ارتفاع صادرات النباتات الطبية والعطرية.. وتوقعات بتوسع مصر في هذا المجال
كتبت- نرمين إبراهيم:
أظهرت بيانات المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، أن صادرات مصر من النباتات الطبية والعطرية سجلت زيادة خلال العام المالي الماضي بنسبة 4% من حيث القيمة، و1% من حيث الكمية مقارنة بما كانت عليه في عام 2018-2019.
وبحسب بيانات المجلس، صدرت مصر نحو 48 ألف طن من النباتات الطبية والعطرية بقيمة نحو 81.1 مليون دولار خلال الموسم التصديري السابق والذي بدأ في سبتمبر 2019 وانتهى بنهاية أغسطس 2020.
وتصدرت الولايات المتحدة الأمريكية الدول المستقبلة لصادرات مصر من النباتات الطبية والعطرية المصرية من حيث الكمية بنحو 7 آلاف طن بنسبة 15% من إجمالي كمية هذه الصادرات خلال العام الماضي بقيمة وصلت إلى 14 مليون دولار.
بينما حققت ألمانيا الصدارة بين الدول المستقبلة لهذه الصادرات العام الماضي ولكن من حيث القيمة بنحو 14.9 مليون دولار بنسبة 18% من إجمالي القيمة وذلك عن كمية بلغت نحو 6.7 ألف طن.
وجاءت الجزائر في المركز الثالث من حيث الكمية بنحو 3.4 ألف طن بنسبة 7% من الإجمالي بقيمة 5.3 مليون دولار، ثم بنجلاديش بكمية نحو 2.8 ألف طن بنسبة 6% من الإجمالي بقيمة 2.8 مليون دولار، ثم ليبيا بكمية نحو 2.6 ألف طن بنسبة 5% من الإجمالي بقيمة 1.8 مليون دولار.
واستحوذت الدول الخمسة بالإضافة إلى تونس على أكثر من الكميات المصدرة من النباتات الطبية والعطرية المصرية خلال العام الماضي، بحسب بيانات المجلس التصديري.
واستحوذت بذور اليانسون على نحو 42% من إجمالي كمية النباتات الطبية والعطرية المصرية المصدرة العام الماضي متصدرة الترتيب بين هذه النباتات، حيث بلغت هذه الكمية نحو 20.1 ألف طن بقيمة 26.5 مليون دولار تمثل حوالي ثلث إجمالي قيمة هذه الصادرات.
وجاءت صادرات الكركديه في المركز الثاني بكمية نحو 6.7 ألف طن بنسبة 14% من الإجمالي بقيمة نحو 11.5 مليون دولار بنسبة 14% أيضا من إجمالي القيمة.
وفي المركز الثالث جاء المحلب الطازج بكمية صادرات نحو 3.9 ألف طن بنسبة 8% بقيمة 10.7 مليون دولار، ثم ورق النعناع بكمية 2.8 ألف طن بنسبة 6% من الإجمالي بقيمة نحو 5.1 مليون دولار، ثم البردقوش بكمية 2.6 ألف طن بنسبة 5% بقيمة 4.2 مليون دولار.
وتتمثل أهم النباتات المصدرة الأخرى في بذور الريحان، وبذور الكمون، وبذور الحبة السوداء، والبهارات والتوابل الأخرى، وبذور العصفر، والحناء، والشيح البلدي، وبذور الكزبرة، وغيرها من الأصناف.
وقال الدكتور أيمن محمود حمودة، أستاذ النباتات الطبية والعطرية ومدير معهد بحوث البساتين، لمصراوي، إن مصر تعتبر من أهم الدول المنتجة والمصدرة للنباتات الطبية والعطرية من بين أبرز الدول الأخرى والتي تصدر هذه النباتات والتي تتضمن الهند، والصين، وإندونيسيا، وأمريكا.
