الكوابل البحرية في مصر تفتح بابا لفرص الاستثمار بمجال مراكز البيانات
كتب- علاء حجاج:
يعتقد خبراء ومسئولون بقطاع الاتصالات، أن سعي مصر، ممثلة في الشركة المصرية للاتصالات، لعقد شراكات إقليمية بمجال الكوابل البحرية يعزز من موقف مصر كمركز استراتيجي لنقل البيانات بالمنطقة، ويفتح فرصا استثمارية جديدة بمجال مراكز البيانات.
وقال مسؤول حكومي سابق في قطاع الاتصالات، طلب عدم نشر اسمه، إن ما تقوم به الشركة المصرية للاتصالات من اتفاقات متعلقة بمد كوابل بحرية، يؤكد استمرار مصر كمركز لمرور الكابلات البحرية الدولية، ويعزز من موقف مصر الإقليمي بهذه الصناعة.
وأضاف أن الكابلات البحرية التي تمر بمصر منحتها وضعا استراتيجيا كبيرا على مستوى المنطقة في نقل الحركة المعلوماتية بين القارات، والاستمرار في الاستثمار في هذا القطاع يعزز من هذا الوضع الاستراتيجي.
وأكد المسؤول أن سعي مصر ممثلة في المصرية للاتصالات إلى عقد شراكات وإطلاق كوابل بحرية جديدة يساعد على تلبية احتياج العملاء الدوليين ويقلل من فرص ظهور منافسين جدد لمصر في هذا الشق.
ويرى المصدر أن الاستثمار في هذا القطاع يخلق فرصا استثمارية بمجال مراكز البيانات، وأنه مع قليلا من التسهيلات للمستثمرين يمكن أن تصبح مصر مركزا إقليميا لمراكز البيانات.
شراكات مهمة منذ بداية 2024
خلال العام الجاري 2024، عقدت الشركة المصرية عددا من الشراكات المهمة بقطاع الكوابل البحرية، كان آخر توقيع اتفاقية تجارية يوم الخميس مع مجموعة "4IG" المجرية، لإنشاء ربط دولي مباشر عبر بناء أول كابل بحري يربط مصر بدولة ألبانيا، وذلك خلال زيارة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت للمجر.
ويخلق هذا الكابل مساراً بحرياً جديداً في البحر المتوسط ومدخلا جديدا لقارة أوروبا، وذلك من أجل استيعاب النمو الكبير في حجم الطلب على حركة البيانات الدولية من الشرق إلى الغرب.
ومن بين هذه الشراكات التعاون مع شركة "زين - عُمانتل" الدولية (ZOI) - والتي تدير نحو 20 كابلا بحريا دوليا في المنطقة - لإنشاء ممر رقمي يربط بين البحر المتوسط وبحر العرب ومنطقة الخليج العربي، مما يجعله مسارًا مميز لنقل البيانات بين قارتي آسيا وأوروبا.
كذلك وقعت الشركة اتفاقية تعاون مع شركة نايتل، أحد مزودي خدمات الاتصالات في الأردن، وذراع الاتصالات لمركز العقبة الرقمي، لإنشاء الكابل البحري "Coral Bridge"، وهو أول كابل بحري لربط الاتصالات بين الأردن ومصر.
زيادة في إيرادات أنشطة الكابلات البحرية
قال مصدر بالشركة المصرية للاتصالات، لمصراوي، إن الشركة المصرية للاتصالات تعمل على تطوير البنية التحتية الدولية داخل مصر عن طريق رفع كفاءة المسارات الأرضية الحالية، وإنشاء مسارات أرضية وبحرية جديدة.
وأشار المصدر إلى إنشاء محطات إنزال جديدة للكابلات البحرية على ساحل البحرين الأحمر والمتوسط، وربطها بحلول التعددية الشبكية لتأمين تلك المسارات.
وأضاف أن الشركة تعمل أيضاً على تطوير البنية التحتية الدولية الخاصة بالشركة المصرية للاتصالات خارج مصر، عن طريق الاستثمار في التحالفات الجديدة لأنظمة الكابلات البحرية التي تربط قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتطوير البنية التحتية مع دول الجوار.
وتوقع المصدر أن تحقق تلك الخطط الحالية والمستقبلية زيادة في الإيرادات الناتجة من أنشطة الكابلات البحرية بشكل مباشر، بجانب ما ستوفره بشكل غير مباشر من فرص لنمو حجم أعمال القطاعات الأخرى بالشركة التي تستفيد ضمنيا من ذلك النمو.
وأوضح أن هذا يأتي إلى جانب زيادة استثمارات الشركة في أنظمة الكابلات البحرية الجديدة، والحلول التكنولوجية المتطورة لمواكبة الطلب العالمي المتزايد على خدمات الاتصالات الدولية.
وحققت الشركة المصرية للاتصالات نمواً في إيرادات الكوابل الدولية بلغ 50% خلال الأشهر التسع الأولى من العام الماضي مقارنة بنفس الفترة من عام 2022، لتحقق بذلك 3.1 مليار جنيه إيرادات لنشاط الكوابل من إجمالي 42 مليار جنيه إيرادات الشركة في الفترة المذكورة من 2023، بحسب آخر نتائج أعمال أعلنتها الشركة.
وتستثمر المصرية للاتصالات في تطوير بنيتها التحتية الدولية لضمان توفير أقصر مسارات نقل البيانات وأكثرها موثوقية وأماناً لشركائها حول العالم، وتمتاز بكونها شريكا لأكثر من 160 شركة من كبرى شركات الكابلات البحرية الدولية بفضل ما تتمتع به من تاريخ عريق في مجال الكابلات البحرية وما تمتلكه من فرق عمل متميزة تتمتع بالخبرة والكفاءة، وفقا لبيان سابق من الشركة.
فيديو قد يعجبك: