بلير: "دليل شرم الشيخ للتمويل العادل" مثال على ريادة مصر بمجال المناخ
كتب- مصطفى عيد:
قال توني بلير رئيس مؤسسة التغير العالمي ورئيس الوزراء الأسبق بالمملكة المتحدة، إن "دليل شرم الشيخ للتمويل العادل" هو مثال على الريادة التي أظهرتها الحكومة المصرية في مجال التمويل المناخي.
ويهدف الدليل إلى تطوير إطار عملي لتحقيق التكامل بين جميع الأطراف ذات الصلة في مجال التمويل المناخي لتعزيز قدرة الدول النامية للوصول إلى التمويلات الدولية، وتحويلها إلى فرص استثمارية حقيقية ومتوازنة وعادلة في القطاعات الصديقة للبيئة، وذلك من خلال تحديد خطة عمل وإجراءات تطبيقية يمكن تنفيذها من قبل كافة الأطراف.
وأضاف بلير خلال كلمته بالمائدة المستديرة "دليل شرم الشيخ للتمويل العادل" ضمن فعاليات منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي بالعاصمة الإدارية اليوم الخميس: "تحدثت وزيرة التعاون الدولي حول التعهدات الضخمة التي تم الالتزام بها، ما بين مليارات وتريليونات، لكن من منكم شغل أو يشغل موقعا حكوميا يعرف أن الفارق بين التعهدات والتنفيذ دائمًا كبير".
وتابع: "تعمل المؤسسة التي أعمل بها على مساعدة الحكومات وتساعد الكثير من حكومات الدول الأفريقية وتعمل في ذلك المجال حاليًا، نتيجة المتطلبات الكبيرة للحكومات الأفريقية في توليد الكهرباء إذ أن عدم القدرة على الوصول للكهرباء يعني عدم القدرة للوصول للعالم الحديث".
وذكربلير أن أحد الأسباب التي تعطي أهمية لرئاسة مصر لقمة المناخ هذا العام هو إطلاق المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج "نُوَفِّي" وهي أحد أكثر المنصات الجاذبة المثيرة للاهتمام والتي تحدث تغيرًا في التصدي للتغيرات المناخية باعتبارها هدفا طموحا والأكثر من ذلك عملي وقابل للتطبيق في مجال العمل المناخي.
ويعد "نُوَفِّي"، برنامجاً وطنياً ومنهجاً إقليمياً للربط ما بين القضايا الدولية للمناخ وقضايا التنمية، مع حشد التمويل الإنمائي الميسر لحزمة من المشروعات التنموية الخضراء ذات الأولوية بقطاعات الغذاء والمياه والطاقة في إطار استراتيجية مصر الوطنية الشاملة للمناخ 2050.
ويهدف البرنامج إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام وتنمية منخفضة الانبعاثات وتعزيز البحث العلمي ونقل التكنولوجيا في مجال تغير المناخ، وذلك في إطار ما تقوم به وزارة التعاون الدولي لتعزيز فرص الاستفادة من التمويلات الإنمائية استعداداً للقمة العالمية للمناخ في نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ.
وأشار بلير، خلال كلمته، إلى مشروع بنبان غرب مدينة أسوان الذي يعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية في أفريقيا ورابع أكبر مشروع في العالم، إذ يولد 2 جيجا وات ساعة، واعتبره مثالا حيا لتكامل الجهود بداية من التغيير على أرض الواقع وتوليد الكهرباء بطريقة مستدامة.
وقال إن العالم المتقدم هو من خلق مشكلة المناخ وذلك واضح ومعترف به، وأخيرا بدأ في أخذ خطوات وانخفضت الانبعاثات لدى تلك الدول منذ مطلع القرن بنحو 15%.
وأضاف: "أفريقيا لم تخلق تلك المشكلة، في الواقع أفريقيا كانت بطريقة أو أخرى كانت وستكون أحد العوارض الجانبية لتلك المشكلة، ورأينا ذلك بالفعل في مدغشقر وخارج أفريقيا أيضًا في فيضانات باكستان".
ورغم أن أفريقيا، بحسب بلير، لم تخلق المشكلة وتعاني من آثارها لكن عليها أن تتطور في ظل زيادة الانبعاثات الكربونية منها بنحو 90% منذ مطلع القرن الحالي.
وأضاف أن المناخ غير عادل لا يهتم من أين جاءت الانبعاثات سواء من نيجيريا أو من إنجلترا لكن العدالة تأتي من الطريقة التي نتعامل بها.
وقال إن أفريقيا بحاجة لتبني اتجاه للتنمية المستدامة لترتقي بشعوبها وإلا ستتجه الانبعاثات في الدول المتقدمة للانخفاض فيما سترتفع لدى أفريقيا، مضيفا أن دليل شرم الشيخ للتمويل العادل يعزز التعلم من الدروس الماضية ووضع بعض المفاهيم والالتزامات والحقوق ويلمس العوامل المختلفة التي بوسعها خلق خطة عملية قابلة للتطبيق.
وذكر بلير أن الأمر الجيد في التحديات التي تواجهها أفريقيا هو وجود الأسلحة التي يمكن أن تواجه بها، فهناك الرياح والطاقة الشمسية وطاقة المياه وكذلك نعرف الآن ما يمكن أن يفعله مشاركة الطاقة كما رأينا في مشروع بحيرة الطاقة في غرب أفريقيا، كما نعرف أيضًا المزيد عن كفاءة الطاقة عما كنا نعرفه قبل ذلك.
وأضاف: "لدينا الوسائل لمواجهة التحديات والأمثلة مثل نوفي ومبادرة من الصحراء للطاقة للبنك الأفريقي للتنمية، وتعمل مؤسستي في الوقت الحالي على مشروع لتوليد 1.5 جيجاوات ساعة عبر المياه وتبلغ تكلفته 4 مليارات دولار في موزمبيق، وسيصل إنتاجه للدول المحيطة بها".
فيديو قد يعجبك: