فاروق جويدة ينسحب من التأسيسية ويؤكد: استخدام الدين في السياسة خطيئة
كتبت - عزة جرجس:
انسحب اليوم الشاعر فاروق جويدة من الجمعية التأسيسية للدستور وقال في نص رسالته التي بعث بها للمستشار حسام الغرياني، رئيس الجمعية :''كنت حريصا على أن أشارك بأى جهد ولو متواضع فى إعداد دستور يليق بنا بعد ثورة أبهرت العالم كله''.
وتابع جويدة، في رسالته التي حصل مصراوي على نسخة منها، ''كان شهداء الثورة ينظرون إلينا من بعيد وفى عيونهم الكثير من العتاب والقليل من الأمل فى أن تدرك النخبة المصرية خطورة اللحظة التى يعبر فيها الوطن وتحتاج إلى جهودنا جميعا''.
وأضاف، أنه شارك في جلسات الجمعية قدر استطاعته لأنه كانت لديه القناعة الكاملة بتجاوز الخلافات والأغراض والمصالح من أجل الدستور، مردفا :'' للأسف الشديد لقد بدا للجميع أن التوافق الذى كنا نحرص عليه أصبح هدفا بعيد المنال. وأن توحيد الإرادة لكى نتجاوز هذه المحنة أصبح شيئا صعبا إذا لم يكن مستحيلا. كان انقسام النخبة على نفسها بكل تياراتها الدينية والليبرالية والعلمانية أكبر خطيئة فى حق الثورة وحق الشهداء، إن وصاية الفكر هى أسوأ أنواع الاستبداد واستخدام الدين فى السياسة خطيئة كبرى تدفع الشعوب ثمنها استقرارا وأمنا ورخاء''.
وأضاف جويدة: ''كان من الواضح أن هذا الانقسام قد فتح أبوابا لصراعات لا أعتقد أننا الآن قادرون على إخمادها أمام رغبات محمومة من جميع أطراف اللعبة السياسية لاحتكار الحقيقة. لم تستطع النخبة المصرية أن تمسك بهذه اللحظة التاريخية وانقسمت على نفسها وبدأت تصفى بعضها بعضا حيث لا هدف ولا وفاق. لقد بشرت سيادتكم بأن القوى السياسية فى هذه الجمعية سوف تصل إلى صيغة وفاق تحقق لمصر دستورا تتحدث عنه أجيالنا القادمة بكل العرفان ولكن للأسف الشديد مع نهاية المشوار بدت الصراعات أعنف والخلافات أوسع والانقسامات أشد. كنت أتمنى أن نكمل معا دستور مصر فى لحظة يحسبها التاريخ لنا ولا يحسبها علينا ولكن يبدو أن الحلم كان أكبر من الإرادة''.
وأردف قائلاً: ''إننى بكل أسف أعتذر عن استكمال المشوار مع الجمعية الموقرة أمام انقسامات أراها تهدد مستقبل الوطن وليس إعداد الدستور وسوف يأتى وقت نراجع فيه مواقفنا وأعمالنا وما آلت إليه أحوالنا وساعتها سوف ندرك أننا لم نكن على مستوى دماء الشهداء التى حررت إرادة هذا الشعب وأن الشباب كانوا أكثر حكمة وتعقلا من آباء أشعلوا الفتن وقامروا بمصير الوطن من أجل أهداف شخصية واهية وحسابات خاطئة. أرجو للجمعية الموقرة التوفيق وأطلب من سيادتكم والأعضاء الموقرين إعفائى من إكمال هذه المهمة مع خالص شكرى وتقديرى''.
فيديو قد يعجبك: