الاستغناء عن الكتاب المدرسي.. التابلت يهدد مستقبل مهنة "الطباعة" في مصر
كتبت- دينا خالد:
يواجه قطاع الطباعة حالة من التدهور والخوف على مستقبل المهنة، وسط اتجاه للاستغاء عن الكتاب المدرسي، وإحلال التابلت محل الكتاب الورقي.
وقال أحمد جابر رئيس غرفة الطباعة باتحاد الصناعات، إن قطاع الطباعة يتدهور يوما بعد يوم، وخاصة بعد اتجاه وزارة التربية والتعليم لإلغاء الكتاب المدرسي للمرحلة الثانوية تمهيدا لتطبيق هذا القرار على باقي الفصول الدراسية.
وكان طارق شوقي، وزير التربية والتعليم ، أعلن في فبراير الماضي، وقف طباعة الكتب الورقية لطلاب الثانوية العامة بداية من العام المقبل.
وأضاف جابر، لمصراوي، أن الركود في حركة الطباعة، أدى إلى خروج عدد منها من السوق، حيث وصل عدد المطابع حاليا إلى 65 مطبعة حاليا، مقابل 120 مطبعة، تضم 100 ألف عامل.
وأشار جابر، إلى أن طباعة الكتاب المدرسي كانت تمثل نحو 99% من دخل القطاع بقيمة تصل إلى 1.6 مليار جنيه، ولكن أصبح طباعة الكتب المدرسية من الصف الثاني الابتدائي حتى الثالث الإعدادي تتم في 2 من دور النشر المعروفة فقط، بدلا من مشاركة جميع المطابع بها.
وأضاف جابر، أن اقتصار طباعة الكتاب المدرسي للعام المقبل على اثنين من دور النشر فقط، يهدد باقي القطاع ومستقبل العاملين به وخاصة أن طباعة الكتب الثقافية والروايات والجرائد، لا تمثل أكثر من 1% من دخل القطاع.
واتفق معه نديم إلياس، رئيس المجلس التصديري للمطبوعات، قائلا، إن "كمية كبيرة من الكتب المدرسية التي كانت تسند طباعتها لعدد كبير من المطابع.. أصبحت تسند لدوري نشر فقط".
وبحسب بيان سابق للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، انخفض الرقم القياسي لصناعة الطباعة واستنساخ وسائط الاعلام المسجلة بنحو 21%، ليسجل 98.47 خلال يناير الماضي مقارنة بشهر ديسمبر 2019 حيث بلغ 124.55، وذلك بسبب الإنتاج الموسمي.
وتراجع الرقــــم القياسي لصناعة الطباعة واستنساخ وسائط الاعلام المسجلة إلى 75.2 خلال شهر أبريل الماضي مقارنة بشهر مارس الماضي، حيث بلغ 86.1 بنسبة انخفاض قدرها 12.6% بسبب وجود إجازة إجبارية في ظل ازمة كورونا وتوقف التعليم، بحسب الإحصاء.
وتابع جابر، أن أغلب المطابع الموجودة تعمل منذ سنوات مع وزارة التربية والتعليم تنفذ المواصفات المطلوبة منها، وتستخدم معدات لا تصلح إلا لطباعة الكتاب المدرسي.
وأضاف جابر، أن استمرار هذا الوضع سيجعل مهنة الطباعة تنتهي، فالطالب لا يعرف كتب سوى الكتاب المدرسي وذلك سيؤثر على حب الجيل الجديد لقراءة الكتب، وسينخفض الإقبال على الكتب الثقافية وغيرها، وبالتالي لن تطبع لأنها لن تجد قارئ.
وأضاف إلياس، أنه لا يمكن الاستغناء عن الكتاب المدرسي تماما، فأغلب الدول الأجنبية تعتمد على التكنولوجيا بجانب الكتاب الأساسي.
وأشار إلياس إلى أن، الدول الأوروبية كفرنسا وبلجيكا واستراليا، تطبع الكتاب المدرسي خارج أوروبا، وتسند للصين والهند طباعة الكتب المدرسية بتكلفة تصل إلى 5 مليارات دولار.
وتابع إلياس، أن مصر تصدر كتب مطبوعة للدول الأوروبية، ولكن بنسبة ضئيلة لا تذكر، لا تمثل جزءا كبيرا من دخل القطاع.
وأرجع إلياس، انخفاض صادرات مصر من الكتب المطبوعة، لأوروبا لقلة جودة الماكينات والمعدات المستخدمة في الطباعة في مصر.
وأضاف إلياس، أنه إذا حاولت المطابع المصرية الاتجاة للتصدير بعد توقفها عن طباعة الكتاب المدرسي، سيبذل أصحاب المطابع مجهودا كبيرا لمضاعفة حجم استثماراتهم للخروج بكتاب يتفق مع المواصفات الأوروبية، وهذا يمثل تحديا كبيرا.
فيديو قد يعجبك: