أعراض كورونا تظهر على قطاع العقارات وزيادة بمعدلات "إلغاء الحجوزات"
كتبت- شيماء حفظي:
ظهرت أعراض تأثر قطاع العقارات بأزمة فيروس كوورنا، على نتائج أعمال الشركات خلال الربع الأول من العام الجاري، فيما يتوقع محللون أن تكون فترة "حضانة" المرض والتأثر الكبير خلال الربع الثاني من العام.
وبحسب نتائج أعمال شركات عقارية مدرجة في البورصة، انخفضت مبيعات عدد من الشركات وتراجعت أرباحها خلال الربع الأول من العام 2020، مقارنة بنفس الربع من العام الماضي.
وباستثناء مجموعة طلعت مصطفى وشركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، فإن شركات قطاع العقارات المدرجة في البورصة عانت خلال الربع الأول، مع تراجع المبيعات والتسليمات.
وتراجعت أرباح بالم هيلز للتعمير، في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 45.4% مقارنة بنفس الفترة من عام 2019 لتسجل 84.5 مليون جنيه.
كما انخفضت أرباح شركة إعمار مصر للتنمية، خلال الربع الأول من العام الجاري، بنسبة 42.4% إلى 215.8 مليون جنيه، فيما هوت أرباح شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار( سوديك) بنسبة 83% خلال الربع الأول لتسجل 27.8 مليون جنيه.
وارتفع صافي ربح مجموعة طلعت مصطفى بنسبة 4% فقط ليصل إلى 375 مليون جنيه، فيما ارتفع صافي ربح شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير في 9 أشهر لأكثر من 8 أمثالها نتيجة بيع الأراضي.
وتشير بيانات غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات، إلى أن حجم الاستثمارات التقديرية في القطاع العقاري في مصر يتراوح بين 150 إلى 200 مليار جنيه.
تراجع المبيعات
وبحسب بيانات الشركات، كان العامل الرئيسي في انخفاض الأرباح، تراجع المبيعات خلال الربع الأول من العام، وانخفاض معدل تسليم الوحدات التي انتهى تنفذيها.
ويشير المحللون، إلى أن كثير من العملاء لم يتقدموا لاستلام وحداتهم، خشية الإصابة من الفيروس عند النزول للمعاينة والاستلام، وهو ما أدى لتراجع إيرادات الشركات.
هذا بالإضافة إلى توقف الشركات عن طرح مشروعات جديدة، وإلغاء المعارض والفعاليات العقارية التي تسهم في تحريك المبيعات الجديدة.
ويقول محمد نبيل محلل قطاع العقارات ببنك استثمار نعيم، لمصراوي، إنه بسبب الأزمة وإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي والقلق من الإصابة أجل العملاء تسلمهم لوحداتهم، وهو ما أثر على إيرادات الشركات، خاصة وأن أغلب الشركات تعتمد على إثبات الإيرادات عند تسليم الوحدات وليس البيع.
وبحسب تقرير لبنك استثمار فاروس، تأثر معدل تسليم الوحدات في شركة سوديك، بجائحة كورونا الحالية بصور أكبر من تأثير الجائحة على المبيعات، بسبب عدم استعجال العملاء على عملية الحصول على وحداتهم، وقرار بعضهم بتأجيل موعد المعاينات لحين تحسن الوضع.
وانخفض عدد الوحدات المسلمة بشركة سوديك خلال الربع الأول من العام بنسبة 50.2% مقارنة بنفس الربع من العام 2019، وبنسبة 76.4% مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، إلى 100 وحدة.
وأدى تراجع التسليمات، إلى تراجع الإيرادات بنسبة خلال الربع الأول من 2020 بنسبة 54.4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بينما بلغت نسبة التراجع 77.7% مقارنة بالربع الأخير من 2019.
وانخفضت مبيعات شركة بالم هيلز، خلال الربع الأول من العام بنسبة 23% مقارنة بالربع المقارن من العام الماضي، وبنسبة 74.6% مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، إلى 1.7 مليار جنيه في الربع الأول 2020، بسبب تأجيل طرح مشروعات جديدة وإلغاء حملات تسويقية نتيجة جائحة كورونا.
شهد الربع الأول أيضًا انخفاضًا في معدل تسليم الوحدات بنسبة 37.2% مقارنة بنفس الربع من العام الماضي، وبنسبة 52.5% مقارنة بالربع الأخير من 2019 إلى 135 وحدة، بسبب قرار العملاء بتأجيل موعد الاستلام لحين ما تتحسن الظروف الراهنة.
إلغاء الحجوزات
وأوضح نبيل، أن الشركات عانت خلال الربع الأول من تزايد معدلات "إلغاء الحجوزات" نتيجة خوف المستهلكين من تدايعات الأزمة، وعدم الوفاء بالتزاماتهم، وهو مؤشر قد يؤثر على سيولة الشركات خلال الفترة المقبلة خاصة في حالة الشركات ذات الملاءة المالية المنخفضة.
"الخطر الحقيقي الذي تواجهه الشركات، هو اتجاه العملاء الذين قرروا الشراء قبل الأزمة لكن مع تداعيات كورونا سيبلجأون إلى سحب الحجوزات سواء لعدم اتضاح المستقبل، أو لحاجتهم لسيولة مالية فعليا" بحسب ما قاله نبيل.
وأشار تقرير لبنك استثمار فاروس، إلى أن معدل إلغاء المبيعات ارتفع خلال الربع الأول من العام في شركة السادس من أكتوبر "سوديك" إلى 22% من إجمالي المبيعات، مقارنة مع 12% في الربع الأول 2019، لكنه انخفض إلى 15% في أبريل ومايو.
انفراجة بالربع الثاني
ويقول محلل قطاع العقارات ببنك استثمار نعيم، لمصراوي، إن تأثير أزمة كوورنا على قطاع العقارات بدأ منتصف مارس الماضي (آخر شهر في الربع) لذلك يعد تأثيرا جزئيا، وليس كليا لتداعيات الأزمة.
وأَضاف، أن أثر الجائحة ظهر بشكل كبير في شهر أبريل، لكن توقعات الشركات تعطي مؤشرات بتعافي المبيعات في الربع الثاني من العام، مع تخفيف إجراءات المواجهة وعودة حركة العمل مرة أخرى.
"كنا نتوقع أن يكون أداء الربع الثاني من العام دراميا بسبب تداعيات الأزمة، لكن عدد من الشركات تشير إلى تحسن في أعمالها منذ نهاية أبريل، وهذا يخفض من حدة التوقعات بشأن الربع، سيكون هناك تراجعا على أساس سنوي، لكنه في نفس الوقت لن يكون بحجم سوء الربع الأول من العام " بحسب نبيل.
وتوقع نبيل، أن تبدأ الشركات رحلة التعافي مع بداية النصف الثاني من العام، مع رفع الإجراءات الاحترازية، وطرح عروض من الشركات، خاصة مع تحرك "الطلب المؤجل" بسبب الأزمة.
وأعلنت الحكومة، إلغاء حظر التجول، وتخفيف القيود المفروضة على المحال التجارية، وإعادة فتح المقاهي والسينمات والمطاعم بطاقة 25% في الأسبوع الأخير من يونيو الماضي، لتخفيف حدة تداعيات الازمة على الاقتصاد والأفراد.
وهو ما اتفق معه طارق شكري رئيس غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات، مشيرا إلى أن "قطاع العقارات لن يعاني من إلغاء الطلبات، ومع الوقت سيعود الطلب المؤجل للسوق، لأنه ضروري وحقيقي".
"رأينا تحركا واضحا في الشركات خلال الفترة الأخيرة، هناك تحسن متوسط في الشركات، الأداء في شهر مايو لن يكون كما في شهر مارس، الوضع الآن أفضل" بحسب ما قاله شكري.
وتوقع شكري، أن أداء النصف الثاني من العام سيكون أفضل من النصف الأول، مع بدء فتح الاقتصاد وتخفيف إجراءات مواجهة كورونا، لكنه بشكل عام "أي تراجع في الأداء لشركات القطاع هو منطقي ومقبول وعالمي".
فيديو قد يعجبك: