البترول والسيارات أبرزها.. فيروس كورونا يلتهم أرباح الشركات الكبرى في العالم
كتبت- ياسمين سليم:
التهمت تداعيات فيروس كورونا وما ألحقته بالاقتصاد العالمي، أرباح الشركات الكبرى حول العالم خلال الربع الأول من العام الجاري.
وأعلنت كبريات الشركات العاملة في قطاع السيارات والنفط والمؤسسات المالية تعرضها للخسائر أو انخفاض أرباحها بسبب تداعيات فيروس كورونا خلال الربع الأول، رغم أن هذه الأرقام تعكس ثلاثة أسابيع فقط من البيانات من وقت إعلان منظمة الصحة العالمية تفشي فيروس كورونا.
وقال مسح للبنك المركزي الأوروبي، إن شركات منطقة اليورو سجلت زيادة كبيرة في الطلب على الاقتراض، إذ تضر جائحة فيروس كورونا بالاقتصاد.
وفي المقابل حققت شركات عاملة في مجال التجارة عبر الإنترنت قفزة في إيراداتها نتيجة ارتفاع الطلب عبر الإنترنت مع دخول دول كثيرة حول العالم الحجر المنزلي خوفًا من انتشار فيروس كورونا.
قطاع السيارات
وتضرر قطاع السيارات بصورة كبيرة جراء إغلاق المصانع في كل من الصين وأمريكا بسبب جائحة فيروس كورونا، وظهر هذا الضرر جليًا مع نتائج أعمال الشركات الكبرى خلال الربع الأول.
وأعلنت شركة فورد الأمريكية لصناعة السيارات عن خسارة قدرها مليارا دولار في الربع الأول بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا.
وقالت إنها تتوقع أن تزيد خسائرها إلى أكثر من المثلين في الربع الثاني مع تضررها من إغلاق مصانعها في أمريكا الشمالية.
وتوقف كل إنتاج السيارات تقريبا في الولايات المتحدة في مارس وسط نمو سريع لعدد الإصابات بالفيروس.
كما توقعت شركة نيسان موتور اليابانية تسجيل أول خسارة تشغيلية منذ 11 عاما مع تراجع مبيعات السيارات، بقيمة تبلغ 45 مليار ين (419.7 مليون دولار) انخفاضا من أرباح تشغيلية بقيمة 54 مليار ين في توقعات سابقة للشركة في فبرابر الماضي.
وتتوقع الشركة تكبد صافي خسارة بقيمة 95 مليار ين مقارنة مع توقعات سابقة لربح بقيمة 65 مليار ين.
وتتجه نيسان صوب أسوأ أداء مالي منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، وفقًا لبيانات أعلنتها.
شركات النفط
عانت شركات النفط من أزمة مزدوجة خلال الربع الأول من العام الجاري بعد ما تهاوت أسعار البترول لمستويات قياسية كما تسببت جائحة فيروس كورونا في تراجع الطلب على النفط، مما تسبب في خسائر فادحة.
وأعلنت إكسون موبيل، شركة النفط الأمريكية، عن تكبد خسارة فصلية في الربع الأول مقارنة مع أرباح في نفس الفترة قبل عام بفعل شطب أطول مخزون بنحو ثلاثة مليارات دولار بسبب تراجع أسعار النفط.
وتكبدت شركة النفط الأمريكية الكبيرة خسارة بقيمة 610 ملايين دولار أو 14 سنتا للسهم في الربع مقارنة مع ربح بقيمة 2.35 مليار دولار أو 55 سنتا للسهم قبل عام.
كما تكبدت مجموعة أو.إم.في النمساوية للطاقة صافي خسارة في الربع الأول من العام بسبب تكاليف كبيرة للمخزون.
وقالت أو.إم. إنها خسرت 68 مليون يورو (74 مليون دولار) في الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس بعد ربح بقيمة 496 مليونا في نفس الفترة من العام السابق.
وهوت أرباح شركة بي.بي البريطانية للنفط، أرباحها بمقدار الثلثين في الربع الأول لتحقق صافي دخل قدره 800 مليون دولار، مقابل 2.4 مليار دولار قبل عام.
مؤسسات المالية
ولم تكن المؤسسات المالية بمنأى عن الخسائر التي تكبدتها معظم الشركات جراء الإغلاق الذي عم العالم.
وأعلن دويتشه بنك تحوله للخسارة في الربع الأول من العام، وقال إنه تكبد خسارة عائدة للمساهمين بلغت 43 مليون يورو (46.64 مليون دولار) في الربع الأول مقارنة مع أرباح قيمتها 97 مليون يورو قبل عام.
وجنب بنك باركليز 2.1 مليار جنيه استرليني (2.6 مليار دولار) لتغطية زيادة محتملة في خسائر القروض.
وحقق بنك الاستثمار البريطاني أرباحا خلال الربع الأول، قبل حساب الضرائب 923 مليون إسترليني بانخفاض 38% من 1.5 مليار إسترليني في الربع الأول من 2019.
وأعلن بنك ستاندرد تشارترد أن الزيادة في انخفاض قيمة الائتمان والمخصصات لارتفاع متوقع في خسائر القروض دفعت الأرباح قبل الضرائب للفترة من يناير وحتى مارس إلى الانخفاض بنسبة 12% مقارنة مع نفس الفترة قبل عام إلى 1.22 مليار دولار.
وجاءت النتائج بعد يوم واحد من إعلان إتش.إس.بي.سي هولدينجز، المنافس الأكبر في نفس المواقع لبنك ستاندرد تشارترد، أن أرباحه في الربع الأول من العام انخفضت للنصف تقريبا، إذ قفزت مخصصات القروض الرديئة إلى 3 مليارات.
وانخفضت أرباح إتش.إس.بي.سي هولدينجز، لنحو النصف خلال الربع الأول من العام الجاري.
وبلغت الأرباح قبل حساب الضرائب 3.2 مليار دولار في الفترة من يناير إلى مارس، انخفاضا من 6.2 مليار قبل عام.
وأعلنت مؤسسة بيركشاير هاثاواي، المملوكة للملياردير وارن بافيت، خسائر قياسية في الربع الأول بلغت 49.75 مليار دولار، وهو مايعكس خسائر ضخمة غير محققة على حيازات الأسهم العادية مثلBank of America Corp (BAC.N) و Apple Inc (AAPL.O) خلال انهيار السوق.
مصائب قوم
ويبدو أن فيروس كورونا أتى بفائدة على بعض الشركات وخاصة الشركات التجارة الإلكترونية، نظرًا لاتخاذ عشرات الدول قرارات بالحجر المنزلي.
وأعلنت شركة أمازون.كوم، أكبر شركات البيع بالتجزئة في العالم ارتفاع إيرادات الربع الأول بنسبة 26% إلى 75.5 مليار دولار، مع الارتفاع المفاجئ في الطلب بسبب إجراءات مكافحة الفيروس.
وقالت الشركة إنها قد تتكبد أول خسارة فصلية في خمس سنوات بسبب أنها تنفق ما لا يقل عن 4 مليارات دولار استجابة لجائحة فيروس كورونا، بما في ذلك خطط لإجراء اختبارات كوفيد-19 لعامليها وتزويدهم بأدوات وقاية، ودفع أجور أعلى.
وتسارع نمو إيرادات كارفور، أكبر شركة لتجارة التجزئة الغذائية في أوروبا من حيث المبيعات، خلال الربع الأول من العام الجاري.
وبلغت المبيعات في الربع الأول 19.445 مليار يورو (21.07 مليار دولار)، مدفوعة بأداء قوي في يناير وفبراير ومشتريات للتخزين من الأسر في مارس، بحسب بيانات أعلنتها الشركة.
فيديو قد يعجبك: