي تعد أكبر مستهلك للنفط في العالم، بالإضافة إلى وجود مشكلة في سعات التخزين هناك مع استغلال مساحات كبيرة منها في الفترة الحالية.

وأكد يوسف أن زيادة الفارق بين سعري خام برنت والخام الأمريكي خلال الفترة الأخيرة تعود إلى اختلاف طبيعة سوق كل خام، والظروف التي تمر بها كل سوق، وأوضاع التصدير وغيرها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان