إعلان

شريفة فاضل: ''أم البطل'' كتُبت فى غرفة ابنى الشهيد

10:51 م الجمعة 05 أكتوبر 2012

القاهرة- المصري اليوم:

رغم مرور سنوات طويلة، إلا أن أغنية ''أم البطل'' التى قدمتها المطربة شريفة فاضل، عقب استشهاد ابنها فى حرب أكتوبر، مازالت عالقة بالأذهان.

تتذكر ''أم البطل''، وبعد سنوات من صمتها كواليس الأغنية، قائلة: سيطر على الحزن بعد استشهاد ابنى، وبعد 3 أشهر طلبت من صديقتى، الشاعرة نبيلة قنديل، أن تكتب أغنية عن أم بطل، لأن كل الأغنيات كانت تغنى للمقاتلين. سألتنى: هل أكتبها عن أم شهيد؟ قلت لها: لا، أريدها أن تصل لأمهات كل الأبطال الذين شاركوا فى حرب أكتوبر، من استشهد منهم ومن نجا.

وتواصل: دخلت نبيلة غرفة ابنى الشهيد، لعدة دقائق، ثم خرجت وفى يدها ورقة بكلمات الأغنية، التى هزتنى بشدة، وشعرت بأنها تعبر عنى بالفعل، فقط طلبت منها تعديل شطرة: ''بيضربوا بيك المثل''، رأيتها غير مناسبة، لكنها تمسكت بها. كان زوجها، الملحن على إسماعيل، حاضرا معنا، فأخذ الكلمات وتوجه لمنزله، وعاد اليوم التالى بلحن شديد الإتقان، لم أطلب تعديل جملة موسيقية، وفى اليوم الثالث كنت بماسبيرو لتسجيلها، فرحب ''بابا شارو''، رئيس الإذاعة وقتها، بالأغنية وأمر بدخولى الاستديو فورا.

تقول الفنانة شريفة: هذه اللحظات لن أنساها فى حياتى، فبمجرد أن غنيت المقطع الأول، سقطت من شدة التأثر، وتكرر هذا الموقف عدة مرات، حتى سمعت المطربة فايزة أحمد، كانت موجودة بالاستديو مصادفة، تخاطبنى: ''لو مش قادرة تغنيها.. بتغنى ليه''. هذا الجملة زادت من إصرارى، تماسكت وقررت أن أنهيها فى مرة واحدة، وقد كان. ولم يستغرق تسجيلها أكثر من ساعات، وليس عدة أيام، كما قال البعض.

بعد التسجيل، فوجئت أم البطل بـ ''بابا شارو''، يعترض بحسم على طبيعة اللحن. فالملحن استخدم رتم ''الناى المزدوج''، فبدت الأغنية حزينة جدا. قال بابا شارو: الرتم بطىء، كيف يسمعه الجنود على الجبهة وطلب من الملحن تسريع الرتم. ورغم أنها لم تكن راضية عن الرتم السريع للأغنية، لكنها سجلتها كما أراد رئيس الإذاعة، لكنها توضح: عندما غنيتها فى الحفلات، كنت أبطئ الرتم نسبياً، عنه فى التسجيل، لأن البطء يمس إحساسى بشدة، ومع كل غناء لـ''الأم البطل''، أغرق فى نوبة بكاء شديدة، لذلك كنت أفضل أن أختتم الحفل بها، حتى أستطيع إكمالها، حتى إننى فى إحدى الحفلات، من شدة التأثر ومحاولتى للتماسك، إنفجر شريان فى يدى. واضطررت لاعتزال الغناء لفترة، ولم أعد إلا بأغنية ''آه من الصبر وآه''، للراحل منير مراد.

لم تتوقع شريفة النجاح الكبير الذى حققته الأغنية، لكن أكثر ما يهز قلب ''أم البطل''، المقطع الذى تشدو فيه بفخر وثبات شطرة: ''طبعاً.. ما أنا أم البطل''. وهى مقتنعة بأنها لا يجوز أن تقدم بعدها أغانى وطنية، فهى مكتفية بها، حتى إن جمهور الأفراح يطلبها، رغم أن الطبيعى أنها لا تناسب أجواء هذه الحفلات. وتتذكر أنها ترددت عندما طلب منها، لأول مرة، غناؤها بحفل زفاف فى بيروت، لكنها وافقت على أن تنهى بها الحفل.

و''أم البطل'' سعيدة باستعادة الأغنية مع أمهات شهداء ثورة يناير، وتكرار إذاعتها فى عدة فضائيات. تقول: أغنيات 25 يناير ضعيفة جدا ولا ترتقى لمستوى الحدث، فلم يلفت انتباهى أى منها، كلمات أو لحن. مع إشارتنا لأغانى 25 يناير، تقفز شريفة من الفن للشارع السياسى، قائلة: حزينة جداً على مصر، كنت أتمنى أن يتولى العسكر الحكم، لأنهم الأقدر على فرض النظام والقضاء على الفوضى. عندما أنظر للقاهرة من شرفتى بالطابق 17، أجدها مظلمة، ولا أعلم متى ستعود كما اعتدنا عليها، ''ربنا يرجع الأيام الحلوة''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان