مصنعون عن تكدس شحنات قمح بالموانئ: تهدد بنقص الدقيق الحر ورفع الأسعار
كتبت- شيرين صلاح:
شهدت الموانئ تكدسا من شحنات كبيرة من القمح منذ عدة أشهر، نتيجة نقص العملة الأجنبية بالبنوك التي تحتاجها هذه الشحنات للإفراج عنها، وفقا لقول متعاملون بسوق القمح تحدثوا لمصراوي.
وأضاف متعاملون بسوق استيراد القمح والمطاحن الخاصة، أن تكدس القمح في الموانئ تسبب في تراجع مخزون القمح لدى الكثير من المطاحن الخاصة، وزيادة أسعار القمح بالسوق المحلي إلى مستويات قياسية لم تصلها من قبل بالأسواق.
وتؤدي ارتفاعات أسعار القمح إلى زيادة بالتبعية في أسعار الدقيق الحر المستخدم في عدد من الصناعات مثل المكرونة والخبز السياحي و"الفينو" ومصنعات المعجنات وغيرها.
تكدس شحنات القمح
قال أحمد إسماعيل عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، إن هناك الكثير من شحنات القمح متكدسة بالموانئ منذ عدة أشهر، نتيجة نقص العملة الأجنبية التي تحتاج إليها الجمارك للإفراج عن البضائع.
واتفق معه وليد دياب عضو غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، وقال إن هناك ما لا يقل عن حوالي 800 ألف طن من القمح متكدسة بالموانئ منذ عدة أشهر لم يتم الإفراج عنها، بسبب أزمة تدبير العملة الأجنبية بالبنوك.
واشتكى عدد من المستوردين من عدم توفر الدولار، وقدرتهم على تسلم شحنات الواردات من عدد من المنتجات والسلع من الموانئ، والتي تواجه تحديات منذ أقر البنك المركزي في فبراير الماضي طريقة الاعتمادات المستندية بدلا من مستندات التحصيل، وهي عملية ساهمت في الحد من الاستيراد لكنها أثرت على المستوردين، خاصة في وقت تعاني البنوك لتوفير الدولارات اللازمة لذلك.
وأضاف إسماعيل لمصراوي، أن تكدس الشحنات في الموانئ دفع إلى ارتفاع أسعار القمح لمستويات قياسية بالأسواق، كما أنه تسبب في تضرر أعمال 50 مطحنًا خاصًا ومصنع مكرونة لنقص مخزونات القمح لديها.
وبلغ سعر طن القمح 9500 جنيه منذ حوالي أسبوعين ماضيين مقابل 8200 جنيه، قبل الزيادة، ونتيجة ارتفاع أسعار القمح شهدت أسعار الدقيق ارتفاعا إلى 11500 جنيه حاليا مقابل 9500 جنيه للطن، قبل الزيادة، حسب إسماعيل.
وذكر إسماعيل أن غرفة صناعة الحبوب تقدمت بمذكرة لوزيري التموين والتجارة الصناعة، ومحافظ البنك المركزي الأسبوع الماضي لحل هذه المشكلة، مشيرا إلى أن عدة جهات وعدت بحل الأزمة خلال أسبوع، وأن محافظ البنك المركزي وعد خلال اليومين الماضيين بالإفراج عن 100 ألف طن من القمح من الموانئ.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحدث عن أزمة الاستيراد، ووجه خلال افتتاح عدد من المشروعات نهاية سبتمبر، بحل أزمة الاعتمادات المستندية خلال شهرين على أقصى تقدير.
وقال هشام أبو الدهب عضو شعبة الحبوب بغرفة الجيزة التجارية وصاحب أحد مصانع المكرونة، إنه نتيجة تراجع مخزون القمح لدى المطاحن الخاصة حاليا، أدى ذلك إلى توقف 30 مطحنا خاص عن العمل من إجمالي عدد من المطاحن حوالي 120 مطحنًا على مستوى الجمهورية.
وقال وليد دياب، إن باقي المطاحن المستمرة في العمل حاليا، تعمل بطاقة إنتاجية حوالي 30% فقط.
وأضاف أنه مع استمرار الأزمة الحالية ستكون هناك توقف تام لباقي المطاحن، مشيرا إلى أن المطاحن من المخزون المتبقي لديه، "والمطاحن لم يعد لديها مخزون كبير".
التأثير على السلع المشتقة من القمح
قال إسماعيل، إن ارتفاع أسعار الدقيق الحالي سيؤثر على أسعار السلع المصنعة منه مثل المكرونة والخبز السياحي والفينو.
ووفقا لقول أبو الدهب ، لمصراوي، فإن أسعار المكرونة شهدت ارتفاعا خلال أسبوعين ماضيين بنحو جنيهين للكيلو الواحد بالأسواق، نتيجة ارتفاع أسعار الدقيق.
ويصل متوسط سعر كيلو المكرونة السائبة حاليا بالسوق إلى 13 جنيها مقابل سعر يتراوح بين 10 جنيهات و11 جنيها، كما ارتفع متوسط سعر طن المكرونة المعبأ بين 16 و17 جنيها مقابل سعر يتراوح بين 14 و15 جنيها، وفقا لقول أحمد إسماعيل.
وأضاف أبو الدهب، أن تراجع الإقبال على شراء المكرونة دفع إلى الارتفاع بسعر الكيلو جنيهين فقط، موضحًا أنه في ظل ارتفاع أسعار الدقيق بهذه المستويات، ربما ترتفع أسعار المكرونة أكثر من ذلك في حال زاد الطلب.
فيديو قد يعجبك: