85 % تراجعا في التصدير.. كيف أثر كورونا على قطاع الجلود بمصر؟
كتبت- شيرين صلاح:
قال متعاملون بقطاع الجلود، إن تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد أثرت على قطاع الجلود في مصر ضمن عدد من القطاعات، حيث شهدت صادرات القطاع ومبيعات المنتجات النهائية تراجعا كبيرا خلال الفترة الأخيرة.
وتصدر مصر نحو 80% من إنتاجها من الجلود إلى الخارج، بينما يتم توجيه النسبة المتبقية من الإنتاج وهي 20% إلى السوق المحلي، بحسب ما ذكره المتعاملون.
وقال عبد الرحمن الجباس، عضو غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، لمصراوي، إن الصادرات المصرية من الجلود تراجعت بنسبة 85% منذ بداية فبراير وحتى الآن بسبب أزمة كورونا.
وأضاف الجباس أن أزمة كورونا تسببت في وقف حركة المصانع في العديد من الدول ومن بينها الدول التي تصدر لها مصر الجلود، وبالتالي توقف الطلب على الجلود والصادرات المصرية بنسبة كبيرة.
وذكر أن ذلك يأتي في الوقت الذي يعتمد فيه قطاع الجلود بمصر على التصدير في المقام الأول، حيث تصدر مصر نسبة 80% من إنتاجها للخارج بنحو 1.5 مليار جنيه.
وتصدر مصر الجلود لعدد من الدول من بينها الصين، وفيتنام، وتايلاند، وإسبانيا، والبرتغال، وتركيا، وإيطاليا، بحسب الجباس.
كما أثرت جائحة كورونا أيضا على عمل المدابغ ومصانع الجلود في مصر، حيث تعمل المدابغ حاليا يومين في الأسبوع، وتعمل المصانع بربع طاقتها الإنتاجية لتأمين مخزون للقطاع، وليس من أجل تصدير الإنتاج الحالي أو بيعه في السوق المحلي حاليا، وفقا للجباس.
وقال الجباس إن كل ما يتم إنتاجه حاليا يخزن بالمدابغ لحين انفراج الأزمة، مشيرا إلى أن صلاحية الجلود بعد تشطيبها تمتد لعدة سنين.
السوق المحلي
يعاني أيضا السوق المحلي لمنتجات الجلود منذ بداية جائحة كورونا وحتى الآن، من تراجع كبير لمبيعات المنتج النهائي، كما يعاني التجار من أزمة في سداد مستحقات أصحاب مصانع الجلود.
وقال الجباس، إن الاتجاه السائد لدى الزبائن في الوقت الحالي يتمثل في الإقبال على شراء السلع الغذائية فقط، لذلك فإن مبيعات المنتج النهائي من جميع السلع الأخرى متأثرة بشكل كبير خلال الفترة الحالية.
واتفق معه محمد مهران، رئيس شعبة الجلود بغرفة القاهرة التجارية، حيث قال إن أولويات المواطن حاليا تنصب على شراء السلع الغذائية، مما نتج عنه ركود في حالة البيع والشراء بمحلات الأحذية والحقائب.
وذكر الجباس، أن تراجع مبيعات المنتج النهائي للجلود أدى إلى تعثر أصحاب محلات الأحذية والحقائب في سداد مستحقات أصحاب مصانع الجلود خلال الشهريين الماضيين.
وانعكس الركود الحالي بالقطاع على أسعار الجلود، حيث شهدت أسعار الجلود تراجعا بنحو 50%، حيث وصلت إلى 100 جنيه للجلدة الواحدة، بحسب محمد مهران.
ووفقا لقول الجباس، فإن تراجع الأسعار مع انعدام الطلب يعني انخفاضا دون فائدة.
وبرغم انعكاس الركود على سعر الخام بالتراجع، لم يحدث تغيير في أسعار المنتجات النهائية، بحسب مهران.
وقال مهران "لا يوجد بيع أو شراء.. وتجار المنتج النهائي يتحملون أعباءً كثيرة نتجت عن كورونا وبالتالي لن يخفضوا سعر المنتجات التي يبيعونها".
ويأمل التجار أن تنشط مبيعات الجلود ولو بنسبة بسيطة خلال الأسبوع الأخير بشهر رمضان مع الاستعداد لعيد الفطر.
كما ينتظر أطراف القطاع حدوث انفراجة في أزمة كورونا حتى تعود مبيعات الجلود إلى وضعها الطبيعي قبل الجائحة.
فيديو قد يعجبك: