صفقة جلعاد شاليط .. بين الرابح والخاسر
تقرير – محمود حسونة
من الرابح والخاسر فى صفقة جلعاد شاليط ومبادلته باسرى فلسطينين ؟ هل نجحت اسرائيل بالافراج عن جنديها المختطف ؟ أم خسرت فى دفع ثمن كبير يتمثل فى الافراج عن 1027 أسيرًا وأسيرة فلسطينية على دفعتين، وهل ستدعم هذه الصفقة سلطة حماس ؟ ام انها ضربة اسرائيلية لموقف الرئيس الفلسطينى امام الامم المتحدة؟
جلعاد شاليط .. الجندى الاسرائيلى الذى تم اختطافه فى اقل من سبع دقائق من قبل مجموعة من المسلحين الفلسطينين وقتلت اثنين من رفاقه في دبابة إسرائيلية في عملية معقدة تضمنت حفر نفق عبر الحدود بين قطاع غزة واسرائيل، وحاولت اسرائيل وقتها معرفة مكانه لتحريره لكنها فشلت، وكانت هناك عدة جولات من المفاوضات للافراج عنه لكنها لم تثمر عن أي اتفاق من أي نوع.
الا انه تم الاتفاق اخيرا بوساطة مصرية بتبادل شاليط مقابل 1027 اسير فليسطينى ، وستقوم اسرائيل في المرحلة الاولى بالافراج عن 430 اسيرا فلسطينيا، ومن المخطط ان تفرج عن 550 آخرين خلال شهرين. وسيتم ترحيل نحو 200 أسير من الضفة الغربية الى خارج محل اقامتهم في الضفة، وسيقيم بعضهم في قطاع غزة، فيما سيتم ترحيل 40 اسيرا الى خارج الاراضي الفلسطينية.
وفى تحليل المشهد العام المحيط بهذه الصفقة نرى ان كل الاطراف ما بين رابح وخاسر وليست اسرائيل هى وحدها من فاز بالصفقة ولكن حماس ايضا فازت بالافراج عن الاسرى والاعتراف بها من جانب اسرائيل فى ظل مخاوفها من سقوط النظام الداعم لها فى سوريا.
فنصيب حماس من هذه الصفقة تتمثل فى انها أعادت لحماس بعضاً من شعبيتها التي فقدت مؤخراً خاصة في قطاع غزة وهو المنطقة الجغرافية التي تعتبر العمود الفقري لحركة حماس ، كما ان استقرار سوريا بات أمرا شبه مستحيل وذلك لفشل الحكومات السابقة في البلدان التي ظهرت فيها احتجاجات من قمع الاحتجاجات، فبالتالي تريد حركة حماس أن توجد مقر لقيادتها في دولة عربية وذلك خوفا على وجودها بالمستقبل في سوريا حال السيطرة عليها من قبل الثوار السوريين كون أن حركة حماس كانت دائما داعمة للنظام السوري وسياسته في السنوات السابقة.
كما ان الوضع فى مصر غير مبشر لحركة حماس حيث انها ترغب في انجاز على ارض الواقع ينقذها من انحسار شعبيتها والطرف المصري يواجهة ازمات بالداخل ، كما انه من الممكن ان تفوز حماس بهذه الخطوة برضى من الدولة القطرية كون الأخيرة دعمت ثورة سوريا عن طريق اعلامها والفضائيات مثل الجزيرة.
اما عن نصيب الجانب الاسرائيلى فيتمثل فى التالى .. فهى بهذا الصفقة تجرد محمود عباس من صفة ممثل الأغلبية الفلسطينية في رسالة للعالم بأن هذا الرجل لا يكسب تأييد شعبه، كما ان نتاياهو يرغب وجزء من فريق حكومته في انجاز شيئ ما وهناك جناح يرغب في انجاز الصفقة نكاية في محمود عباس برفع أسهم حماس وشعبيتها في الاوساط الفلسطينية .
وتأتي هذه الصفقة في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الحصول على عضوية بلاده في الامم المتحدة، وهو ما ترفضه اسرائيل والولايات المتحدة.
كما ان اسرائيل بهذه الصفقة تهدف الى تهدئة الوضع الداخلى والقضاء على الاحتجاجات داخل اسرائيل حيث اوضح استطلاع للرأي اجرته صحيفة يدعوت احرونوت الاسرائيلية ان صفقة الافراج عن شاليط تحظى بموافقة ثمانية من كل عشرة اسرائيليين، ويرى المعارضون للصفقة انها تعد مكسبا لحماس، ومكافأة لها على عملياتها ضد اسرائيل، فيما يرى مؤيدوها ان الحكومة الاسرائيلية ملتزمة بانقاذ أي جندي يتم اسره.
ومن المؤكد ان اهالى الاسرى الفلسطينيين لهم نصيب فى هذه الصفقة لأنهم هم الذين تكبدوا العناء طوال هذه السنوات من فقد الامل فى ان يروا اقاربهم مرة اخرى.
كما من المؤكد ايضا ان هذه الصفقة رسالة قوية لجميع الحكام العرب – الخاسر الوحيد فى هذه الصفقة- الذين أثبتوا للعالم حقيقتهم وأن ألف مواطن عربي يساوون مواطن واحد فقط من مواطني الدول التي تعترف بحق مواطنيها في العيش بكرامة.
فى النهاية ان هذه الصفقه لا تحمل رآيين مختلفين وان اختلفت الاراء حولها اذ انها نجحت في كسر شوكة الاستخبارات العالميه التى اجتمعت على ان تعرف مكان شاليط خدمة لا اسرائيل لذلك تعد اغرب واعقد عمليه تبادل اسرى فى التاريخ نظراً لما تملكه اسرائيل من قوة اجهزة استخباريه مدعومه بكل اجهزة المخابرات العربيه والعالميه التى استماتت من اجل ان تعرف مكان شاليط .
اقرا ايضا
شارك برأيك.. ما تقييمك لصفقة تبادل الأسرى بين فلسطين واسرائيل
فيديو قد يعجبك: