لماذا ترتفع أسعار العملات الرقمية الصغيرة رغم استقرار بيتكوين؟

كتب- مصطفى عيد:

هناك عدد من العملات الرقمية المشفرة التي لا تحظى بنفس شهرة العملة الرقمية الأكبر بيتكوين، ولكنها نجحت في لفت الأنظار إليها بشدة خلال الفترة الأخيرة، وشهدت ارتفاعات كبيرة في أسعارها خلال الفترة الأخيرة وهو ما جذب المزيد من المستثمرين إليها.

ووسط هذه الارتفاعات الملحوظة شهدت أسعار بعض هذه العملات الرقمية تسجيل مستويات قياسية جديدة بما زاد في النهاية من حجم القيمة السوقية للعملات الرقمية وانعكس أيضا بالسلب على حصة بيتكوين من هذه السوق.

ومن أبرز هذه العملات التي شهدت تألقا خلال الفترة الأخيرة عملة إيثريوم التي حققت مستويات قياسية جديدة منذ بداية الشهر الجاري وذلك بدءا من مستوى 3 آلاف دولار وحتى فوق مستوى 4350 دولارا، لتصل حاليا إلى نحو 4300 دولار مرتفعة بنحو 29% خلال الأسبوع الأخير، ونحو 483% منذ بداية العام.

وتدور القيمة السوقية لعملة إيثريوم حول حدود مستوى نصف تريليون دولار حاليا لتكون العملة الثانية التي تصل إلى هذا المستوى بعد بيتكوين التي تصل القيمة السوقية لها حاليا إلى حدود تريليون و58 مليار دولار بنسبة 41.9%، وذلك مع تسجيل سعر نحو 56.4 ألف دولار حيث تستقر عند قرب هذه المستويات وسط تعاملات متذبذبة منذ فبراير الماضي.

ومن بين هذه العملات أيضا عملة دوجكوين المثيرة للجدل والتي تحولت من "مزحة" استهدف مطلقيها بها السخرية من العملات الرقمية في عام 2013 إلى نجم صاعد في سوق العملات المشفرة، محتلة المركز الرابع بين العملات الأكبر من حيث القيمة السوقية.

وساهم الدعم القوي لهذه العملة من الملياردير الأمريكي إيلون ماسك خلال الشهور الأخيرة، خاصة من خلال ما يكتبه على حسابه على موقع تويتر عنها خلال مرات عدة، في الصعود الكبير الذي حققته العملة خلال الفترة الأخيرة.

وارتفعت عملة دوجكوين الرقمية بنسبة 113% خلال الأسبوع الأول تقريبا من شهر مايو الجاري لتصل إلى نحو 70 سنتا، وذلك قبل أن تتراجع بقوة إلى حدود 46 سنتا بعد تصريحات ماسك عنها في أحد البرامج التليفزيونية واصفا إياها بأنها صخب، وذلك قبل أن تستقر بالقرب من 50 سنتا حاليا مسجلة زيادة منذ بداية الشهر بنحو 52%، ومنذ بداية العام بنحو 900%.

ومن بين العملات الرقمية المعروفة الأخرى التي شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال الأسبوع الأخير عملة بيتكوين كاش التي صعدت بنسبة 42.6% مسجلة نحو 1525 دولارا، وأيضا عملة لايتكوين التي ارتفعت بنسبة 18% خلال الأسبوع الأخير مسجلة نحو 384 دولارا.

وكانت إحدى العملات الرقمية التي فجرت مفاجأة بأدائها خلال الأسبوع الأخير هي عملة شيبا التي سجلت ارتفاعا بنسبة 1622% بسعر 0.00295 سنت حاليا.

لماذا ترتفع العملات الرقمية الصغيرة في الأسابيع الأخيرة؟

هناك عدة أسباب للارتفاعات الملحوظة خلال الفترة الأخيرة للعملات الرقمية الصغيرة، مغردة بعيدا عن أداء بيتكوين، منها ما يتعلق بشكل خاص بعدد من هذه العملات، مثل ما يتعلق بعملة إيثريوم التي يراهن المستثمرون على أنها سيكون لها فائدة أكبر في نظام مالي مستقبلي لا مركزي، بحسب ما ذكرته مؤخرا وكالة رويترز.

ومن بين الأسباب الخاصة ببعض هذه العملات الدعم القوي الذي تحظى به عملة دوجكوين من رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك.

كما أن هناك أسبابا أخرى عامة تتعلق بأوضاع السوق والمستثمرين خلال الفترة الأخيرة ومنها ما ذكره الحسن علي بكر، كبير محللي الاقتصاد في شركة "ايفيست" لمصراوي.

وقال الحسن علي بكر إن الأسواق المالية تتحرك بشكل جماعي وهناك ترابط كبير بينها، وفي سوق العملات الرقمية هناك العديد من العملات التي تصعد أو تنخفض بشكل جماعي حتى لو لم يكن هناك مستجدات تتعلق بإحداها تفسر التحرك في السعر.

وأضاف أن سبب ظهور بعض العملات الرقمية الصغيرة وجذبها للانتباه بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة هو وجود بعض التجارب التي تم من خلالها سابقا تحقيق مكاسب ضخمة جداً مثل تجربة بيتكوين التي ارتفعت من سنتات بسيطة لحدود 60 ألف دولار.

وتابع: "بدأ المستثمرون يفتشون عن فرص استثمارية في مناطق أخرى والبعض لجأوا بدون أي دراسة لمجموعة من العملات الصغيرة التي يأملون فيها أن تسجل ارتفاعات سريعة وقوية مثلما حدث مع بيتكوين".

كما أن وصول بيتكوين لمستوى مرتفع للغاية خفض من احتمالية استمرار الارتفاع الماراثوني في أسعاره مثلما كان يحدث من قبل، وهو ما جعل المستثمرين يبحثون عن عملات أخرى لم تصل إلى مستويات مرتفعة حتى الآن من أجل تحقيق مكاسب كبيرة منها، بحسب بكر.

وتوقع بكر استمرار حدوث تحركات حادة في العملات الرقمية خاصة الصغيرة خلال الفترة المقبلة لأنها ترتبط بعوامل نفسية أكثر منها تتعلق بالتحليل وهو ما حدث مع دوجكوين عند حديث ماسك بشكل ساخر عنها في برنامج "SNL".

وذكر الحسن بكر أنه قد لا يكون هناك استمرارية في ارتفاع أسعار العملات التي شهدت طفرة في مستوياتها خلال الفترة الأخيرة لأن أي تحرك ملحوظ سيدفع المضاربين للبيع بشكل كبير وهو ما قد يعرضهم لخسائر مرتفعة جدا عند التخلص من هذه العملات بسبب البيع العشوائي.

وأضاف أنه في هذه الحالة تتراجع شهية الإقبال على العملات عالية المخاطرة، ولكنها تعود مرة أخرى بعد فترة ولكن مع اختلاف أنواع العملات المستثمر بها.