وأضاف حمودة أن فرنسا، التي تعتبر أحد مراكز صناعة العطور الفاخرة عالميا، تعد من أهم الدول المستوردة للزيوت العطرية المصرية وبالأخص "عجينة الياسمين، وزيت الياسمين" التي تستخدم في صناعة أفخم العطور، ثم يليها أمريكا وسويسرا واليابان في هذه الأنواع من الزيوت.
وذكر أنه يتم تصدير "عجينة الثوم" المصرية إلى فرنسا وألمانيا، وعجينة أزهار نبات "الفُتنة" إلى فرنسا فقط، وزيت "العتر" إلى فرنسا وإنجلترا وسويسرا.
ويتواجد بمصر أكثر من 30 نوعا من النباتات الطبية والعطرية التي تزرع بصورة اقتصادية، بحسب مدير معهد بحوث البساتين.
وتعتبر محاصيل الحبوب العطرية (الكزبرة والكمون والشمر والينسون والكراوية والشبت وحبة البركة من أهم محاصيل النباتات الطبية والعطرية وتمثل حوالي 60% من مساحة النباتات الطبية والعطرية في مصر والتي تبلغ مساحتها حوالي 80 ألف فدان (0.8% من مساحة مصر الزراعية)، وفقا لحمودة.
وأشار حمودة إلى أن محافظات الوجه القبلي تستحوذ على حوالي 81% من إجمالي مساحة النباتات الطبية والعطرية، حيث تستحوذ المنيا وحدها على 34% من إجمالي المساحة، ثم الفيوم بنسبة 20%، ثم بني سويف 17%، ثم أسيوط 10%.
أما المحافظات الأخرى التي تمثل نسبة 19% الباقية من المساحات المزروعة بهذه النباتات تتضمن البحيرة، وأسوان، وشمال سيناء، والجيزة، والمنوفية، والغربية، ومطروح، بحسب حمودة.
وتوقع حمودة أن تتوسع مصر في المساحات المزروعة بالنباتات الطبية والعطرية وزيادة الإنتاج منها وذلك لمواجهة الطلب المتزايد عليها من الدول المستوردة.
وطالب حمودة بضرورة النظر إلى هذا المورد الهام برؤية جديدة، بحيث لا تتوقف القيمة الاقتصادية للنباتات الطبية والعطرية على كونها محصولاً تصديرياً داعماً للدخل القومي، بل يتعدى إلى كونها مشروعا اقتصاديا متكاملا يفتح المجال لإقامة العديد من الصناعات التي ترتبط بهذه المنتجات الزراعية، مما يساهم في توفير فرص عمل كبيرة للشباب.
وأكد أن مصر تمتلك مقومات التوسع في هذا المجال لاسيما أن النباتات الطبية تدخل في صناعة الدواء ومصر أنشأت مؤخرا مدينة الدواء بمحافظة القليوبية، والتي تعتبر من أكبر المدن الدوائية في الشرق الأوسط، فضلا التوجهات الرئاسية بزيادة حجم الصادرات المصرية إلى 100 مليار دولار سنويا خلال الأعوام المقبلة.
وأشار حمودة إلى أن مصر لديها مقومات مبشرة لتحقيق نجاح في زراعة هذه النوعية من المحاصيل في مناطق الاستصلاح الجديدة، وهي غالبا البيئة الطبيعية لهذه المحاصيل والتوسع الأفقي خاصة في المشروعات الاستثمارية الكبرى في المناطق الجديدة.
وأوضح أن التنوع المناخي في مصر خاصة في المناطق المعتدلة شمالا إلى المناطق الجافة شبه الحارة جنوبا، مع توفر أنواع مختلفة من الأراضي، يمكن أن يساهم في زراعة العديد من النباتات الطبية والعطرية على مدار السنة وبالأخص في الوقت الذي لا تتمكن الدول الأوروبية من الزراعة فيه بسبب الثلوج.
فيديو قد يعجبك: