إعلان

هل أصبح مستقبل العملات المشفرة على المحك بعد سقوط منصة FTX؟

02:13 م الإثنين 14 نوفمبر 2022

عملات مشفرة أرشيفية

كتب- علاء حجاج:

أثار انهيار بورصة FTX لتداول العملات المشفرة وإعلان إفلاسها خلال الأيام الأخيرة، التساؤلات بشأن مستقبل أسواق العملات الرقمية المشفرة ومدى تأثرها بهذه الواقعة خاصة مع الخسائر الحادة التي شهدتها هذه العملات في العام الأخير.

وتباينت توقعات خبراء بمجال تكنولوجيا، تحدث إليهم مصراوي، بشأن مستقبل العملات المشفرة وتأثرها بالسقوط المدوي لبورصة FTX، حيث توقع بعضهم انهيار أسواق هذه العملات في الفترة المقبلة تأثرا بالأزمة.

فيما يتوقع آخرون استعادة هذه العملات لتوازنها وعافيتها فور استقرار الأوضاع الاقتصادية، وأن انخفاضها في الشهور الأخيرة يعود بشكل أساسي إلى التقلبات الاقتصادية التي تعاني منها مختلف القطاعات عالميا.

وأعلنت منصة FTX لتداول العملات الرقمية إفلاسها يوم الجمعة الماضي، والتي أسسها سام بانكمان فرايد، وكانت تعتبر واحدة من أكبر بورصات العملات الرقمية المشفرة، وهو ما أدى إلى انهيار ثروة ملياردير العملات المشفرة بانكمان فرايد من نحو 16 مليار دولار إلى أقل من مليار دولار خلال يومين فقط.

ومثلت الأحداث الأخيرة انهيارًا دراماتيكيًا لشركة قالت العام الماضي إن لديها أكثر من 5 ملايين مستخدم حول العالم، وتداولت أكثر من 700 مليار دولار من العملات المشفرة في ذلك العام وحده، وفقا لبلومبرج.

وقال إسلام نصر الله، الخبير التكنولوجي، لمصراوي، إن سوق العملات الرقمية المشفرة هو سوق عالي المخاطر، وانهياره متوقع في أي لحظة لعدم وجود قواعد حاكمة لهذا السوق، أو جهات منظمة أو رقابية أو صناديق حماية ضد المخاطر تضمن استثمارات الشركات التي تعمل في تداول هذا النوع من العملات.

وأكد نصر الله، أن انهيار شركة FTX خير دليل على المخاطرة الكبيرة التي يعاني منها سوق العملات الرقمية المشفرة والتي سقطت في خلال ساعات وانخفضت قيمتها السوقية بشكل غير مسبوق دون سيطرة على هذا الانهيار رغم التكنولوجيا الكبيرة التي اعتمدت عليها الشركة والتي تقوم بالأساس على تكنولوجيا "البلوك تشين" أو سلسلة الكتل والتي تضمن سرية البيانات وحمايتها من التلاعب.

وبحسب نصر الله، فإن طريقة التداول في هذا السوق تجعله عرضة للشائعات بشكل كبير دون منظم يستطيع السيطرة على عمليات التداول، وهو ما دعا البعض للمطالبة بتنظيم سوق العملات المشفرة.

وكان انهيار بورصة FTX والإعلان عن إفلاسها، أثار دعوات جديدة لتنظيم قطاع الأصول المشفرة، والذي شهد خسائر متراكمة هذا العام مع انهيار أسعار العملات المشفرة، بحسب وكالة رويترز.

وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، خلال مقابلة مع بلومبرج أمس الأول السبت، إن انهيار إمبراطورية تشفير FTX التابعة لسام بانكمان فرايد عزز وجهة نظرها بأن سوق الأصول الرقمية يتطلب "تنظيمًا دقيقًا للغاية".

وقال إسلام نصر الله، لمصراوي، إن سوق العملات المشفرة، كأي بورصة، مرتبط إلى حد كبير بالشائعات الإلكترونية، قائلاً: "تغريدة تعيد إحياء السوق وتغريدة أخرى تؤدي لانهياره"، مذكراً بتغريدات إيلون ماسك حول البيتكوين وكيف كانت تساهم في رفع السعر أو انخفاضه خلال ساعات من إطلاق التغريدة.

وأضاف: "كما أن انهيار FTX نفسها ساهم فيه تغريدة لرئيس منصة بينانس للعملات الرقمية تشانج بينج زاو، وهي المنصة التي تراجعت عن الاستحواذ على شركة FTX ثم باعت كل ما تملكه من عملات FTT وهو ما عجل بانهيار السوق وهبوط قيمة العملة من 22 دولارا إلى 2 دولار خلال ساعات".

وأشار نصر الله إلى أن ذلك يأتي إلى جانب اتهامات لمؤسس منصة FTX سام بانكمان فريد بالتلاعب بأصول الشركة من العملات الرقمية وتحويلها عبر محافظ مختلفة لغياب الرقابة على هذا السوق ما تسبب في ضياع أموال المستثمرين.

وتوقع أن تنتقل آثار انهيار شركة FTX إلى سوق العملات الرقمية بشكل عام، بل وإلى العديد من المنصات التي تستخدم نفس تكنولوجيا FTX على وجه الخصوص والتي قد تواجه حالات إفلاس مماثلة خلال الفترة المقبلة.

من جانبه، يرى محمد الحارثي، استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، أن التقلبات الاقتصادية الحالية بريئة مما حدث لمنصة FTX وانهيار أسعار العملات الرقمية المشفرة في الوقت الحالي.

وقال الحارثي، إن العملات المشفرة تعرضت لصدمات عديدة، وعلى رأس هذه الصدمات هو عدم اعتراف الدول أو البنوك المركزية بها، ولذلك فإن العملات المشفرة تقبع في ما يسمى بـ "الدارك ويب" وستظل كذلك، بحسب الحارثي، لعدم اعتراف الدول بها.

ويعتقد الحارثي أن سوق العملات الرقمية المشفرة تأثر سلبا بما حدث في منصة FTX، واعتبره بمثابة ضربة قوية لهذا السوق الذي اعتبره سوقا غير رسمي ولا يقوم على أسس اقتصادية.

واستدل الحارثي على صحة كلامه بالانحفاض القوي في سعر عملات البيتكوين والإيثيريوم على وقع انهيار منصة FTX.

وفقد عدد من أسعار العملات الرقمية نسبة كبيرة من قيمتها خلال الأيام الأخيرة على وقع أزمة انهيار FTX، وانخفض سعر عملة بيتكوين بنسبة 19.2% وإيثيريوم بنسبة 20.5% خلال تعاملات آخر 7 أيام، وفقا لآخر تحديثات لمنصة كوين ماركت كاب لتداول العملات الرقمية.

وبحسب الحارثي، فإن الحكومات لديها فرصة ذهبية لوقف العملات المشفرة عن طريق الإسراع في إطلاق عملاتها الرقمية البديلة الصادرة عن مؤسساتها الرسمية.

وفي المقابل، يرى عمر المنير، الخبير التكنولوجي ومؤسس إحدى شركات التكنولوجيا، أن ما تعرضت له منصة FTX من انهيار يعود في الأساس إلى التقلبات الاقتصادية العالمية.

وقال المنير، لمصراوي، إن منصة FTX اعتمدت على عملتها كمخزون استراتيجي، واضطرت إلى بيع جزء من عملاتها للحصول على سيولة مالية، في الوقت الذي تزايدت الديون على الشركة ما اضطرها إلى الاستمرار في هذه الطريقة لتوفير السيولة، وأدى ذلك إلى تأزم الموقف المالي للشركة.

ويرى أن تدخل مؤسس باينانس في الأزمة عن طريق إعلان نيته الاستحواذ على منصة FTX ثم التراجع سريعا ساهم في الإسراع بسقوط منصة FTX.

ويعتقد المنير أن سوق العملات المشفرة مثل أي سوق يتأثر بالأوضاع الاقتصادية وستظل أسعار العملات تتأرجح بين الانخفاض والارتفاع بحسب المؤثرات الخارجية ولكن الأسواق لن تتعرض لانهيار جماعي في المستقبل.

وتابع قائلا: "مثلها مثل باقي القطاعات، فهناك العديد من حالات الانهيار في الأسواق العالمية لشركات لا تعمل في سوق العملات المشفرة تأثرا بالأوضاع الاقتصادية وهو أمر طبيعي".

وقال إن سوق العملات الرقمية تعرض لعدد من الصدمات، وفي كل مرة تنخفض أسعار بيتكوين وغيرها من العملات ثم ترتفع مرة أخرى، مشيرا إلى التذبذبات التي يتعرض لها سعر بيتكوين ثم عودته من جديد إلى الارتفاع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان