لماذا ارتفعت أسعار البترول إلى أعلى مستوياتها في 7 سنوات؟

كتب- مصطفى عيد:

واصلت أسعار البترول ارتفاعها خلال تعاملات اليوم الثلاثاء متجاوزة مستوى 87 دولارا للبرميل لخام برنت لتصل إلى أعلى مستوياتها في نحو 7 سنوات.

وبحسب شبكة سي إن بي سي، سجلت أسعار خام البترول برنت خلال تعاملات اليوم 87.60 دولار للبرميل في الساعة الواحدة و45 دقيقة ظهرا بتوقيت القاهرة بنسبة ارتفاع 1.28% مقارنة بختام تعاملات أمس الاثنين، لترتفع لأعلى مستوى منذ عام 2014.

وزاد بذلك سعر برميل البترول منذ بداية العام بنحو 8 دولارات وسط توقعات باحتمالية وصوله فوق مستوى 100 دولار للبرميل في وقت لاحق من هذا العام، بحسب ما نقلته وكالة رويترز اليوم عن محللون ببنك جولدمان ساكس.

ويعود الارتفاع الأخير في أسعار البترول اليوم إلى التوترات الأمنية والسياسية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط بعد هجوم جماعة الحوثي اليمنية على العاصمة الإماراتية أبو ظبي مما أسفر عن مصرع 3 أشخاص، بينما تعهدت الإمارات بالرد على الهجوم.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان أمس عقب الهجمات "ندين استهداف مليشيات الحوثي لمناطق ومنشآت مدنية على أراضي الإمارات".

وأضافت: "نعيد التأكيد على أن المسؤولين عن هذا الاستهداف غير القانوني لبلدنا سيخضعون للمساءلة".

وأضافت الوزارة أن الإمارات "تحتفظ بحق الرد على هذه الهجمات الإرهابية والتصعيد الإجرامي".

وعزا محللو الطاقة الاتجاه الصعودي للنفط خلال الأسابيع الأخيرة إلى إشارات على ضيق السوق والمخاوف المستمرة من توغل روسي في أوكرانيا، بحسب تقرير لشبكة سي إن بي سي.

وأدى التهديد المتزايد لمزيد من التدهور في المناخ الأمني في الشرق الأوسط إلى توفير مزيد من الدعم لأسعار النفط ، مما دفع البعض للتنبؤ بالعودة إلى ثلاثة أرقام، بحسب الشبكة.

وأعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن الهجوم الذي وقع صباح أمس وتسبب في حرائق أدت إلى انفجار ثلاث ناقلات بترول بالقرب من منشآت التخزين التابعة لشركة النفط الحكومية الإماراتية أدنوك.

وقالت شرطة أبوظبي في بيان إن الحرائق اندلعت في منطقة المصفح الصناعية وفي موقع بناء بالقرب من مطار أبوظبي الدولي بالعاصمة الإماراتية ، مضيفة أنها تعتقد أن الهجوم نفذ بطائرات مسيرة.

ولقي باكستاني وهنديان مصرعهما نتيجة الهجمات. وقالت السلطات أمس الاثنين إن ستة أشخاص آخرين أصيبوا ويعالجون من إصابات خفيفة ومتوسطة.

وقالت أدنوك، في بيان نشر على تويتر اليوم الثلاثاء، إن عملياتها لم تتأثر بالحرائق، وإنها فعّلت خطط استمرارية الأعمال "لضمان إمداد موثوق وغير منقطع للمنتجات لعملائها المحليين والدوليين".

وتعد الإمارات العربية المتحدة ثالث أكبر دولة منتجة للنفط في أوبك، والسابعة عالميا عبر ضخ ما يزيد قليلاً عن 4 ملايين برميل يوميًا.

وتسيطر شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" على العمليات النفطية في أبوظبي، موطن الغالبية العظمى من النفط الخام للدولة.

وقال توربيورن سولتفيدت، المحلل الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة فيرسك مابليكروفت لاستخبارات المخاطر: "الهجوم هو تذكير آخر بالتهديد شديد التعقيد الذي تواجهه الإمارات العربية المتحدة ومنتجي النفط الرئيسيين الآخرين في المنطقة" بالصواريخ والطائرات بدون طيار، بحسب سي إن بي سي.

وأضاف "ما لم تتمكن دول مجلس التعاون الخليجي من إيجاد حل لنزع فتيل التوترات الإقليمية، أو ردع الأعداء فإنها ستظل عرضة للهجمات".

وقال سولتفيدت إن الإمارات تتحرك بالفعل للتخفيف من مثل هذه التهديدات بالوسائل اللوجستية، وتسريع الخطط لزيادة سعة تخزين النفط ، "بما في ذلك في منشآت أكثر أمانًا تحت الأرض"، بحسب الشبكة.

وأضاف أن الأضرار التي لحقت بشاحنات الوقود والبنية التحتية للتخزين "ستثير قلق مراقبي سوق النفط الذين يراقبون عن كثب مسار المحادثات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران".

وتابع: "مع نفاد وقت المفاوضين، يتزايد خطر حدوث تدهور في المناخ الأمني في المنطقة. خلال الأسابيع المقبلة، نتوقع أن يصبح علاوة مخاطر النفط في الشرق الأوسط أكثر حدة في التركيز".

وبحسب وكالة رويترز، قال محللو بنك جولدمان ساكس إن أسعار نفط برنت تستعد للارتفاع فوق 100 دولار للبرميل في وقت لاحق من هذا العام، مضيفين أن سوق النفط لا تزال تعاني من "عجز كبير بشكل مفاجئ" حيث تضرر الطلب من متحور فيروس كورونا "أوميكرون" أقل بكثير مما كان متوقعًا.

وبحسب مذكرة حديثة له، توقع البنك الأمريكي وصول أسعار خام برنت إلى 90 دولارا للبرميل في الربع الأول من هذا العام، وإلى 95 دولارا في الربع الثاني، وإلى 100 دولار للبرميل في النصف الثاني من العام.

كما رفع توقعاته لسعر خام برنت لعامي 2022 و2023 إلى 96 دولارا و105 دولارات للبرميل، مقارنة مع التقدير السابق البالغ 81 دولارا و85 دولارا على الترتيب.