إعلان

من ورق التواليت للقهوة.. كيف تأثرت إمدادات السلع بإغلاق قناة السويس؟

11:32 ص الأحد 28 مارس 2021

قناة السويس

كتبت-ياسمين سليم:

أدى توقف حركة الملاحة البحرية في قناة السويس، جراء حادث جنوح سفينة "إيفر جيفن" في القناة، إلى اضطراب سلاسل إمدادات السلع حول العالم، ليلقى مزيدًا من الضغوط على التجارة العالمية التي تعاني أصلًا من تداعيات فيروس كورونا.

وتعطلت حركة قناة السويس منذ يوم الثلاثاء الماضي، بعدما جنحت سفينة "إيفر جيفن" عن مسارها، مما دفع هيئة قناة السويس إلى تعليق حركة الملاحة في القناة مؤقتاً يوم الخميس الماضي.

وتسبب تعطل الملاحة في تكدس السفن على مداخل ومخارج القناة وبعرض البحر، وقدر الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، عدد السفن الذي تنتظر المرور من القناة بنحو 321 سفينة.

وأدى تكدس السفن إلى اضطراب في إمدادات السلع حول العالم، وتوقعات بتأخر موعد تسليم هذه السلع إلى الجهة التي تقصدها.

من ورق التواليت إلى النسكافية

وذكر موقع بيزنس إنسايدر أن الزحام حول قناة السويس قد يتسبب في نقص في عدد من السلع منها ورق التواليت والقهوة والأثاث وغيرها من السلع المستوردة.

وبحسب تحليل في جريدة وول ستريت جورنال فإن تداعيات وقف الملاحة قد ينشر الاضطراب عبر شرايين الاقتصاد العالمي، مما يؤثر على تدفق النفط والمواد الكيميائية والملابس وخام الحديد والسلع المصنعة.

ويمر نحو 12% من إجمالي التجارة العالمية عبر قناة السويس، وتمثل صادرات النفط الخام والمكرر والغاز بين 5 إلى 10% من الشحنات العالمية.

وتتوزع بقية البضائع بين مواد استهلاكية وقطع الغيار والتصنيع للسيارات والملابس وغيرها.

وتقدر شركة أخبار وبيانات الشحن العالمية "لويدز ليست" حركة المرور المتجهة غربًا لقناة السويس بنحو 5.1 مليار دولار في اليوم، وحركة المرور المتجه شرقًا 4.5 مليار دولار في اليوم.

ويبلغ قيمة البضائع المتأثرة من توقف حركة الملاحة في قناة السويس 400 مليون دولار في الساعة، وفقًا لويدز ليست.

وقال لارس جنسن، خبير شحن الحاويات المستقل المقيم في الدنمارك، لشبكة إن بي سي نيوز إن "توقف الملاحة يؤثر بشكل أساسي على أي شيء تراه في المتاجر".

وكانت الشركات تعاني من نقص في الإمدادات بسبب جائحة فيروس كورونا، قبل حادث جنوح السفينة.

ونقلت وكالة بلومبرج عن شركة سوزانو إس إيه، إحدى أكبر منتجي لُب الخشب المستخدم في صناعة ورق التواليت، قولها إن ازدحام قناة السويس من المحتمل أن يؤخر شحنات لب الخشب، ونتيجة لذلك سيؤثر على توفر ورق التواليت في المتاجر.

وشركة سوزانو، مسؤولة عن حوالي ثلث لب الخشب المستخدم في صناعة ورق التواليت على مستوى العالم، وذكرت بلومبرج أن المنافسة على حاويات الشحن من المحتمل أن تؤخر شحنات سوزانو لمدة شهر على الأقل.

واعتاد بعض الناس على تخزين ورق التواليت خلال أزمة فيروس كورونا، لكن الآن قد يواجهون موقفًا مشابهًا لما حدث منذ عام عندما كان هناك أزمة في توافر ورق التواليت.

وتوقعت بلومبرج أن ترتفع أسعار ورق التواليت نتيجة لتأخر الإبحار في الموانئ حتى خارج قناة السويس مما يرفع أسعار الشحن.

وقد يلقى الزحام حول قناة السويس بتداعياته على فنجان القهوة من نوع "نسكافيه" الصباحي للعديد من سكان العالم.

وبحسب بلومبرج فإن الزحام حول قناة السويس أدى إلى منع حاويات الشحن المليئة بنوع القهوة سريعة الذوبان المستخدمة في النسكافيه.

وتتوقع بلومبرج أن يكون النقص في القهوة أكثر حدة في أوروبا، لكن قد يتردد صداها في جميع أنحاء العالم، حيث يمنع الممر المائي الشحنات الرئيسية بين فيتنام وأوروبا.

وقال التقرير إن الحظر قد يؤثر قريبًا على توافر القهوة في المتاجر والمقاهي، خاصة بالنظر إلى أن شركات القهوة كانت تشعر بنقص حاويات الشحن خلال الأشهر القليلة الماضية.

وقالت رافائيلية هيمرلين، رئيسة الخدمات اللوجستية في شركة Sucafina SA لتجارة القهوة السويسرية للوكالة "هل يمكن للمحامص أن تتحمل تأخير أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع؟ ربما لا.. لا أعتقد أن لديهم المخزون الاحتياطي الذي يكون لديهم عادة".

وبحسب بيزنس إنسايدر فإن قطاع الأثاث، الذي يعاني تأخر مواعيد التسليم منذ عدة أشهر، بسبب مشاكل في الشحن، سيكون معرض لتفاقم مواعيد التأخير بسبب الازدحام في الموانئ بعد تعطل قناة السويس.

تأثر صادرات العالم

ووفقًا لما ذكره جون مونرو، مستشار التجارة البحرية واللوجستيات لشبكة CNBC العالمية فإن تعطل الملاحة سيؤثر على وصول الواردات الأمريكية ومكونات التصنيع بسبب نقص الحاويات.

وتشير بيانات وول ستريت جورنال أن الاقتصاد الأوروبي هو الأكثر اعتمادًا على قناة السويس، لكن الاقتصاد الأمريكي سيتأثر هو الآخر.

وقال مونرو "قبل تعطل قناة السويس، كنا نتوقع أن يزداد وضع الحاويات سوءًا في أبريل لأننا كنا نشهد بالفعل ندرة في الحاويات"، مشيرًا إلى أن إغلاق القناة هذا لن يساعد، وسنبدأ في رؤية المنتج يتراكم على أرضيات المصنع.

وكانت أسعار شحن البضائع عالميًا قفزت خلال الأسابيع الماضية لتصل إلى مستويات غير مسبوقة، مسببًا أزمة عالمية في مجال الشحن.

وبحسب وول ستريت جورنال فإنه حتى بعد العودة إلى العمليات الطبيعية في الملاحة في غضون أسبوع أو نحو ذلك من شأنه أن يترك سلاسل التوريد تكافح من أجل العمل من خلال تراكم البضائع.

اقرأ أيضًا:

في أرقام.. تأثير قناة السويس على حركة التجارة العالمية

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان