هبوط أسرع للتضخم.. صندوق النقد يرفع توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي في 2024

كتب- مصطفى عيد:

رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري بنسبة 0.2% مقارنة بتوقعات سابقة له في أكتوبر الماضي، بحسب تقرير أصدره اليوم الثلاثاء.

وتوقع صندوق النقد، في تقرير مستجدات آفاق الاقتصاد العالمي الصادر اليوم، أن يسجل الاقتصاد العالمي نموا في عام 2024 بنسبة 3.1% (بدلا من 2.9% في توقعات تقرير آفاق الاقتصاد العالمي في أكتوبر 2023)، وهو نفس المستوى الذي قدره الصندوق للنمو في عام 2023.

وأبقى الصندوق على توقعاته لمعدل نمو الاقتصاد العالمي في عام 2025 عند 3.2%، وهي نفس التوقعات الصادرة عنه في أكتوبر الماضي.

وأرجع الصندوق رفع توقعاته لمعدل النمو خلال العام الجاري إلى الصلابة التي فاقت التوقعات في الولايات المتحدة والعديد من اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية، فضلا عن الدعم من المالية العامة في الصين.

وأشار إلى أنه مع ذلك فإن تنبؤات الفترة 2024 و2025 دون مستوى المتوسط التاريخي البالغ 3.8% (للفترة 2000-2019)، في ظل ارتفاع أسعار الفائدة الأساسية التي حددتها البنوك المركزية لمكافحة التضخم، وسحب الدعم المالي في سياق ارتفاع الديون الذي يؤثر سلبا على النشاط الاقتصادي، وانخفاض نمو الإنتاجية الأساسية.

وأوضح التقرير أن التضخم آخذر في الهبوط بوتيرة أسرع من المتوقعة في معظم المناطق، مع تراجع حدة المشكلات على جانب العرض وتشديد السياسة النقدية.

وتشير التوقعات إلى انخفاض التضخم الكلي العالمي إلى 5.8% في 2024، وإلى 4.4% في 2025، مع تخفيض التنبؤات لعام 2025، وفقا لتقرير الصندوق.

وأوضح التقرير أنه يتوقع هبوط النمو في الولايات المتحدة من 2.5% في عام 2023 إلى 2.1% في عام 2024، و1.7% في عام 2025، مع ظهور آثار متأخرة لتشديد السياسة النقدية، وتشديد سياسة المالية العامة بالتدريج وزيادة المعروض في سوق العمل الذي يبطئ الطلب الكلي.

وأشار إلى أنه بالنسبة لعام 2024 فإن رفع توقعات نمو الاقتصاد الأمريكي بمقدار 0.6% عن توقعات أكتوبر الماضي يرجع بشكل كبير إلى الآثار الإحصائية المرحلة من ناتج النمو الأقوى من المتوقع في 2023.

كما يتوقع الصندوق تعافي النمو في منطقة اليورو من تقديرات بنسبة 0.5% في 2023 (انعكاسا للاحتمالات الكبيرة نسبيا بالتعرض لمخاطر الحرب في أوكرانيا) إلى 0.9% في عام 2024، وإلى 1.7% في عام 2025، وفقا للتقرير.

وذكر أنه يتوقع أن يتحقق التعافي مدفوعا بقوة استهلاك الأسر مع انحسار آثار صدمة أسعار الطاقة وهبوط التضخم،و هو ما يدعم نمو الدخل الحقيقي.

ومع ذلك، فمقارنة بتوقعات أكتوبر 2023 من تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، تراجعت التوقعات بمقدار 0.3% في عام 2024، مما يرجع في معظمه إلى الأثر المرحل للنتائج دون المتوقعة لعام 2023.