توقعات بارتفاع أسعار السلع الغذائية في مصر مع زيادة الخامات العالمية
كتبت – شيماء حفظي:
رفعت شركة إيديتا للصناعات الغذائية أسعار اثنين من منتجاتها ما بين 25 و50%، في ظل ضغوط تضخمية تخيم على المشهد الاقتصادي العالمي، وارتفاع أسعار السلع في البورصات العالمية.
ينبئ هذا القرار بارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال الفترة المقبلة، في ظل ارتفاع أسعار الخامات ومنتجات الإنتاج، وصعود التضخم عالميًا ومحليًا.
وإيديتا من أكبر شركات الصناعات الغذائية في مصر، وهي متخصصة في صناعة الكعك والبسكويت والكرواسون، ومن أشهر منتجاتها مولتو وتوينكيز وتودو وبيك رولز وفريسكا.
وتجتاح العالم موجة غلاء، طالت أصنافا من المواد الخام والسلع إضافة إلى زيادة مطردة في أسعار الطاقة والغاز الطبيعي، وسط توقعات بموجة تضخمية خلال الفترة المقبلة، حيث ارتفعت أسعار المعادن والحبوب والزيوت والبقوليات والمحاصيل الزراعية.
وقفز معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية في مصر خلال سبتمبر إلى 8% مقابل 6.4% في أغسطس الماضي، وسط توقعات باستمرار الضغوط التضخمية لنهاية العام.
كما ارتفع معدل التضخم الشهري في سبتمبر ليسجل 1.6% لإجمالي الجمهورية مقابل معدلًا سالبًا في أغسطس بلغ 0.1%.
وقالت إيمان مرعي رئيس قطاعي المواد الاستهلاكية والرعاية الصحية في شركة العربي الأفريقي لتداول الأوراق المالية، إن الزيادة في أسعار المنتجات النهائية "قادمة لا محالة" لكن الشركات تتروى في إقرار الزيادة خوفًا من خسارة جزء من حصتها السوقية.
وأوضحت أن كافة الشركات المنتجة للسلع الغذائية تواجه ارتفاعًا في تكلفة الإنتاج لارتفاع السلع في البورصات العالمية.
وأضافت أن المدى الزمني لزيادة أسعار المنتجات سيتوقف على مدى قدرة أي شركة على استيعاب الضغوط التضخمية وطرح منتجات جديدة لديها معدلات ربحية أعلى وبالتالي تمرر من خلالها زيادة التكلفة دون أن تؤثر على الحصص السوقية في المنتجات القائمة.
وترى مرعي، أن قرار إيديتا بتحريك الأسعار متزامن مع ارتفاع أسعار السلع في البورصات العالمية مما يساهم في تعزيز معدلات الربحية للشركة، إضافة إلى أن الزيادة في أسعار المواد الخام وسعر الشحن والتأخر في سلاسل الإمدادات، جميعها عوامل تؤثر سلبًا على العملية الإنتاجية.
وأظهرت بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن أسعار الغذاء عالميا ارتفعت بنسبة 33% في أغسطس على أساس سنوي، مع ارتفاع أسعار العديد من السلع مثل الزيوت النباتية والحبوب واللحوم، لتسجل أعلى مستوياتها في 10 سنوات.
ويواجه المصنعون في العالم، زيادة في أسعار المواد الخام وسعر الشحن إضافة إلى التأخير الذي طال سلاسل الإمدادات، وفي مرحلة ما لا بد أن تمرر الشركات هذه الزيادة للمستهلك النهائي.
وتقول إيمان إن الشركات الثلاث العاملة في إنتاج الألبان والزبادي ومنتجات الجبن في مصر وهي جهينة ودومتي وعبور لاند، تواجه أيضا تحديات لارتفاع تكاليف الإنتاج وخاصة أسعار اللبن الجاف أهم مادة خام في منتجاتها، لكنها تسعى لاحتواء هذه الزيادة في التكلفة من خلال طرح منتجات جديدة بسعر يستوعب زيادة التكلفة، بما يمكن هذه الشركات من الحفاظ على حصصها السوقية الحالية.
وتظهر البيانات أن ارتفاع التضخم الشهري في سبتمبر جاء مدفوعًا بزيادة أسعار الخضروات والفاكهة واللحوم والدواجن والبيض والألبان.
وتراهن إيمان، على تحسن مبيعات هذه الشركات خلال الموسم الحالي مع عودة المدارس، لكن مع استمرار النقص في المعروض، وزيادة الطلب عالميا على المواد الخام، ستضطر الشركات المنتجة للمواد الغذائية إلى تحريك أسعار منتجاتها بما يتماشى مع استراتيجيات الشركات من حيث المفاضلة بين زيادة الربحية والحفاظ على الحصة السوقية.
وخلال العام الماضي، تأثرت مبيعات الشركات نتيجة إلغاء العام الدراسي، ضمن تداعيات أزمة كورونا، خاصة الشركات المنتجة للوجبات السريعة التي تستهلك خارج المنزل، فيما تمكنت شركات السلع الغذائية الأساسية من تحسين مبيعاتها.
وتتوقع إيمان، أن تبدأ الشركات في تعديل أسعارها بداية من مطلع العام المقبل، وفقا للمتغيرات العالمية.
فيديو قد يعجبك: