إعلان

"عراف كورونا".. لماذا يرى بيل جيتس صحة البشر أهم من الاقتصاد؟

01:12 م الأربعاء 08 أبريل 2020

بيل جيتس

كتبت- شيماء حفظي:

عاد نجم الملياردير الأمريكي بيل جيتس، للسطوع منذ ظهور فيروس كورونا المستجد كوباء يهدد العالم، لكن عودته للمشهد هذه المرة لم يكن باعتباره رجل الأعمال الذي يتحدث عن مستقبل الاقتصاد، بل بمعرفته عن الأمراض المعدية، والتخطيط لكيفية مواجهتها.

وكان جيتس، يصدر تحذيرات كثيرة بشأن الاستثمار لمواجهة الأوبئة، لكن بعد إعلان وباء كورونا، اختلفت وجهة نظره مع الرئيس الأمريكي حول "الاقتصاد أم البشر".

وبينما كان ترامب يتبنى في البداية مبدأ أولوية الحفاظ على الاقتصاد، قال جيتس إنه لو كان رئيس البلاد لفرض العزل الصحي على الناس مدة من الزمن تكفي لانتهاء الفيروس "لأن الاقتصاد يمكنه أن يعود للنمو، لكن لا يمكنك إعادة الحياة للبشر مرة أخرى".

وبينما يعرف جيتس، كرجل أعمال وملياردير، لكن السنوات العشر الأخيرة غيرت نظرته للحياة المادية، نتيجة انخراطه في العمل الخيري، وتبرعه بجزء كبير من ثروته لمساعدة المتضررين في أفريقيا والعالم، وخاصة ضد الأوبئة المعدية.

الملياردير جيتس، ولد بمدينة "سياتل" عام 1955، وكان مولعا بالحاسبات، وأسس شركة مايكروسوفت وتولى رئاسة مجلس إدارتها، ولكنه تخلى عنها في 2014، واكتفى بكونه عضوا في المجلس للقيام بدور استشاري، حتى تخلى عنه أيضا الشهر الماضي.

لا يزال "جيتس" من بين أكبر المساهمين في "مايكروسوفت" وتقدر ثروته بنحو 103.6 مليار دولار، ليحل ثانيا بقائمة أغنياء العالم ويتنافس على الصدارة بين الحين والآخر مع جيف بيزوس مؤسس "أمازون".

ويهتم جيتس بالاستثمار، لكنه منذ نحو 10 سنوات، أصبح يدعو بتركيز شديد إلى الاستثمار في الأبحاث الطبية، ويشير إلى أن تفشي الأوبئة "دعوة للاستيقاظ" للاستثمار في قدرات أفضل لتتبع الوباء.

وفي عام 2010، وبعد ظهور فيروس أنفلونزا الخنازيز H1N1 قال جيتس، إنه يجب الاستثمار لمواجهة الأوبئة، "لأن المزيد من الأوبئة ستأتي في العقود المقبلة وليس هناك ما يضمن أننا سنكون محظوظين في المرة القادمة".

وفي 2015، عاد جيتس مرة أخرى، ليؤكد في واحدة من أكبر المؤتمرات، "مؤتمر TED السنوي" قائلا في محاضرته "نحن لسنا جاهزين للتفشي التالي للأوبئة"، وفي حين فكر الحاضرون أنه يقصد إيبولا، كان جيتس يتطلع بالفعل إلى المرض المميت التالي.

وقال: "إذا قتل أي شيء أكثر من 10 ملايين شخص في العقود القليلة القادمة، فمن المرجح أن يكون فيروسًا شديد العدوى بدلاً من الحرب"، وبقدر ما ذكر جيتس الوباء، كان يؤكد على أن عدم الاستعداد الآن يعني أن الوباء التالي قد يكون أكثر تدميراً من الإيبولا.

وتنبأ جيتس، بإمكانية تحور فيروس كورونا، وقال في ذلك الوقت، إنه يرى أن عنصرا قد يجعل "COVID-19" خطيرًا للغاية: "يمكن أن يكون لديك فيروس يشعر فيه الناس بالراحة الكافية بينما هم معديون عندما يصعدون على متن طائرة أو يذهبون إلى السوق".

ويرى جيتس، أن العالم ليس مستعدا لمواجهة وباء كبير، وأن أزمتي فيروسي الإيبولا وزيكا أظهرتا أن الأنظمة العالمية للاستجابة لحالات الطوارئ ليست قوية بما فيه الكفاية (وما تزال).

منذ 2010، لم يتوقف جيتس، عن التحذيرات، حتى نقلها إلى مؤتمر ميونيخ للأمن 2017، وهو مؤتمر سنوي حول سياسة الأمن الدولي، وقال إن الأمن الصحي والأمن الدولي مترابطان، وأن علماء الأوبئة قالوا إن العامل الممرض سريع الحركة في الهواء يمكن أن يقتل أكثر من 30 مليون شخص في أقل من عام، ويمكن أن يحدث في السنوات العشر إلى الخمس عشرة المقبلة.

وأضاف "أرى تهديد الأوبئة القاتلة هناك مع الحرب النووية وتغير المناخ.... والاستعداد لمواجهة جائحة عالمية لا يقل أهمية عن الردع النووي وتجنب كارثة مناخية".

وقال في محاضرة شاتوك السنوية لجمعية ماساتشوستس الطبية في أبريل 2018، إنه "بينما تستمر الحياة في التحسن لمعظم العالم ومع ذلك هناك مجال واحد حيث لا يحرز العالم الكثير من التقدم، وهذا هو الاستعداد للوباء".

وترجم جيتس، اهتمامه بالاستثمار في مكافحة الأوبئة، بعد ظهور فيروس إيبولا في 2014، واعتبره "بمثابة تنبيه"، وبعدها مولت مؤسسة بيل وميليندا جيتس العديد من المنح والبرامج البحثية الموجهة نحو تطوير لقاحات جديدة لمنع جائحة الأنفلونزا.

واستثمرت المؤسسة أيضا في الائتلاف من أجل ابتكارات الاستعداد للوباء، وهو تحالف دولي انطلق في منتدى دافوس العالمي عام 2017، حتى أن جيتس وضع خطة رئيسية لوقف التفشي التالي في مساره.

وبعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية، كورونا وباء وجائحة، أعلنت المؤسسة الاستثمار في تطوير أدوات يمكن بواسطتها اختبار واكتشاف فيروس "كورونا" منزليا، لكن لم يعلن نتيجة هذه الأبحاث.

كما أعلن بيل جيتس، أمس الأول الاثنين، عزمه إنفاق مليارات الدولارات لتمويل بناء مصانع للعمل على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، لقاءً للملياردير الأمريكي، مع برنامج "ذا ديلي شو" الذي أعلن خلاله أن مؤسسة بيل وميليندا جيتس، ستعمل مع 7 صانعين لتطوير لقاح محتمل لتمويل بناء مصانع لهم.

وبحسب المقابلة، فإن جيتس، سيختار 7 مرشحين لتطوير اللقاح، رغم قوله: "ربما نختار أفضل 2 منهم فقط".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان