الصراع الصيني الأمريكي يصل لـ "تيك توك".. وانتخابات الرئاسة قد تحسم الصفقة
كتبت- ياسمين سليم:
عادت شركة مايكروسوفت الأميركية، للمفاوضات مع تطبيق تيك توك TikTok الذي تملكه شركة "ByteDance" الصينية لشراء عملياته في الولايات المتحدة، بعد محادثة بين رئيسها التنفيذي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت شركة مايكروسوفت، في بيان في ساعة متأخرة من مساء أمس، إنها لا تزال مُستعدة لمواصلة المناقشات لبحث إمكانية شراء تطبيق تيك توك.
وجاء البيان بعد محادثة بين الرئيس التنفيذي للشركة ساتيا ناديلا والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكانت شركة مايكروسوفت أعلنت أنها علقت مفاوضاتها لشراء تطبيق تيك توك، في الولايات المتحدة، بسبب الرئيس دونالد ترامب، الذي تعهد بحظر هذا التطبيق في البلاد.
وهدد ترامب بمنع التطبيق الذي يحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي وهو ما نفته الشركة الصينية في أكثر من مناسبة.
ويقدر عدد مستخدمي تيك توك في العالم بنصف مليار مستخدم ويبلغ عدد مستخدميه في أمريكا نحو 100 مليون شخص.
ترامب يضع شروطه
ويأتي تهديد ترامب بحظر التطبيق في الولايات المتحدة في ظل معركة اقتصادية يقودها ضد شركات التكنولوجيا الصينية بدأها بعملاق التكنولوجيا هواوي ثم الآن مع تطبيق تيك توك، والذي يتهمهم بجمع بيانات تتعلق بالأمن القومي الأمريكي.
وقالت 3 مصادر مطلعة لوكالة رويترز اليوم إن ترامب وافق على السماح لشركة مايكروسوفت بالتفاوض على الاستحواذ على تطبيق تيك توك إذا استطاعت التوصل إلى صفقة خلال 45 يوما.
وتقول الوكالة إن ترامب كان قد رفض فكرة بيع التطبيق لمايكروسوفت يوم الجمعة الماضية، إلا أنه في أعقاب مناقشة جرت بينه وبين الرئيس التنفيذي للشركة قالت مايكروسوفت إنها ستواصل المفاوضات لشراء تيك توك.
وتستهدف الشركة التوصل لاتفاق مع تيك توك بحلول 15 سبتمبر المقبل، بحسب بيانها أمس.
وتشير مصادر رويترز أن هذه المهلة حددتها لشركتي بايت دانس ومايكروسوفت لجنة الاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة التي تتولى فحص الصفقات المنطوية على مخاطر تتعلق بالأمن الوطني.
لماذا غير ترامب رأيه؟
ووفقًا لوكالة رويترز فإن ترامب غير رأيه في أعقاب ضغوط من بعض مستشاريه وقيادات كثيرة في الحزب الجمهوري. ومن شأن حظر التطبيق أن يستعدي كثيرين من مستخدميه الشباب قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر كما أنه سيفتح الباب أمام موجة من الطعون القضائية.
وقالت مايكروسوفت في بيان إنها تقدر بشكل كامل أهمية معالجة مخاوف الرئيس، وهي ملتزمة بالاستحواذ على تيك توك مع مراجعة أمنية كاملة وتوفير مزايا اقتصادية ملائمة للولايات المتحدة بما في ذلك الخزانة الأمريكية.
وبموجب الصفقة المقترحة قالت مايكروسوفت إنها ستسيطر على عمليات تيك توك في الولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزيلندا.
وأضافت أنها ستضمن نقل كل البيانات الشخصية للمستخدمين الأمريكيين لتطبيق تيك توك وبقاءها في الولايات المتحدة.
وترى الصين أن شركة بايت دانس المالكة لتيك توك بأنها ضحية اضطهاد أمريكي، وواشنطن لم تقدم أدلة تؤيد مزاعمها أن تيك توك تمثل خطرا على الأمن الأمريكي، بحسب ما وصفته صحيفة تشاينا ديلي اليومية.
تقييمات مالية
لم يتضح حجم المبلغ الذي قد تدفعه مايكروسوفت مقابل تيك توك، وذكرت رويترز الأسبوع الماضي إن توقعات تقييم بايت دانس للتطبيق تجاوزت 50 مليار دولار على الرغم من أن الضغوط الأمريكية لتصفيته قد تخفض هذا السعر.
وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز، إن بعض المدراء التنفيذيين في الشركة الصينية يعتقدون أن تدخل ترامب قد يكون مجرد خدعة تفاوضية لمساعدة مايكروسوفت على تأمين صفقة أفضل وتعزيز موقفها التفاوضي.
وقالت مايكروسوفت إنها قد تدعو مستثمرين أمريكيين آخرين للحصول على حصص أقلية في تيك توك.
ووفقًا لرويترز فإن نحو 70% من مستثمري بايت دانس من الولايات المتحدة.
فيديو قد يعجبك: