كيف أثر ارتفاع أسعار الذهب في مصر لمستوى تاريخي على حركة السوق؟
كتب- مصطفى عيد:
شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعات كبيرة خلال الفترة الأخيرة مع زيادتها عالميا، لتسجل مستويات قياسية في الأسواق المحلية والعالمية، وسط توقعات باستمرار ارتفاعها خلال الفترة المقبلة.
وقال تجار وصناع ذهب لمصراوي، إن ارتفاع الأسعار لم يؤثر على حركة الشراء بشكل كبير، حيث تعاني الأسواق من تراجع الإقبال أصلا من قبل هذه الارتفاعات.
ويرى نادي نجيب سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، أن هناك تراجعا في حركة شراء المصوغات الذهبية مع ارتفاع الأسعار بنسبة 15%، مع عدم تقبل الأسواق لهذه الزيادات.
وشهدت أسعار الذهب خلال الأسبوع الأخير بنسبة 8%، لتصل قيمة الزيادة في الجرام عيار 21 إلى 65 جنيها للجرام منها 21 جنيها اليوم فقط مقارنة بأمس، حيث سجل السعر اليوم 870 جنيها.
وبلغ سعر الجرام عيار 18 اليوم نحو 746 جنيها، وسعر الجرام عيار 24 نحو 994 جنيها، وسعر الجنيه الذهب 6960 جنيها.
وقال إيهاب واصف، نائب رئيس شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية والمتحدث الإعلامي باسم الشعبة العامة، لمصراوي، إن ارتفاع أسعار الذهب في مصر خلال الأيام الأخيرة لم يؤثر على حركة الإقبال على شراء الذهب، والتي تعاني من بطء منذ بداية ظهور أزمة كورونا في البلاد.
وأضاف واصف أن موسم عيد الأضحى لم يستطع انتشال السوق من البطء في حركة المبيعات رغم أنه لم يتبقَ سوى 3 أيام على العيد.
واتفق رفيق عباسي رئيس شعبة الذهب بغرفة الصناعات المعدنية، مع واصف، حيث قال لمصراوي، إن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب لم يؤثر على الإقبال على الذهب، لأن السوق يعاني أصلا من الضعف منذ تحرير سعر الصرف وارتفاع أسعار الدولار أمام الجنيه إلى الضعف، مما تسبب في تراجع القوة الشرائية.
السبائك والجنيهات
قال نادي نجيب إن هناك زيادة في الإقبال على السبائك والجنيهات الذهبية بنسبة 20% في الأيام الأخيرة مع ارتفاع الأسعار، بالنظر إليها كوعاء استثماري.
ويرى رفيق عباسي أن الإقبال على السبائك شهد تحركا بسيطا في الأيام الأخيرة، بخلاف ما حدث في بداية أزمة كورونا عندما تخارج البعض من الاستثمار في الأسهم والسندات واتجه لشراء السبائك لحفظ قيمة أموالهم، وهو ما دفع بعض المصانع في مصر لإنتاج هذه السبائك خلال هذه الفترة.
ومن جانبه، أكد إيهاب واصف أن الإقبال على السبائك والجنيهات لم يتغير بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة رغم ارتفاع أسعار الذهب.
هل لجأ البعض لبيع الذهب مع الزيادة؟
أوضح إيهاب واصف أن هناك زيادة في حركة بيع المصوغات من المستهلكين للمحلات بنسبة 15% خلال الأسبوعين الأخيرين تزامنا مع ارتفاع الأسعار.
ولكن التوقعات باستمرار ارتفاع أسعار الذهب يدفع الكثير من المستهلكين للاحتفاظ به خلال الفترة الحالية، وبالتالي حالات البيع التي يشهدها السوق تحدث بسبب حاجة المستهلك فقط لتسييل أمواله، بحسب ما يرى رفيق عباسي ونادي نجيب.
وقفزت أسعار الذهب العالمية خلال الأيام الأخيرة، خاصة في تعاملات اليوم التي سجلت خلاله مستوى تاريخيا جديدا فوق 1944 دولار للأوقية، ليتراجع قليلا إلى حدود 1941 دولارا بزيادة نحو 39 دولارا اليوم بنسبة 2.06%.
وذكرت وكالة بلومبرج في تقرير يوم الجمعة الماضي، أن هناك توقعات باستمرار ارتفاع أسعار الذهب حتى عام 2021 مع تذبذب الدولار وسط تزايد المخاطر الجيوسياسية في بيئة أسعار فائدة منخفضة مستمرة لفترة أطول.
وقال رفيق عباسي إنه يتوقع استمرار أسعار الذهب في الارتفاع خلال الفترة المقبلة مع ما يحدث من شراء من الحكومات والمؤسسات المالية الكبرى بمختلف دول العالم والتي لديها القدرة على التوقع وتحليل ما يحدث للاقتصاد، والذي من المتوقع الدخول في فترة كساد وبالتالي الاتجاه للشراء لتغطية المخاطر.
هل ارتفاع الأسعار يعود بالعيارات الأقل مثل عيار 14 إلى الصورة؟
اتفق واصف وعباسي ونجيب على أنه من الصعب قبول المستهلكين لفكرة اللجوء لشراء عيارات أقل من المتعارف على رواجها في السوق خاصة عيار 21، وبالتالي من الصعب زيادة الإقبال على عيارات مثل 14 أو 12 في الفترة المقبلة رغم ارتفاع الأسعار.
وقال إيهاب واصف إن الذهب عيار 14 فشل في جذب المستهلكين لأنه غير مناسب للمصريين بسبب ارتفاع مصنعيته وبالتالي فقدان أي ميزة استثمارية، إلى جانب عدم مناسبة لون الذهب عيار 14 مع لون بشرة المصريين التي تميل للسمرة.
"من الصعب حدوث إقبال على بعض العيارات الأرخص مع ارتفاع الأسعار الحالي بسبب ثقافة المستهلكين والتي تفضل في الغالب الذهب عيار 21 عن أي عيار آخر حتى الـ 18"، وفقا لرفيق عباسي.
فيديو قد يعجبك: