الوجه الآخر لبتكوين.. تستهلك طاقة مماثلة للأرجنتين ومضرة للبيئة
كتبت- ياسمين سليم:
تسارع صعود العملة الرقمية المشفرة الأشهر في العالم بتكوين خلال الأيام الماضية، لتصل إلى مستويات قياسية لم تصلها من قبل، لكن هذه الزيادة لها تأثير آخر على البيئة حول العالم.
وبلغ سعر بتكوين اليوم في تمام الساعة الثانية ظهرًا 57 ألف دولار، بارتفاع قدره 2.02% مقارنة بأمس.
وتلقت بتكوين الدعم من عدد من المؤسسات والشركات العالمية ورجال الأعمال خلال الفترة الأخيرة بما دعم استمرارها في الصعود الذي بدأته في عام 2020 تزامنا مع تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد.
ورغم كل هذا الصعود إلا أن بتكوين لا تخلو من المشكلات إذا تعتبرها البنوك المركزية حول العالم غير قانونية وليس لها أساس مالي، بجانب هذا تعتبر غير صديقة للبيئة.
مستهلكة للطاقة
"تستهلك بتكوين كهرباء سنويًا أكثر مما تستهلكه الأرجنتين بأكملها"، هكذا يخلص تحليل لجامعة كامبريدج.
ويشير التحليل المنشور على موقع جامعة كامبريدج إلى أن تعدين العملة المشفرة متعطش للطاقة.
ويعرف بعملية التعدين أنه إجراء معادلات رياضية بواسطة حواسب آلية ذات قدرات عالية جدًا مما يجعلها مستهلكة أكبر للكهرباء.
ووفقًا لتحليل كامبريدج فإن بتكوين تستهلك حوالي 121.36 تيرا واط/ساعة في السنة من الكهرباء، ولا يرجح البحث أن تنخفض هذه الكمية ما لم تنخفض قيمة العملة.
ويوفر ارتفاع السعر حافزًا أكبر لعمال تعدين بتكوين لتشغيل المزيد والمزيد من الآلات واستهلاك كهرباء أكبر.
ولو كانت بتكوين دولة لكانت ضمن أكبر 30 دولة مستهلكة للطاقة حول العالم، كونها تستهلك طاقة أكبر من الأرجنتين.
ويمكن للطاقة المستخدمة في تعدين بتكوين أن تشغل كل "غلايات المياه" في المملكة المتحدة لمدة 27 عامًا، وفقًا لما تشير له أرقام كامبريدج.
كما يمكن لكمية الكهرباء المستهلكة كل عام بواسطة الأجهزة المنزلية التي تعمل دائمًا في الولايات المتحدة، تشغيل شبكة بتكوين بأكملها لمدة عام.
كما تتمتع بتكوين بانبعاثات كربونية مماثلة لتلك الموجودة في نيوزيلندا، حيث تنتج 36.95 ميجا طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وفقًا لمؤشر استهلاك الطاقة لبتكوين والتابع Digiconomist، وهو أداة عبر الإنترنت أنشأها عالم البيانات أليكس دو فاريا.
ومنذ أسبوعين أعلنت شركة تسلا للسيارات الكهربائية، أنها اشترت عملة بتكوين بقيمة 1.5 مليار دولار، لزيادة التنويع وتعظيم العوائد على أموالها، كما ستبدأ في قبول المدفوعات بعملة مقابل منتجاتها، وفقا للقوانين المعمول بها، في البداية على أساس محدود.
وعرض هذا الخبر مالك تسلا، إيلون ماسك، لانتقادات حادة، لأن شركته تصنف نفسها بأنها صديقة للبيئة لأنها تنتج سيارات تعمل بالطاقة الكهربائية وليس الوقود.
ووصف ديفيد جيرارد، مؤلف كتاب Attack of the 50 Foot Blockchain، هذا القرار بأن ماسك ألقى بعيدًا بالكثير من العمل الجيد الذي قامت به شركته لتعزيز انتقال الطاقة".
وقال لموقع بي بي سي إنه أمر سيئ للغاية أن يتم إهدار كل هذه الطاقة حرفيًا في اليانصيب.
فيديو قد يعجبك: