بعد فشل اجتماع أوبك+.. سوق النفط عالق والأسعار عرضة للارتفاع
كتبت- ياسمين سليم:
ترك انهيار اجتماع أوبك+ بشأن تحديد مستويات الإنتاج في الفترة المقبلة، سوق النفط عالقًا، مما يهدد بنقص الإمدادات وارتفاع الأسعار مستقبلا، وفقا لتقرير لوكالة بلومبرج.
وألغت مجموعة الدول المصدرة للنفط وحلفاؤها أو ما يعرف ب (أوبك+) اجتماعا كان مقررًا له أمس لتحديد إنتاج النفط في شهر أغسطس والاتفاق على مستقبل الإنتاج في الفترة المقبل، ولم تحدد المجموعة موعدا جديدا للاجتماع.
وكانت "أوبك+"، أجلت اجتماعها للبت في إنتاجها من النفط في أغسطس المقبل، لأمس، مع عدم توصلها لحل خلال اجتماعاتها في نهاية الأسبوع الماضي.
وصوتت المجموعة الأسبوع الماضي على زيادة الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميًا من أغسطس إلى ديسمبر 2021 وتمديد التخفيضات المتبقية حتى نهاية 2022 بدلًا من أبريل 2022.
لكن الإمارات وهي عضوة في منظمة أوبك وافقت على ضخ مزيد من النفط في السوق لكنها رفضت عدم تمديد التخفيضات.
وهذه ليست المرة الأولى التي تعترض الإمارات على تمديد خفض إنتاج النفط، حيث نشب خلاف بينها وبين بقية دول الأعضاء في ديسمبر الماضي لنفس السبب.
وقفزت أسعار خام برنت متخطية حاجز 77 دولارًا لأول مرة منذ أكتوبر 2018،بعد إلغاء اجتماع أوبك+، وواصلت الصعود اليوم لتسجل 77.33 دولار للبرميل، فيما سجلت أسعار خام النفط الأمريكي 76.32 دولار للبرميل، وهو أعلى سعر منذ 2014.
وكانت المجموعة اتفقت على تخفيضات قياسية للإنتاج بنحو 10 ملايين برميل يوميا، بدءا من مايو 2020، وكان من المقرر التخلص التدريجي من هذا الاتفاق بحلول نهاية أبريل 2022.
وبحسب محللون نقلت بلومبرج آرائهم فإن سعر خام برنت سيرتفع إلى ما بين 80 و90 دولارًا للبرميل في القريب مع عدم التواصل للاتفاق مع مجموعة أوبك+ وعدم تطبيق زيادة الإنتاج المقررة بداية من أغسطس بسبب عدم التوصل للاتفاق.
وقال المحلل جيوفاني ستونوفو، في بنك استثمارUBS السويسري في مذكرة إنه مع عدم وجود المزيد من المعروض من النفط من أوبك+ ، فمن المرجح أن يشهد سوق النفط مزيدًا من التشديد وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع خام برنت إلى 80 دولارًا للبرميل بحلول سبتمبر.
ويعتبر ستونوفو أنه لا يزال بإمكان التحالف التوصل إلى اتفاق، بالنظر إلى احتمال استمرار المفاوضات بين الدول الأعضاء.
ويرى وارين باترسون، رئيس استراتيجية السلع في ING بسنغافورة، إنه إذا أبقت المجموعة على الإنتاج دون تغيير في أغسطس، فمن المفترض أن يصعد بأسعار النفط، لكن احتمالية أن يحافظ الأعضاء بالفعل على استقرار الإنتاج ليست عالية جدًا.
ويضع باترسون أكثر من احتمال لما سيحدث الأيام المقبلة ويقول إنه من المحتمل أن يبدأ الأعضاء في ضخ المزيد من البترول، كما أن هناك احتمال لوقوع حرب أسعار مثل العام الماضي، لكن جميع المعنيين سيحاولون تجنب ذلك.
ويتوقع محللون في سيتي بنك أن يخترق خام برنت حاجز 80 دولارًا للبرميل في وقت أقرب مما كان متوقعًا في أعقاب انهيار محادثات أوبك +.
وقالوا في مذكرة بحثية إن أسعار النفط فوق هذا المستوى من شأنها أن تعرقل بشدة الانتعاش الاقتصادي الجاري الآن، لا سيما في الأسواق الناشئة.
ويتوقع فريدون فشاركي، رئيس مستشار الصناعة في مؤسسة FGE المعنية بالطاقة إن يبلغ سعر النفط بين 85 إلى 90 دولارًا للبرميل ما لم يتم زيادة الإنتاج قريبًا.
ويتوقع أن تحدث تسوية لهذه الأزمة في خلال أسبوع إلى الثلاثة أسابيع القادمة، على الرغم من أنه من المرجح أن ترتفع الأسعار حتى يحدث ذلك.
وقال المحللان هيليما كروفت وكريستوفر لوني، من آر بي سي كابيتال ماركتس في مذكرة إنه على الرغم من التقارير عن استمرار المحادثات عبر القنوات الخلفية، فمن المرجح أن تتزايد التساؤلات حول التزام الإمارات بالبقاء في أوبك في الأيام المقبلة.
ووفقًا لمحللة أسواق النفط في Rystad Energy لويز ديكسون في مذكرة فإن عدم الاتفاق الذي يبقي الإنتاج دون تغيير بعد يوليو ليس النتيجة التي يريدها أي من أعضاء أوبك+.
وأوضحت أن السوق قد يشهد تصحيحًا فوريًا للأسعار إذا وافقت أوبك+ في النهاية على زيادة الإنتاج بأكثر من 500 ألف برميل يوميًا في أغسطس.
فيديو قد يعجبك: