الرقابة المالية تبحث سبل تطوير نشاط تمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة
كتب- مصطفى عيد:
عقد الدكتور إسلام عزام، نائب رئيس هيئة الرقابة المالية، مع أعضاء اللجنة الاستشارية لنشاط تمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بمشاركة مجلس إدارة الاتحاد المصري لتمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، افتراضيا عبر شبكة الإنترنت، بحسب بيان من الرقابة المالية اليوم الثلاثاء.
وشهد الاجتماع بحث سبل تذليل العقبات ومقترحات تطوير نشاط تمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في ضوء ما تُمثله تلك المشروعات من أهمية قصوى للدولة المصرية، وما تحقق من استفادة نحو 3.1 مليون مواطن من نشاط التمويل متناهي الصغر، وبما يسهم في تحقيق مستهدفات محاور التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وفقاً لرؤية مصر 2030، بحسب البيان.
وأوضحت هيئة الرقابة المالية أن ذلك يأتي استكمالا للقاءات الدورية التي تبادر الهيئة بتنظيمها للتواصل مع قطاعات الأنشطة المالية غير المصرفية المتعددة، وبحضور إداراتها المتخصصة.
وكشف عزام عن أن فعاليات الاجتماع شهدت الاستماع لمطالب ممثلي الجمعيات والمؤسسات الأهلية وشركات التمويل متناهي الصغر المرخص لها بمزاولة النشاط من الهيئة.
وأوضح أن الاجتماع شهد أيضا الاستماع لمقترحات ممثلي القطاع المصرفي والمعنيين بقضايا النشاط سواء من حيث تيسير التمويل اللازم للجهات المرخصة من الهيئة لمزاولة هذا النشاط، وتقديم التمويل بصورة مباشرة لشرائح العملاء المستهدفة من المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
وقال عزام إن من أولويات تلك المطالب بحث معوقات تطبيق ونشر ثقافة الدفع غير النقدي لدى عملاء النشاط وبشكل خاص من أصحاب المشروعات متناهية الصغر للتوافق مع متطلبات قانون تنظيم استخدام وسائل الدفع غير النقدي رقم 18 لسنة 2019، مع تيسير سبل تقديم التمويل الرقمي في النشاط وتفعيل آليات التوقيع الإلكتروني.
وأضاف أن بين هذه المطالب أيضا أهمية تفعيل مبادئ التمويل المسؤول لدى المؤسسات العاملة في النشاط والذي يساعد في تعزيز الشمول المالي من خلال توفير التمويل الملائم لجميع فئات المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وضمان تحقيق العدالة والتنافسية بين جهات التمويل.
وذكر عزام أن ذلك ينعكس على تعظيم المنافع التي يحصل عليها العملاء من فاعلية في الإجراءات وكفاءة التنفيذ لمنتجات التمويل المختلفة.
كما حرص نائب رئيس الهيئة على مناقشة أمور لها أبعاد استراتيجية على معدلات نمو النشاط تمثلت في أهمية العمل على تطوير حوافز لجهات التمويل، وبما يدفعها نحو استمرار وزيادة تقديم خدمات تمويل المشروعات متناهية الصغر في الأماكن الجغرافية التي تعاني من الافتقار الملموس لتواجد منافذ الخدمات المالية الملائمة لاحتياجات المواطنين القاطنين بها، والعمل على تعددها، بحسب البيان.
وبحث المشاركون في الاجتماع كذلك دعم تطوير منتجات تمويلية تناسب الاحتياجات التنموية للمناطق الريفية، والمحافظة على معدلات دوران ملائمة للموارد البشرية في النشاط بما يساعد على استمرار كفاءة البناء المؤسسي لجهات التمويل بمختلف فئاتها.
ووعد عزام بأنه سيمضي قُدُماً نحو تذليل تلك الأمور، وفي الوقت نفسه حَثَ الحاضرين على أهمية استمرار التوجه نحو مصادر التمويل غير التقليدية لتخفيض تكلفة التمويل، كالتوجه لزيادة عمليات التوريق لمحافظ نشاط تمويل المشروعات متناهية الصغر والتي بدء تفعيلها في العام الماضي.
كما حثهم على تنشيط التعامل مع صناديق الاستثمار في القيم المالية المنقولة واستثمار المجهودات المبذولة من قبل الهيئة لدى الجهات المختصة بوزارة المالية لتوضيح طبيعة هذه الصناديق ودورها، وما يتبعه ذلك من إعفاءها من ضريبة القيمة المضافة بما يجعلها مصدراً ملائماً لتوفير الأموال بتكلفة ملائمة لجهات تمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
وترتكز آلية عمل صناديق الاستثمار المتخصصة على الاستثمار في القيم المالية المنقولة الأخرى من خلال حوالة كُل أو جزء من محفظة الحقوق المالية الآجلة المملوكة لمؤسسات التمويل والناشئة عن مزاولتها نشاط التمويل غير المصرفي في أي من المجالات الخاضعة لرقابة وإشراف الهيئة بما يمكنها من الحصول على القيمة الحالية للأقساط المستحقة على عملائها.
وأشار نائب رئيس الهيئة إلى ما تطرق إليه الاجتماع من الحاجة لوجود آلية جديدة تتيح إمكانية إبرام اتفاقيات وكالة أو شراكة بين مؤسسات التمويل متناهي الصغر مع البنوك، وتستهدف جمع مدخرات عملاء المشروعات متناهية الصغر طرف المؤسسات وإيداعها في البنوك.
وأوضح أن ذلك ينعكس على تخفيض تكلفة مصادر الأموال لدى جهات التمويل متناهى الصغر ومن ثم انخفاض ملموس في كلفة التمويل على العملاء في نهاية المطاف.
كما أكد عزام اهتمام الهيئة الدائم بدعم نشاط تمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ومساندة جهات التمويل المرخصة من الهيئة خاصة أنه نشاط حديث التنظيم في إطار القانون رقم 141 لسنة 2014.
وأشار إلى إيلاء الهيئة العناية اللازمة بشأن دراسة كل المقترحات الواردة وبحث الحلول الملائمة لها لوضعها موضع التنفيذ في أقرب وقت ممكن، وحث المشاركين على موافاة الهيئة خلال الفترة القادمة بأي حلول أخرى طرفهم للقضايا التي تم إثارتها خلال الاجتماع أو غيرها من مستجدات الصناعة.
وقالت هيئة الرقابة المالية إنه رغم ما تمر به السوق المحلية كسائر الأسواق العالمية من تحديات صعبة نتيجة لجائحة فيروس كورونا المستجد، فإن أداء نشاط تمويل المشروعات متناهية الصغر في القطاع المالي غير المصرفي حافظ على الاستقرار و النمو.
وبلغ حجم التمويل الممنوح من الشركات والجمعيات والمؤسسات الأهلية للمشروعات متناهية الصغر بنهاية عام 2020 نحو 19.3 مليار جنيه مقارنة بـ 16.5 مليار جنيه في نهاية عام 2019 وبمعدل نمو قدره 17%، واستفاد منه نحو 3.1 مليون مستفيد وكانت حصة المرأة منهم نحو 62%، بحسب الهيئة.
كما صدر القانون رقم 201 لسنة 2020 فى 13 أكتوبر 2020 والخاص بتعديل بعض أحكام القانون رقم 141 لسنة 2014 والذي استهدف توسعة نطاق مظلة خدمات قطاع التمويل غير المصرفي لتشمل تمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة، بالإضافة إلى المشروعات متناهية الصغر.
وأصدرت هيئة الرقابة المالية خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2020 كافة القواعد والإجراءات المنظمة للترخيص بمزاولة النشاط الجديد وممارسته وفق أفضل الممارسات، ومن المرتقب أن يسفر ما تقدم عن تيسير قدرة الفئات المستهدفة من المشروعات المتوسطة والصغيرة في الوصول إلى وسائل التمويل المختلفة في القطاع المالي غير المصرفي، بحسب البيان.
فيديو قد يعجبك: