ماما خديجة: مسحت جسمي بدم أول شهيد..ولن أترك الميدان طول ما فيه ولادي
حوار ـ محمد أبوضيف:
فوق كبري قصر النيل، يوم 28 يناير استقبلت رأس الشهيد الأول علي صدرها، قامت بمسح جسدها بدمه، الذي وصفته بالطاهر الشريف وتقول راوية المشهد
" انا افتكر وجهه ولكن لم اعرف اسمه أحنا مبيبقاش مننا غير وشوش، في الميدان مش مهم بنسبلنا الاسامي أكتر من الوشوش "،
تلك كانت كلمات " ماما خديجة " أم ثوار التحرير كما ينادونها ، تروي عن أول شهيد من ابناءها الثوار .
وبعد عام علي الثورة، تؤكد ماما خديجة لمصراوي أن العديد من الشهداء سقطوا، منذ استلام المجلس العسكري للسلطة، ومازالوا يسقطوا، ولا يمر شهر علي البلاد بدون سقوط شهداء من خيرت شبابها، شاهدت دماء كثيرة ، وتشير: " اشعر بالضيق اوي لما بشوفهم قاعدين مع بعض بليل يغنوا، وبسأل نفسي ياتري مين فيكم بكرة يا ولادي هيكون
شهيد ."
ماما خديجة ثائرة بطبعها، بدأت نشاطها السياسي مع كفاية علي سلالم نقابة الصحفيين ودار القضاء العالي في عهد المخلوع، وهي من جيل عبد الناصر وتقول : نختلف مع ناصر كتير ولكن كان عصره أكيد كله كرامه، مشفناش اجساد شهداء في الزبالة و مكنش في عشوائيات " .
سجدت لله شكراً عند دخول احد ابناءها في الاشتباكات التي دارت بمحمد محمود، لانها شعرت حينها بأن مشاعرها اتجاه اولادها من ثوار الميدان هي نفس المشاعر اتجاه أبن رحمها، موضحة: " لي الشرف انهم جميعاً أولادي ".
تروي ماما خديجة واقعة الاعتداء عليها من قبل الجيش اثناء احداث مجلس الوزراء قائلة: " خطفوا الولد وضوربوه فالولاد ثاروا وحدفوا طوب فرشوا علينا ميه بجاز، وفجئنا باشتعال النار فروحنا نبوس ايديهم عشان يديونا خراطيم الميه نطفي بيها الحريق، ولكن رفضوا وتعالي ضحكاتهم سخريتاً مننا . "
وتستكمل ماما خديجة ..وتروي" واستمر الاشتباكات حتي الصباح واولادي شعروا بالجوع مع استمرار الضرب، فقام مجموعة من الشباب احضروا الاكل واعطوني جزء منه لتفريقة علي المتظاهرين ، واثناء توزيعي الطعام علي الشباب في شارع مجلس الوزراء محل الاشتباكات اضربت" .
وقام مجموعة من الجنود بمحاولة الامساك بها، فقالت لهم : " هتمسكوا واحدة في سن مامتكوا فتركوني ولكن ثالثهم رفض" ، ثم قاموا بضربها واقتيادها لمجلس الوزراء، باصطحاب مجموعة من السياسيين والصحفيين المقبوض عليهم .
وتتهند في أسى :" انا موجوعة لاني لن استطيع انكار انهم اولادي ايضا ومصريين ويرتدوي زي الجيش الذي يشرف اي مصري ارتدائه، و أكثر ما ألمني ان احدهم كان يتلفظ بألفاظ خارجة ولما قلته له " انا في سن ولدتك " فمعجبوش وقام بالإعتداء عليا وصفعني علي وجهي . "
وعن تفسيرها لتلك التصرفات المشينة التي خرجت عن جنود الجيش المصري أوضحت: " وكأني اشاهد فيلم البرئ وهذا نابع من عدم شعور بالثورة من الاصل، بجانب أن ضابط الجيش يتعرضوا لعمليات (غسيل مخ ) لترسيخ فكرة العمالة والخيانة لدي النشطاء وانهم غير مصريين من الاصل ( اعداء الوطن ) ".
وتؤكد ماما خديجة، ان هناك بصيص من نور الأمل شاهدته حين كان هناك " ضابط " برتبة ملازم أول يأمرالجنود بعد الاعتداء عليهم .
وعن أطفال الشوارع لفتت ماما خديجة أن : " اطفال وجدوا الام والاب والاخت الذين حرموا منهم بين المعتصمين وجدوا من يحضر لهم الطعام والشراب، وجدوا من يشعرهم بحنان الاسرة ودفئها، وعشان كده لما بيبقا في ضرب بيبقوا معانا لانننا مع بعض في كل حاجة في الغنا مع بعض والاكل مع بعض ازاي بقا لما يبقا في ضرب منبقاش مع بعض، دول الجيل الي ظلموه ولقي طبطه ملقهاش قبل كده ."
وعن البلطجية أشارت الى أن: " هناك بيننا بسطاء في الملبس والشكل واللغة ، اولئك من يدعون انهم بلطجية ولكنهم في الحقيقة من اصحاب العشوئيات والحرف المصرية البسيطة ولهم حق المشاركة في الدفاع عن الحرية ولو كانت تلك هي البلطجة يبقا شرف لكل مصري انه يبقا بلطجي "
وبخصوص نواب مجلس الشعب قالت ماما خديجة : " الإخوان يبحثون عن الشرعية في مجلس الشعب حتي يستطيعوا مواجهة العسكر ، ويحاولون عبور مرحلة الانتخابات بأي شكل حتي ينالوا شرعيتهم والذين سيواجهون من خلالها المجلس العسكري "
وأكد ماما خديجة ان هناك استهداف للنشطاء والمعتصمين بالميدان يوميا ، حيث يتم اختطافهم وتعزيهم واجبرهم علي التوقيع علي اشياء غير معروفه ثم يطلق صراحهم، ويتم اختطافهم بشكل فردي وحدثت تلك الواقعة اكثر من 7 اشخاص.
وفي النهاية تقول ماما خديجة: " مش همشي من الميدان غير ما الثورة تكمل".
أقرأ ايضا:
أبو الفتوح في سوهاج: ميزانية الجيش يجب أن تخضع لرقابة البرلمان
فيديو قد يعجبك: