الإخوان: استقالة النائب العام تمت تحت التهديد

كتب- إبراهيم عياد:
كشفت جماعة الإخوان المسلمين، عن كواليس استقالة المستشار طلعت عبد الله، النائب العام، عن منصبه، موضحة أنه وقعت حادثة غير مسبوقة في ساحة القضاء، أمس الإثنين، حيث أجبر عدد من وكلاء ورؤساء النيابة، النائب العام على الاستقالة تحت التهديد، مهددين كل القيم السامية التي تتوفر للقضاء من استقلال وكرامة وحصانة وحرية إرادة - علي حد تعبيرهم-، وهى القيم التي طالما نادوا بها وثاروا من أجلها حينما عرضت الرئاسة على النائب العام السابق منصبًا دبلوماسيًا مرموقًا وقبله في البداية بإرادته الحرة، ثم عاد وأنكر موافقته، وعندئذ غضب القضاة باعتبار ذلك النقل ينتقص من سيادة القانون، على الرغم من أن إبعاد هذا النائب العام كان مطلبًا شعبيًا هدرت به أصوات الملايين في مختلف الميادين منذ بداية الثورة باعتباره الرمز الباقي من رموز النظام البائد بعد أن أبعد كل رموزه، على حد قولهم.

وأكدت الجماعة في بيان لها، أن المجلس الأعلى للقضاء طلب من الرئيس محمد مرسي، إلغاء قرار نقله سفيرًا في الفاتيكان وإبقاءه في منصبه، وهو الأمر الذي استجاب له الرئيس احتراما لإرادة شيوخ القضاة، على حد وصف البيان.

وطالبت جماعة الإخوان المسلمون، المجلس الأعلى للقضاء أن يصدر بيانًا حول هذه الواقعة ويرفض قبول استقالة النائب العام المقدمة تحت تهديد، وأن ينتدب من القضاة الشرفاء من يحقق في هذه الواقعة وينزل العقاب بمن قاموا بها، مناشدة القضاة جميعًا ان يتصدوا لها.

وقال البيان أنه يجب على وزارة الداخلية أن تحمي القضاة من العدوان عليهم وتعرضهم للخطر أو التهديد .

وأضاف :''نحن لا نتصور أن يكون في أوساط القضاة أو رجال النيابة العامة التي تنوب عن الشعب في التصدي للجرائم، من يمارس مثل هذه الجريمة، التي لا تختلف عما يمارسه البلطجية الآن في الشوارع، ولو تم السكوت عليها لأصبحت وسيلة مطردة لكل مجموعة تريد إقالة رئيسها أن تمارس عليه الإرهاب والتهديد، حتى تجبره على الاستقالة، وعندئذ تتحول البلاد إلى فوضى ويحكمها قانون الغاب''.

وأكدت الجماعة على أن المثير للغضب والاستنكار أن يرحب بعض أعضاء نادي القضاة بهذه الجريمة ويطالبوا بعودة النائب العام السابق – المرفوض شعبيا – ليضعوا أنفسهم في صف أعداء الثورة وأعداء الشعب، وكذلك ترحيب بعض القنوات الفضائية التي يمتلكها أفراد من بطانة النظام السابق، ويفعل ذلك بعض الإعلاميين المتلونين الذين يهدرون كرامة المهنة وقيم الأخلاق - علي حد وصفهم.

واختتم البيان بأنه رغم فداحة المصيبة إلا أنها تكشف للشعب عن حقيقة الأشخاص وتسقط الأقنعة عن وجوههم.